لا اعرف ما هو سبب استهتار الدبلوماسي السابق لدى نظام الاسد صقر الملحم بعقول السوريين وتأليفه لحكايات سياسية تافهة لا تنطل على طفل صغير … في مقطع سابق ( تجده على هذا الرابط: الدبلوماسي صقر الملحم يفسر سر بقاء #الأسد وانا لا اصدقه ) قام تفسير سبب بقاء الاسد للسلطة هو ثروته الضخمة التي جمعها من سرقة الاقتصاد السوري؟؟ والان يفسر عدم اعادة بناء مدينة القنيطرة هو اتفاق مؤامرة بين حافظ الاسد واسرائيل لكي لا يصل الفدائيين الى اسرائيل… مع العلم بان عائلة الاسد لولا المخارات الروسية لم تستطع الوصول للسلطة ومن يحكم سوريا منذ 70 سنة هي المخابرات الروسية وعائلة الاسد مجرد واجهة يتم تحريكها من خلف الستارة وحرب تشرين ولبنان هي تلبية للمصالح الروسية ولا علاقة لها بتحرير الاراضي المحتلة.
وهذا ما قاله صقر الملحم وعليكم الحكم:
أعرفهم عن قرب :
الى الآن لم أقرأ في أي كتابٍ أو صفحة اعلامية أو على صفحات التواصل الإعلامي :
لماذا دمّرت اسرائيل مدينة القنيطرة بالكامل قبل انسحابها منها في العام ١٩٧٤ ..
ولماذا ظلت القنيطرة مدمرة، ورفضت سوريا إعادة إعمار المدينة قبل استرداد كامل أراضي الجولان من إسرائيل. و شيدت فقط مدينة صغيرة حملت اسم البعث بأحد ضواحي القنيطرة؟
هذا السؤال سألني اياه أحد السفراء الأوروبيين في سانتياغو ( تشيلي ) في العام ٢٠١٢ ..فقلت:
– أصر الرئيس ( حافظ الأسد ) على عدم اعادة اعمار القنيطرة ليسمح للوفود الدولية بمشاهدة الهمجية الاسرائيلية ..ولتكون شاهداً أبدياً على ذلك ..!!
ابتسم وقال :
– يبدو أنك من تربية حزب البعث الذي كان يقنعكم بأقوال حافظ الأسد ..!!
وتابعَ قائلاً :
– في تلك الفترة كان أحد أصدقائي الأمريكيين سفيراً في اسرائيل و شارك في المفاوضات السورية – الإسرائيلية التي شارك فيها الأمريكيون والسوفييت بعد حرب ١٩٧٣ ..وبعد توقيع سورية وإسرائيل اتفاقية فض الاشتباك نهاية مايو/أيار 1974
تم الاتفاق على الانسحاب الاسرائيلي من مدينة القنيطرة ..وكانت العقبة الوحيدة في المفاوضات هو السؤال الذي كان يوجهه الإسرائيليون للمفاوضين السوريين عبر الأمريكيين والسوفييت :
– كيف سيضمن الرئيس حافظ الأسد عدم وصول المخربين الفلسطينيين ( الفدائيين ) الى مدينة القنيطرة ومنعهم من الإعتداء على المدنيين الاسرائيليين في الجانب الآخر من الحدود ورغم وجود قوات الطوارئ الدولية ؟
وتابع قائلاً :
وكان الاسرائيليون يهددون بإعادة احتلال القنيطرة ودمشق أيضاً في اي محاولة اعتداء وبأنهم سيدمرون القنيطرة بعد خروجهم منها اذا وصل الفدائيون الفلسطينيون اليها ..ووصلت هذه الجملة الى أذن حافظ الأسد ..فتم ارسال رسالة سرية عبر السوفييت ..من الأفضل أن تدمروا المدينة قبل خروجكم منها وأنا أضمن لكم عدم اعادة إعمارها ..!!
استقبل الاسرائيليون الرسالة بذكاء وحنكة ..وتساءلوا ما هو المقابل ؟
وتابع السفير حديثه :
طلب حافظ الأسد ..توقيع اتفاقية عدم اعتداء ..والسماح له بإعادة ضم لبنان كجزء من سورية ..فكان الجواب :
عدم الموافقة على ضم لبنان ..ولكن السماح للسوريين بالسيطرة غير المباشرة عليها ..مقابل طرد الفلسطينيين في المستقبل منها ..!!
دمّر الاسرائيليون مدينة القنيطرة تدميراً كاملاً ..ولم يسمح حافظ الأسد بإعادة بناء المدينة رغم المساعدات العربية التي قدمت له ..وكان معظمها يُحول الى بنوكٍ في الخارج ..!!
سألتُ السفيرَ :
– ماذا كان موقف السوفييت من هذه المحادثات ؟
أجاب :
– السوفييت كان يهمهم أمن اسرائيل ..مقابل تثبيت حكم الأسد في سورية ..!!
واليوم ومن خلال ما نشاهده من الموقف الروسي نجد أنَّ التاريخ يعيد نفسه :
تدمير سورية والحفاظ على أمن اسرائيل وتقاسم الموارد السورية جميعها مع ايران وأمريكا وتركيا والولايات المتحدة ..مقابل بقاء الأسد في الحكم ..!!
تاريخ مقرف ومخزي .. فهل الهمجية الاسرائيلية هي من دمّرت القنيطرة وسورية بأكملها ..أم همجية النظام وطمعه ببيع كل سورية مقابل حفاظ عائلة الأسد على كرسي مفخوتٍ من أسفله وتدخله كل الخوازيق بمختلف مقاساتها ..؟