شجرة السنديان: هؤلاء هم #العلويون الأطهار الكاتب: نضال نعيسة
هذه الصورة لسنديانة معمرة عند مقام الشيخ علي بن سلمان آل ماخوس، مؤسس العشيرة العلوية الحيدرية الكبيرة المتجذّرة في الساحل السوري، وهي واحدة من أكبر العشائر العلوية في الساحل السوري وتمتد في العمق التركي ولواء إسكندرون الخاضع لسيطرة تركيا اليوم….وأثارت هذه السنديانة فيّ لواعج وذكريات وحنيناً لزمن طفولي نقي بريء وغابر، كنت أقف فيه مدهوشا بخوف غامض مجهول وبرهبة وخشية عامرة مشغوفاً بوله حائر أمام هذا الضريح ورهبة هذا المكان، وأنا أجول بنظري بين تلكم القبور والأضرحة والشجر الباسق وظله الغامر البارد في عز الصيف اللاهب، فلا احد يعلم ، حقيقة، ما هو عمر هذه الشجرة ذات الأخاديد المتخشبة العميقة، كما لا يـُعلم عدد القبور التي محيت وسوّيت بالأرض وضاعت واندثرت ملامحها من مئات السنين، فهنا المقبرة الرئيسية لسكان القرية، وهناك الكثير من هذه الشجرة بالجوار، الأطول عمرا منها، مع العلم أن عمر هذا الضريح يتجاوز الـ ٣٠٠ عام ونيف، فطبعا لا أحد تجرأ ولم يتجرأ على مد يده وقطع حتى “شخدية” أو غصين صغير منها، وربما هذا هو أحد أهم أسباب خلودها وبقائها المديد، بسبب ارتباطها بقدسية المكان عند الطائفة ككل، أي من المحرّم، والمحظور قطع غصن من ” الزيارة” أو جوارها، واستخدام ذلك لأي سبب، وكانت الآداب العامة، وانغلاق المكان المحفوف بمخاطر “خارجية” ومحدودية الديمغرافيا تجعل الخروج عن تعاليمها وأخلاقها مغامرة كبرى أمراً خطيراً فكان الالتزام العامة هو السمة العامة لهؤلاء السكان… واذكر، لليوم، ومنذ، كنت صغيرا ونأتي لنلعب، ونمرح، ونلهو، ” عند الزيارة”، حيث كانت الفسحة والوجهة السياحية اليتيمة لنا في تلكم الجبال النائية والمعزولة والفقيرة المعدمة المقفرة والموحشة والمدقعة بالقر والفقر والخيبات الكبرى، اذكر وجود بعض جذوع الشجرات واغصان متناثرة، ملقاة بشكل فوضوي وعشوائي هنا وهناك، في فناء “الزيارة” والتي بقيت هناك لعقود طويلة دون أن تمسسها يد بشري، ففي العرف العلوي المقدس، هناك تحريم تام للمال الحرام، أو “مد اليد” على شيء ليس لك او من حقك، او الاستحواذ على ما ليس لك، بطرق ملتوية وغير شريفة، فما بالك لو كان هذا الشي تابعا “للزيارة”(الضريح والمقام المقدس للرجل الصالح “صاحب السر” عندهم)، رغم الضرورة القصوى والحاجة الماسة لذلك وإمكانية استخدام تلك الجذوع كحطب للنار في ايام الشتاء الباردة جدا في تلك القرى التي ترتفع حوالي 1000 م عن سطح البحر، ، وكانت تمضي السنون، والعقود، وتطوى الأيام، وتلك الجذوع والاغصان جاثمة ومركونة في مكانها، فالعلوي الطاهر الشريف لا “يمد يده” على حرام ولا يمكن له ان يتنعم ويعيش ويأكل مالا حراما لأنه سيدفعه من صحته وعمره وسينزل عليه غضب الآلهة، حسب معتقدهم، بشكل فجيعة ما مهما طال الزمان (ترجمة وتجسيد لفلسفة الكارما وعقائد شرقية أخرى قديمة قبل ظهور فلسفة قريش او ما يعرف بالإسلام)، وكان المرحوم والدي، المتمسك بعلويته وقيمها الطاهرة، يوصيني ويحذرني من أخطر أمرين في الحياة وهما : “أذى الناس والإضرار بهم، وأكل المال الحرام”.
ولليوم، وبأي وقت، يمكنك الذهاب لمقامات العلويين المقدسة، ورجالهم الصالحين، لترى شجر السنديان والبلوط، وغيره، المعمّر طويلا، وبالتأكيد سترى وتلاحظ الجذوع التي تكسرت، والأغصان التي تساقطت بفعل الرياح والأنواء والأحوال الجوية والاهتراء والتآكل وقد بقيت هناك لسنوات وعقود طويلة دون أن تمسسها يد، لأنه في العرف العلوي السائد، الرجل العلوي، وقد ربّى ذريته على ذلك، فهو لا يأكل، ولا يمد يده، على مال حرام، فما بالكم بأموال “المقامات”، وقبور الأولياء، رغم الحاجة الماسة للحطب مع وجود هذه الأزمة الحادة والخانقة على الطاقة، ومشتقاتها كالحطب، وحالة الجوع والقلة والعدم التي تعيشها الشعوب والأمم وكافة الأديان والطوائف والمذاهب السورية، ولا زال، لليوم، هناك علويون، وكهذه الجذوع المقدسة، يحافظون على عقائدهم العلوية وطقوسهم وممارساتهم القديمة التي تمنعهم وتحرّم عليهم، كحُرْمةِ يَومِكم هذا، في بَلدِكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا، مد اليد واكل المال الحرام، ولا يقطعون، ولا يمدون أياديهم على شجر السنديان، وأموال الناس…. هؤلاء هم العلويون
السيرة الذاتية
الاسم عايش بلا أمان
تاريخ ومكان الولادة: في غرة حقب الظلام العربي الطويل، في الأراضي الواقعة بين المحيط والخليج.
المهنة بلا عمل ولا أمل ولا آفاق
الجنسية مجرد من الجنسية ومحروم من الحقوق المدنية
الهوايات: المشاغبة واللعب بأعصاب الأنظمة والجري وراء اللقمة المخزية من مكان لمكان
الحالة الاجتماعية عاشق متيم ومرتبط بهذه الأرض الطيبة منذ الأزل وله 300 مليون من الأبناء والأحفاد موزعين على 22 سجناً.
السكن الحالي : زنزانة منفردة- سجن الشعب العربي الكبير
اللغات التي يتقنها: الفولتيرية والتنويرية والخطاب الإنساني النبيل.
الشهادات والمؤهلات: خريج إصلاحيات الأمن العربية حيث أوفد إلى هناك عدة مرات. لديه "شهادات" كثيرة على العهر العربي، ويتمتع بدماغ "تنح"، ولسان طويل وسليط والعياذ بالله. ويحمل أيضاً شهادات سوء سلوك ضد الأنظمة بدرجة شرف، موقعة من جميع أجهزة المخابرات العربية ومصدّقة من الجامعة العربية. شهادات فقر حال وتعتير وتطعيم ولقاح ناجح ضد الفساد. وعدة شهادات طرد من الخدمة من مؤسسات الفساد والبغي والدعارة الثقافية العربية. خبرة واسعة بالمعتقلات العربية، ومعرفة تامة بأماكنها.
من أصحاب "السوابق" الفكرية والجنح الثقافية، وارتكب عدة جرائم طعن بشرف الأنظمة، وممنوع من دخول جميع إمارات الظلام في المنظومة البدوية، حتى جيبوتي، وجمهورية أرض الصومال، لارتكابه جناية التشهير المتعمد بمنظومة الدمار والإذلال والإفقار الشامل.
يعاني منذ ولادته من فقر مزمن، وعسر هضم لأي كلام، وداء عضال ومشكلة دماغية مستفحلة في رفض تقبل الأساطير والخرافات والترهات وخزعبلات وزعبرات العربان.
سيء الظن بالأنظمة البدوية ومتوجس من برامجها اللا إنسانية وطموحاتها الإمبريالية البدوية الخالدة.
مسجل خطر في معظم سجلات "الأجهزة" إياها، ومعروف من قبل معظم جنرالات الأمن العرب، ووزراء داخلية الجامعة العربية الأبرار.
شارك سابقاً بعدة محاولات انقلابية فاشلة ضد الأفكار البالية- وعضو في منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان.
خضع لعدة دورات تدريبية فاشلة لغسل الدماغ والتطهير الثقافي في وزارات التربية والثقافة العربية، وتخرج منها بدرجة سيء جدا و"مغضوب عليه" ومن الضالين.
حاز على وسام البرغل، بعد أن فشل في الحصول على وسام "الأرز" تبع 14 آذار. ونال ميدالية الاعتقال التعسفي تقديراً لمؤلفاته وآرائه، وأوقف عدة مرات على ذمة قضايا فكرية "فاضحة" للأنظمة.
مرشح حالياً للاعتقال والسجن والنفي والإبعاد ولعن "السنسفيل" والمسح بالوحل والتراب في أي لحظة.
وجهت له عدة مرات تهم مفارقة الجماعة، والخروج على الطاعة وفكر القطيع.
حائز، وبعد كد وجد، وكل الحمد والشكر لله، على عدة فتاوي تكفيرية ونال عشرات التهديدات بالقتل والموت من أرقى وأكبر المؤسسات التكفيرية البدوية في الشرق الأوسط السفيه، واستلم جائزة الدولة "التهديدية" أكثر من مرة..
محكوم بالنفي والإبعاد المؤبد من إعلام التجهيل الشامل والتطهير الثقافي الذي يملكه أصحاب الجلالة والسمو والمعالي والفخامة والقداسة والنيافة والعظمة والأبهة والمهابة والخواجات واللوردات وبياعي الكلام.
عديم الخبرة في اختصاصات اللف والتزلف والدوران و"الكولكة" والنصب والاحتيال، ولا يملك أية خبرات أو شهادات في هذا المجال.
المهام والمسؤوليات والأعمال التي قام بها: واعظ لهذه الشعوب المنكوبة، وناقد لحياتها، وعامل مياوم على تنقية شوائبها الفكرية، وفرّاش للأمنيات والأحلام. جراح اختصاصي من جامعة فولتير للتشريح الدماغي وتنظير وتشخيص الخلايا التالفة والمعطوبة والمسرطنة بالفيروسات البدوية الفتاكة، وزرع خلايا جديدة بدلاً عنها.
مصاب بشذوذ فكري واضح، وعلى عكس منظومته البدوية، ألا وهو التطلع الدائم للأمام والعيش في المستقل وعدم النظر والتطلع "للخلف والوراء".
البلدان التي زارها واطلع عليها: جهنم الحمراء، وراح أكثر من مرة ستين ألف داهية، وشاهد بأم عينيه نجوم الظهر آلاف المرات، ويلف ويدور بشكل منتظم بهذه المتاهة العربية الواسعة.
مثل أمته الخالدة بلا تاريخ "مشرف"، وبلا حاضر، ولا مستقبل، وكل الحمد والشكر لله.
العنوان الدائم للاتصال: إمارات القهر والعهر والفقر المسماة دولاً العربية، شارع السيرك العربي الكبير، نفق الظلام الطويل، أول عصفورية على اليد اليمين.