فيلم بلوند عن حياة مارلين مونرو
شقراء Blonde
د. ميسون البياتي
فيلم شقراء هو فيلم سيره ذاتيه أمريكي لعام 2022 كتبه وأخرجه أندرو دومينيك يستند إلى رواية عام 2000 التي تحمل الاسم نفسه شقراء للكاتبه
جويس كارول أوتس Joyce Carol Oates
الفيلم عباره عن قصه غير حقيقيه لحياة الممثله الأمريكيه مارلين مونرو ، التي تلعب دورها آنا دي أرماس ويضم فريق الممثلين أدريان برودي وبوبي كانافال وكزافييه صموئيل وجوليان نيكولسون
شارك في أنتاج الفيلم
ديدي جاردنر Dede Gardner وجيريمي كلاينر Jeremy Kleiner وتريسي لاندون Tracey Landon وبراد بيت Brad Pitt وسكوت روبرتسون Scott Robertson
دخل الفيلم مرحلة الإنتاج في أغسطس 2019 في لوس أنجلوس بعد فتره طويله من الإعداد بدأت في عام 2010 حال انتهاء الكاتبه جويس كارول أوتس من كتابة قصته وانتهى الإنتاج في يوليو 2021 وسط جائحة COVID-19 في عام 2020 , أثار الفيلم الجدل والشهره بسبب محتواه الجنسي التصويري , ومحاولته طمس حقيقة مقتل مارلين مونرو بإدعاء انتحارها , واعتباره أول فيلم مصنف بهكذا محتوى يتم نشره عبر البث المباشر على
قناة Netflix وقناة movieboxpro
الفيلم عباره عن خلطه قذره من مخلفات الحرب العالميه الثانيه وجموح الولايات المتحده الامريكيه للهيمنه بأي ثمن , والحروب والانقلابات العسكريه في مناطق مختلفه من العالم , من جهة ثانيه هزيمة الولايات المتحده من الداخل بالصراعات بين البيض والسود , وطغيان المافيات التي انتقلت اليها من اوربا وكورسيكا , وعصابات الجريمه المنظمه المحليه , وصعود طبقة المثليين والقوادين وبائعات الهوى على شكل فنانين ونجوم مجتمع بمختلف الوظائف والتخصصات , وتلاعب السياسيين بما يحملونه من عجز فكري وجسدي وأخلاقي بكل هذه الخلطه لصناعة وجه مشرق لامريكا أمام العالم .. فكان لابد لكل هذه الخلطه المسمومه أن تنتج بعض الكوارث التي ينبغي طمرها لتبقى امريكا تحمل وجهاً ناصعاً يعجب به العالم
من اين سنبدأ الحديث عن هذا الفيلم ؟ سنبدأ من عام 1981 حيث سافر الباحث الآيرلندي أنثوني سمرز الى الولايات المتحده لعمل بحث مفصل عن موت مارلين مونرو ايقونة شبابه المعبوده حين كانت على قيد الحياة . بحث 3 لمدة سنوات وأجرى ما يزيد على ألف محادثه مع أشخاص كانوا على علاقه مباشره مع مارلين مونرو , قسم من هذه المحادثات كانت مكتوبه رفض اصحابها الحديث عنها أمام الكاميرا فقام بجمعها وتنسيقها في كتاب
الآلهه _ الحياة السريه لمارلين مونرو Goddess _ The Secret Life of Marilyn Monroe
يتكون الكتاب من 656 صفحه نشره عام 1985 في كتاب مطبوع سعره حتى اليوم لم ينزل عن 30 دولار , أما تحميله اليوم كنسخه الكترونيه على جهاز كندل فتبلغ 12 دولار وهو سعر كبير مقارنة بأسعار الكتب الألكترونيه . أما حوالي 650 متحدث الذين قبلوا التحدث أمام الكاميرا فتم تحويل مقابلاتهم الى فيلم وثائقي بعنوان :
لغز مارلين مونرو The Mystery of Marilyn Monroe
معروض على قناة نتفليكس طوله 100 دقيقه
أخطر شهادتين وردتا من خلال بحث انثوني سمرز هما شهادة إبنة الطبيب النفسي رالف جرينسون الذي توفي عام 1979 وكان يعالج مارلين مونرو بعد طلاقها من الكاتب المسرحي آرثر ميللر والبنت تدعى جوان جرينسون حيث ذكرت أن والدها كان يجري جلسات العلاج لمونرو في بيته ويسمح لها الإختلاط بعائلته فنشأت بين البنت والفنانه صداقه وكانت مونرو قد حكت لها عن علاقتها بشخص يلقبونه بالجنرال لكنها لم تفصح عن اسمه , تبين فيما بعد انه روبرت كينيدي الذي تعرفت عليه قبل زواجها من ميللر , حين كان كينيدي هو المدعي العام الأمريكي أثناء فترة حكم أخيه جون ، زوج باتريسيا كينيدي أخت روبرت وجون هو الممثل بيتر لوفورد كان وسيلة التعارف وتنسيق المواعيد والدعوه الى حفلات خاصه ماجنه بين الأخوين كينيدي ومارلين مونرو في قصرهما الخاص في ماليبو/ كاليفورنيا
استمرت هذه العلاقه الثلاثيه لبعض الوقت دون مشاكل , لكن الأخوين كينيدي كانت لهما علاقات نسائيه كثيره , مصممه لغرض الجنس والمتعه ومبنيه على الإستعباد الجنسي , جون كينيدي الرئيس وحده ورغم كونه كان يعاني من آثار شلل الأطفال , وقصور في الغده الدرقيه , وآلام الفقرات , والربو , ومرض أديسون الذي يصيب الغده الكظريه , ومتلازمة شميت التي تنشأ عن اصابة الغده الكظريه وتؤدي الى قصور الغدد التناسليه , الا أن الرئيس أحاط نفسه بكوكبه من العشيقات بعض منهن : جين كارمن الممثله وعارضة الأزياء الأمريكيه و الممثله الامريكيه انجي ديكنسون ولاعبة كرة المضرب الانكليزيه كاي ستامرز والكاتبه الأمريكيه ميمي ألفورد والممثله الأمريكيه ألمانية الاصل
مارلين ديتريش Marlene Dietrich
وماري بينشوت ماير التي تم قتلها بعد مقتل جون كينيدي لأنها تعرف الكثير عن ملابسات مقتله
_ _ _
بنهاية الحرب العالميه الثانيه قررت الولايات المتحده أن على جميع الدول الاستعماريه التي تحتل أجزاء من افريقيا أو امريكا اللاتينيه المغادره طوعاً أو كرهاً لتصبح تابعه للنفوذ الامريكي . بالنسبه لأمريكا اللاتينيه ولكي يتم دعم حركاتها ( التحرريه ) بالمال والسلاح عن طريق وسيط وليس بشكل مباشر قررت الولايات المتحده تحويل مستعمرتها كوبا الى مستعمره شيوعيه فأوصلت فيدل كاسترو ووزيره جيفارا الى سدة الحكم . كوبا مستعمره للولايات المتحده منذ الحرب الأمريكيه الإسبانيه 1898 تسلمتها بمعاهدة باريس نفس العام بين الأمريكان والاسبان التي عقدت عند نهاية الحرب , فحوّلتها الى مستعمره تعج بالإنقلابات لحين وصول كاسترو . قام كاسترو بالتحالف مع الاتحاد السوفييتي الذي أوصل صواريخ سوفييتيه الى كوبا . استفادت الولايات المتحده من هذا بتعزيز الحرب البارده بتصويرها أن أراضيها مهدده بالسلاح السوفييتي وعليها تصعيد حربها البارده , وحوّلت كاسترو من حليف حقيقي الى عدو معلن سيساهم ووزيره المستقيل جيفارا في التحرك في القاره اللاتينيه وتقديم مختلف اشكال الدعم للحركات الشيوعيه فيها لتثور على مستعمريها وتخرجهم من أراضيها , وقيام كوبا بدعم العديد من الحركات الشيوعيه في افريقيا لتثور على مستعمريها , على سبيل المثال الدعم العالي المقدم للبوليساريو , وقيام جيفارا بنفسه بالذهاب الى الكونغو وتدريب مليشيا سيمبا على حرب العصابات لإنهاء الوجود البلجيكي في الكونغو كينشاسا . بعد هذه العمليه انتهى دوره فقامت الولايات المتحده بتسليمه بنفسها ليلاقي مصيره كأي عميل ينتهي دوره وعليه المغادره
أثناء إدارة الرئيس الأمريكي جون كينيدي للأزمه الممله للصواريخ السوفييتيه قرر تسلية نفسه بإحدى مستعبداته فإختار مارلين مونرو وأمر بإحضارها . كانت مسافره على متن طائره , تم انزال الطائره وحُملت مونرو كأي كبش لرميها على سريره , عندما حملت منه تم جرّها الى المستشفى وأجهضت . كل هذا أشعرها بدونية متناهيه فقررت قطع علاقتها بالأخوين كينيدي , لكن روبرت كينيدي اتصل بها وطلب مقابلتها فقالت له انه اذا كان يريدها فعليه ان يحضر هو لملاقاتها , جاء لملاقاتها وحصلت بينهما مشاده كبيره أدت الى قتلها , وتم التلاعب بوقت وملابسات الجريمه لجعلها انتحاراً . ما لم يتحسب له روبرت كينيدي هو أن خصومته مع رئيس نقابة عمال النقل جيمي هوفا المتعاون مع المافيا والمتهم بتمويل نشاطات المافيا من صندوق تقاعد نقابته , كانت المافيا قد ساندته وزرعت بيت روبرت كينيدي وبيوت عشيقاته بأجهزة التنصت وسجلت جميع مادار بينه وبين مونرو قبل مقتلها , كما أن نقابة عمال النقل حرزت وثائق تثبت إستعمال كينيدي لمروحيه مستأجره نقلته من مقر اقامته الى مقر اقامة مونرو ساعة وقوع الجريمه ومغادرته بعدها
جيمي هوفا ليس شخصاً سهلاً , عندما تمت ادانته قضائياً في مايس 1963 بقي يتابع روبرت كينيدي واحتفظ بكل الوثائق التي تدين روبرت عن مقتل مونرو شهر آب من نفس العام , عند الحكم عليه عام 1967 بالسجن 13 سنه بذلت المافيا ما بوسعها أثناء الإنتخابات لإيصال الرئيس ريتشارد نيكسون الى البيت الأبيض فقام نيكسون بإطلاق سراح هوفا عام 1971 لكن هوفا اختفى في ظروف غامضه عام 1975 واعتبر ميت قانوناً بتاريخ 1982
الباحث الآيرلندي أنثوني سمرز تمكن من التوصل الى الوثائق التي احتفظ بها هوفا والتي تدين كينيدي بقتل مونرو وقام بنشرها منذ العام 1985 فأعادت التفاصيل المنشوره عائلة كينيدي الى الأذهان , أما كل الحقائق الوارده في بحثه فلم يتمكن أحد من تكذيبها ولكن تم التشكيك بها وعلى الفور بدأت الاعمال السينمائيه تظهر لهذا الغرض
عام 1991 ظهر فيلم جي اف كي يتحدث عن جاكلين كينيدي وكيف تقبلت الأيام الأولى بعد مقتل زوجها
عام 1992 قام جاك نيكلسون بتمثيل فيلم
Hoffa
للحديث عن ملابسات سجنه وإطلاق سراحه واختفائه
عام 2000 تم انتاج فيلم
Thirteen Days
عن إدارة الرئيس جون كينيدي لأزمة الصواريخ السوفييتيه
في العام 2016 تم إنتاج فيلم
Jackie
عن حياة الأرمله الطروب جاكلين كينيدي مرة اخرى للحديث عن معاناتها
في العام 2019 تم انتاج فيلم
The Irishman عن حياة جيمي هوفا
في هذا العام 2022 يتم عرض فيلم شقراء لدحض مقولة أن روبرت كينيدي هو من قام بقتلها , واثبات أنها انتحرت , باعتبارها كانت شخصيه مختله نفسياً بسبب طفولتها المشرده وبحثها عن أب مجهول , ويعلل سبب انتحارها بسبب حاله سوداويه اعترتها بسبب إجهاضاتها المتكرره : الأولى من
تشارلي تشابلن الإبن Charles Chaplin Jr
الذي كان زميل دراسة معها في معهد التمثيل وربطتها معه ومع زميلهما الثاني
Jr Edward G. Robinson
علاقه ثلاثيه مفضوحه تم الطلب منها أن لاتظهر بها في العلن اذا كانت تريد البقاء كنجمه
وإجهاضها الثاني من زوجها الكاتب المسرحي آرثر ميللر الذي أحبها بعمق لكن أمله خاب في علاقتهما بسبب علاقتها بالإخوين كينيدي ما أدى الى برود العلاقه بينهما لكنه بقي معها حتى قررت هي انهاء علاقتها معه . اتهامها وزوجها انهما شيوعيان محض افتراء , فالحزب الشيوعي الأمريكي تأسس في 1/9/1919 بعدد أعضاء وصل الى 200 ألف وكان أن تناقصت عضويته الى 10 آلاف عضو بحلول عام 1957 يتخفى بينهم 1500 عضو من الشرطه الإتحاديه اف بي اي بملابس مدنيه , ولو كانت للزوجين أية نشاطات فهي سترصد حتماً
أكبر كذبه يسوقها الفيلم أن مونرو حين كانت في حالة انهيار تام بعد اجهاضها من جون كينيدي علمت من إدوارد روبنسون الإبن عبر الهاتف أن تشارلي تشابلن الإبن مات وترك لها شيئاً ما أرسله لها روبنسون بالبريد ، تبين أنه النمر اللعبه الذي وجدته ذات يوم عندما كان الثلاثة معاً ، ويحتوي الصندوق على رسالة يعترف فيها تشابلن الابن بأن الرسائل التي تلقتها مارلين والتي يفترض أنها من والدها ، كان هو من كتبها لها , فشعرت مونرو بالتلاعب بها واخذت جرعه زائده من المهدئات وماتت بتاريخ 5 آب 1963 لكن الحقيقه تقول إن تشارلي تشابلن الإبن عاش حتى 20 مارس 1968 وهذه الكذبه هي أيضاً وسيله من وسائل الفيلم للتعميه على حقيقة انها ماتت مقتوله
د. ميسون البياتي
