طلال عبدالله الخوري 19\10\2020 © مفكر حر
منذ ايام الدراسة في المرحلة الاعدادية والثانوية في دمشق, لم يستطع دماغي المبني على حب البحث والمعرفة ان يستسيغ انعدام المنطق بدروس التاريخ التي كانت تدرس لنا والمأخوذة عن كتاب تاريخ الطبري من امهات الكتب التراثية الاسلامية, والذي اكتشفت فيما بعد, انه مجرد قصص دينية خيالية لاعلاقة لها بما حصل على الارض تاريخيا في بلادنا… والاكثر من هذا كنت اتسآل في نفسي لماذا ان مسيحي اقلوي بين غالبية عظمى من المسلمين في المدرسة؟؟ ماذا حصل واين حصل التغيير والانقسام فيما بيننا ؟؟ ومنذ ذلك الحين واصبح لدي هدف ان اعرف كيف حصل التغيير في مجتمعنا السوري ولماذا ومتى واين حصل هذا التغيير؟
ولهذا السبب درست عدد كبير من الابحاث التاريخية الاكاديمية الصادرة من ارقى جامعات العالم, لكي استطيع ان اكون سيناريو منطقي مبني على الاحداث والدلائل الاركيولوجية عما حصل في تاريخنا بالفعل .. وتوصلت الى هذا السيناريو التالي الذي سأوضحه في هذه السطور:
الغاز التاريخ العربي السوري والعربي والاسلامي : يبدأ من الهاجريين السوريين النسطوريين المسيحيين في الساحل السوري, الذين خسروا معاركهم ضد جيوش الاحتلال البيزنطية لبلادهم,.. من بديهيات سياسة الجيوش المستعمرة في ذلك الوقت القيام بإبادة الجيش الخاسر مع ديارهم واهلهم وعشائرهم, وذلك لسبب بسيط, لكي لا يكونوا نفسهم ثانية ويعاودوا الكرة وينتقموا منهم ويفعلوا بهم الابادة (اي كان الوضع بالشكل التالي اما تبيد او ان تباد), او كانوا يستخدمون سياسة النفي … فقد استخدمت بيزنطة سياسة النفي وقامت بنفي الهاجريون واهاليهم وعائلاتهم الى ثلاثة جهات :
الاولى هي البتراء جنوب سوريا وبنوا حضاراتها وبقايا مدينة البتراء وقصورها ومعابدها ما زالت تشهد عليهم حتى الان … هذه المجموعة من العرب السوريون الهاجريون النصارى كان زعيمهم الديني عبدالله ابن الزبير واخذ معه للبتراء الحجر الاسود الذي كان يقدسة السوريون النسطوريون وبنى له كعبة يتوجه لها العرب في صلاتهم وتشهد على هذا الكثير من المحارب في المعابد السورية القديمة التي تتجه محاربها نحو كعبة الحجر الاسود المقدس في البتراء.
المجموعة الثانية تم نفيها الى اوديسة جنوب اوكرانيا على البحر الاسود وهذا يفسر ان معظم سكانها للان هم من اليهود النصارى النسطوريين ….. هناك دراسات تقول بان العثمانيين الاتراك منهم وهم من اسس الدولة العثمانية … انا شخصيا لم اتطلع على هذه الدراسات.
ولكن اهم مجموعة من الهاجريين العرب النسطوريين تم نفيهم الى خراسان وعاصمتهم مرو ( وزعيمهم هو ابو مسلم الخراساني ) ..
ولكن الغالبية العظمى من السوريين بايعوا بيزنطة وقبلوا بدفع الجزية لهم, وهم العرب الغساسنة ونصبوا عليهم اميرا للمؤمنين “معاوية بن ابي سفيان”, واصبحت نصرانيتهم هي النصرانية الشرقية الارثوذوكسية القريبة لبيزنطة.
عندما ضعفت الجيوش البيزنطية بسبب كثرة الحروب مع بلاد فارس, انقلب عليهم معاوية بن سفيان وشن حروب عليهم واستولى على كل مستعمراتهم من بلاد الهند والسند شرقا وشمال افريقيا الى اسبانيا مرورا ببلاد فارس .. وهكذا انشأ معاوية ابن ابي سفيان اول دولة عربية نصرانية (اقرب للنصرانية الشرقية البيزنطية) هي حكم الامويين. كان معاوية يعطى لقب اميرا للمؤمنين والامنين.
من كان يعكر صفو حكم معاوية بن ابي سفيان وينافسه على الشرعية هو الزعيم الديني في البتراء عبدالله بن الزبير الذي يعترف بسلطته الدينية كل السوريين, فشن عليه حملة عسكرية يوثقها التاريخ, وضرب كعبته في البتراء بالمنجنيق (اثار ضربات المنجنيق تم توثيقها وهي موجودة للان مع كرات قنابل المنجنيق الصخرية…) ودمر معبدهم, فهرب زعيمهم عبدالله بن الزبير مع اتباعه الى الحجاز واستقر في منطقة مكة وبنى معبد هناك مع الحجر الاسود هي الكعبة الحالية …
ولكي يرفع الامويون الشرعية الدينية عن مكة وعدوهم ومنافس شرعيتهم عبدالله بن الزبير في الحجاز قاموا ببناء قبة الصخرة في القدس (والاحداث التاريخية لها معروفة وموثقة)
اما المنافس الثاني لحكم الامويين فهم العرب السوريون الهاجريون في خراسان وعاصمتهم مرو وزعيمهم ابو مسلم الخراساني الذي تحالف مع الزعيم الديني للعرب قاطبة عبدالله بن الزبير وبايعه كزعيم ديني للعرب وان كعبته هي الكعبة المقدسة الوحيدة والحجر الاسود الذي فيها هو الوحيد الذي له قدسية.
عندما ضعفت الدولة الاموية وتشتت جيوشها بكل اصقاع الارض قام ابو مسلم الخراساني بتكوين جيش قوامه من الفرس والاكراد وقضى على بني امية واعترف بعبدالله بن الزبير ومركزه الديني الجديد في مكة, واسس للخلافة العباسية في بغداد.
العرب السوريون الخراسانيون تأثروا بسبب جيرانهم بالثقافة الفارسية والهندية والمندائية وكونوا نصرانية جديدة هي الاسلام العباسي الحالي, واخترعوا بدعة الناسخ والمنسوخ لكي ينسخوا القريانة الارامية الاموية التي هي عمليا انجيل متى الحالي او القرآن المكي الحالي بعد تعريبه عن الارامية ونسخوه بالقرآن المدني العباسي الذي اعتمدوه خلال حقبة عيشهم في خراسان وجوارهم وتأثرهم بالفرس والمندائيين ..وكلفوا ابن اسحاق لكتابة السيرة النبوية بما يتناسب مع ديانة العباسيين المتأثرة بالثقافة الفارسية والمندائية .. وكلفوا الطبري والفقهاء العرب الخراسانيون بكتابة كتب الفقه بما يتناسب مع الاسلام العباسي الجديد الحالي …. وبهذه الطريقة اصبح الاسلام العباسي هو الاسلام المعتمد اما اسلام اجدادنا الامويون فقد تم نسخة للاسف.
نلاحظ بان العباسيين اخذوا لقب خليفة (اي خليفة الله على الارض) وهي ثقافة فارسية تتنافي مع الثقافة الاموية السورية النصرانية الشرقية التي فيها يكون الزعيم اميرا للمؤمنين الامنين.
سيناريو جميل دكتور، فهو يجمع و يسلسل كثيرا من شتات الاحداث و السرد.
شهادة اعتز بها صديقي العزيز
لماذا تم نهجيرهم اذا كانو من نفس الديانه ؟؟؟
سؤال غير واضح