هذه القصيدة الجميلة الرشيقة خفيفة الظل للشاعر وديع عقل (1882 _ 1933) ايام كان الشعر مزاجاً عالياً ومتعةً صافية ..
شكتني ثُريّا إلى والديّا
وقالت فتاكُم تجنّى علَيّا
حَسا الخمرَ حتى استطارت هُداهُ
فَشدّ وألوى على ناهديّا
وبالرغم منّي تَرضّبَ ثغري
وطوَّق نحري وَلاكَ المُحيّا
قد امتصَّ شهدي وزعفرَ وردي
وعاثت يداهُ برُمّانَتيّا
أتى كلَّ هذا وولّى فخلّى
فؤادي وَقِيداً وعينَيَّ ريّا
وظلّت ثريا تُغالي وتبكي
فهاجَ بُكاها بُكا والديّا
وفاوضَ أمّي أبي في فَتاها
وقال إلامَ تَماديهِ غِيّا
فقالت سيَصحى وأُسدِيهِ نُصحي
ولا ذنبَ إلا لتلكَ الحُميّا
متى جاءَ أخلو بهِ في خبائي
وأكتن خدَّيهِ بينَ يدَيّا
وأمتصُّ مِن فِيهِ خمراً حسَاها
فيصحى من السُّكْرِ شيئاً فَشيّا
فقالت ثريّا إذا كانَ هذا
الدواءُ دَواهُ كِلِيهِ إليّا
أنا بامتصاصِ المراشفِ أدرى
وما اعتادَ فوهُ سوى شفتَيّا
(الشاعر وديع عقل)