يمكن دراسة سيرة حياة النبي محمد من خلال التسلسل التاريخي للآيات القرآنية التي تشرح قصة حياة محمد، وكذلك ما كتبه المحدثون في قصص السيرة وما جمعه بعض الكتاب من أحاديث مروية شفاها من جيل الى جيل وليس تدوينا مكتوبا، تم توثيقها في الكتب التراثية مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وابن كثير وآخرون بعد مئتي سنة من وفاة النبي ! فهل تم النقل شفاها بدقة ام بزيادة ونقصان خلال مئتي سنة ؟
اول سورة في القرآن تاريخيا كانت : ” اقرا باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق 1 ، بينما كتبت تحت تسلسل رقم
سمع محمد هذه السورة عندما كان يتأمل بالله والسماء والأنبياء معتكفا وحيدا في غار حراء المظلم والموحش. فماذا كان ينتظر ان يحدث له وهو في هذا الغار بعيدا عن الناس والمدينة ؟
ارتعب محمد عندما سمع صوتا ولم ير بشرا معه في الغار، ثم اقترب هذا الشبح منه وخنقه بقوة ثلاث مرات وهو يأمره ان يقرأ!
محمد لا يعرف ما يقرا لأنه لم يرَ امامه كتابا مكتوبا ليقرأه، فصرخ بصوت مخنوق وهو يصارع قوة الضغط على صدره من الشبح الذي فاجاءه في وحشة الظلام والوحدة . وبين حالة الخوف الرهيب والشعور بالرعب واختناق انفاسه تحت ضغط الشبح الغريب الذي لم يعرّف عن نفسه من هو، ولم يسلم عليه او يطمأنه ليزيل الرعب عن نفسه . بل أمره ثلاث مرات بقوله : (اقرا – إقرا- إقرأ ) ومحمد يتلعثم بالجواب ويرد عليه : لست بقارئ . اي لا اجد ما اقرأ . او ما الذي اقراءه . فجاءه الجواب من الشبح الخفي الغير منظور : ( اقرأ باسم ربك الذ خلق …. ) بعد اكمال الكلمات تلك، اختفى فجاءة ذلك الشبح وانقطع صوته دون ان يودعه بكلام يطمئنه ويزيل خوفه ولم يقل له من هو ومن اين جاء. اصاب محمد الرعب والخوف، فغادر الغار فورا مسرعا وهو يرتعش مهرولا الى زوجته ، ارتمى في احضانها يقول زملوني زملوني دثروني دثروني، لأنه يشعر بالبرد والإرتعاش من شدة الخوف والرعب الذي اصابه في الغار. سألته زوجته خديجة ماذا بك يا محمد ؟ اجابها ربما انا متلبس بجن او تملكني شيطان . سمعت صوتا يكلمني في الغار ولم ار صاحب الصوت !
هدات خديجة من روعته وطمأنته أنه في أمان في بيته وبين احضان زوجته، وعليه أن لا يخاف ويرتعب . فقالت له إن جاءك هذا الشبح مرة أخرى فأخبرني .
وبعد ايام ترائى له الشبح دون ان يكلمه، فقال محمد لخديجة وهما في البيت، لقد جاء، أني اراه ولم يصف شكله . فخطر ببال خديجة فكرة ذكية لمعرفة شخصية هذا الشبح الغريب، إن كان مَلكٌ من السماء ام شيطان رجيم من الجحيم . فطلبت من زوجها ان يجلس على احد افخاذها، وقالت له هل تراه الآن يا محمد. اجاب محمد نعم اراه. فقالت انتقل واجلس على فخذي الآخر فهل ستراه، تحول محمد جالسا فوق فخذها الآخر وقال: نعم يا خديجة لازلت اراه ينظر الينا. فتحسرت خديجة والقت بخمارها وجزء من ملابسها لتتعرى امام الشبح لتختبره، فقالت لزوجها: اجلس بين فخذي واقترب مني، ففعل محمد ، عندها قالت خديجة : هل تراه الان ؟ نظر محمد مليا الى مكان وقوف الشبح فلم يجده، فقال : كلا لقد اختفى وغادر خجلا عندما رآك عارية وانا ملتصق بين فخذيك . ابتسمت خديجة وعرفت ان خطتها نجحت . فقال اطمئن يا ابن العم، انه ملك مؤدب وليس بشيطان شرير. لقد توارى خجلا مني . ولو كان شيطانا لبقى يحدق في جسدي العاري دون خجل وانت جالس بين افخاذي .
كانت خديجة بنت خويلد نصرانية الديانة، وهي ابنه عم القس اليهودي ورقة بن نوفل المتبحر بالتوراة والإنجيل ويكتب الكتاب المقدس بالعربية مترجما اياه من العبرية . وقد تحول من اليهودية الى النصرانية الأبيونية الهرطوقية. وهو من طائفة النصارى الهراطقة المطرودين من الكنيسة الأم المنحرفين عن الإيمان المسيحي القويم ، طاردتهم الكنيسة فهربوا من منطقة الشام الى صحراء جزيرة العرب بعيدا عن اتباع الكنيسة وعاشوا هناك في مكة والمدينة وما حولها قرونا طويلة واسسوا عشائر وقبائل ومنهم قبيلة قريش وقينقاع و قريضة . حيث كان ورقة يلتقي مع محمد في الجد الرابع لقريش .
اراد ورقة وخديجة ان يوحدوا العرب الذين يعبدون الأصنام وان يجعلوا لهم نبيا يوحدهم ويقودهم ويرفع من شأنهم بين القبائل البدوية من عرب الجزيرة ، يكون لهم نبيا ويؤلف لهم دينا وكتابا اسوة باليهود والنصارى . فوقع اختيارهما على محمد بن عبد الله يتيم ابو طالب . حيث وجدا فيه الذكاء والفصاحة والشجاعة . فتقربت منه خديجة وطلبت منه ان يعمل في تجارتها بين الشام واليمن ومكة، كي يتعلم ويرى بلدانا ويختلط مع نصارى الشام ورهبانها مثل الراهب بحيرا الذي التقى به في بصرى الشام وهو صبي مع عمه ابي طالب اثناء رحلة تجارية سابقة . وبعد ان توطدت العلاقة بين خديجة ومحمد . ارسلت له الوسطاء كي يتزوجها حيث كانت ارملة من زوج سابق ومطلقة من زوج آخر . وهي بحاجة الى زوج يحميها ويرعاها ويحافظ على اموالها وتجارتها، وترغب بفحل قوي يشعرها بإنوثتها كزوج شرعي لها بعد ان فقدت ازواجها السابقين وبقت بلا رجل، ولم تجد افضل من محمد الشاب القوي الأمين زوجا لها رغم انها تكبره بخمسة عشر عاما .
كانت فرصة عظيمة لمحمد وهو يتيم الأبوين منذ الطفولة و يعيش عالة على عمه ابي طالب الذي لديه عدة اولاد يرعاهم. ويطمح ان يجد الزوجة التي تقبل به ليعيش معها بكرامة ورفاه، حيث كان فقيرا يرعى الغنم والإبل في الصحراء مقابل اجور زهيدة . فمن افضل من خديجة التاجرة الغنية المعروفة في مكة .
وافق محمد على الزواج من خديجة النصرانية، وعقد ابن العم القس النصراني ورقة بن نوفل عقد النكاح على الطريقة النصرانية حيث لا تعدد زوجات ولا طلاق . واقيمت وليمة وشرب خمر في ليلة الزفاف ولكن بدون علم والد خديجة الذي رفض ان تتزوج ابنته يتيم ابي طالب . فسكر الجميع حتى فقد ابو خديجة الوعي ونام ثملا لا يدري ما يدور حوله . فتم عقد النكاح امام شهود من اهالي قريش ودخل محمد بخديجة وبنى بها دون علم والدها ولا موافقته. فكان زواجا بالخديعة وتحت تأثير الخمر والسكر .
حققت خديجة والقس ورقة المرحلة الأولى من خطة النبوة التي رسماها معا. عاش محمد في كنف الزوجة النصرانية خديجة التي كانت تسهر مع محمد والقس ورقة اليالي الطويلة في تعليم وتدريس محمد التوراة والإنجيل وقصص الأنبياء و اخبار السماء وحوادث ومعجزات الأنبياء السابقين، وكان محمد مولعا بقصص النبي موسى واحب ان يتقمص شخصيته حيث ذكره في كتابه (القرآن) لاحقا اكثر من اربعين مرة وذكر عيسى اكثر من عشرين مرة.. كان محمد يتواصل مع الحنفاء امثال “قس ابن ساعدة الأيادي – زيد بن عمرو بن نفيل – أمية بن أبي الصلت و ورقة بن نوفل وغيرهم يعتكفون في غار حراء للتعبد والتباحث في امورالأديان .
بعد سنوات من الدراسة نضجت افكار محمد في الأديان وتعمق في التأمل والبحث عن الإله الذي يهديه ويجعله نبيا ومرشدا لإمته . حتى اصبح يتخيل امورا وهمية ويسمع اصواتا تكلمه وكأنها تناديه من عالم آخر . الى أن سمع في احدى خلواته صوت شبح غار حراء الذي خنقه وضغط على صدره ليجعله يقرا بعده ما يملي عليه من اقوال . فكانت هي البداية لمسيرة النبوة .
عندما جاء محمد الى خديجة خائفا مرعوبا وحكى لها قصة الصوت الذي سمعه في الغار، طمئنته و أخذته الى ابن عمها حكيم قريش القس ورقة بن نوفل ليسمع منه قصة الشبح الغريب ويقول رايه فيه. فما ان سمع القصة وقول الشبح حتى عرف ان العقل الباطل لمحمد قد نضج ونجح في الدراسة والتعليم الذي حصل عليه طيلة سنوات ، وها هي النتائج ظهرت الان، فقال ورقة لمحمد : هَذَا النَّامُوس الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُون حَيًّا حِين يُخْرِجك قَوْمك فَقَالَ محمد ” أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ ” فَقَالَ وَرَقَة : نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُل قَطُّ بِمَا جِئْت بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكنِي يَوْمك أَنْصُرك نَصْرًا مُؤَزَّرًا.. فصدق محمد كلام ورقة وخديجة مقتنعا انه اصبح نبي العرب . مثل موسى وعيسى . شبح الغار نفسه القادم من السماء ناقلا رسالة له لم يخبره ان الله جعله نبيا ورسولا لقومه، لكن ورقة وخديجة هما من اخبراه بالنبوة قبل جبريل!
كان ورقة يعلّم محمد كيف يؤلف اقوالا وآيات يلقيها على قومه تهديهم لترك عبادة الأصنام وعبادة الله الواحد الأحد الصمد . فبدأ محمد رسالته يدعو قومه وعشيرته وأهله الى ترك عبادة الأوثان والإيمان بالله والتعبد له مباشرة بدلا من اعتماد الأوثان اللات والعزة ومناة وهبل وسطاء بينهم وبين الله . فكانت الاية الثانية في قرآن محمد حسب التسلسل التاريخي : ” يا ايها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه او أنقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا “
ثم جاءت الاية الثالثة لهداية اهل قريش الى عبادة الله واقناعهم بترك عبادة الأوثان كي يمدهم الله بعونه ويحميهم في إيلافهم وتجارتهم في رحلة الشتاء والصيف. فقال هاديا قبيلته : ” لآيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” .
لكن اهله وعشيرة قريش لم تسمع له ولم تقتنع باقواله فأعتبروه شاعرا ومجنونا يهذي باقوال لم يعتادوا على سماعها من قبل . لاسيما انه كان مصابا بالصرع فيسقط مغشيا عليه يرتجف ويرتعش بتشنجات عضلية، ويزبد فمه ويسمع اصواتا غريبة كصليل الجرس و دوي النحل . وعندما يفيق ينشد اقوالا غريبة ذات بلاغة ورتابة في الكلام واللحن والقافية، ويتلفظ بها بسرعة كبيرة، وهذا ما يصفه الأطباء النفسانيون واطباء الأعصاب انه من اعراض مرض صرع الفص الصدغي . وقد انتبه محمد لهذه الأعراض لاحقا ولسرعة ترديده الكلام بعد افاقته من تشنجات الصرع ، ولابد من حفظ ما يقوله من كلام كي لا ينساه . حتى قال عن نفسه بلسان ربه : ” لا تحرك لسانك لتعجل به، إنا عليه جمعه وقرآنه ” .
جاء في صحيح البخاري في محاولة خفية منه في (تكذيب وحي جبريل لمحمد) وان آياته التي يلقيها على لناس في اول الأمر، كانت من تأليف و وحي ورقة بن نوفل وليس جبريل . فكتبَ البخاري في صحيحه نقلا عن حديث لعائشة تروي أحداثا مر بها زوجها سابقا وذكرياته عن ايام مكة في حداثة عهده بالنبوة نقلا عما سمعته من زوجها محمد فقالت: ” ولم ينشب ان توفي ورقة فتوقف الوحي ” !!!
السؤال هنا مشروع لكل ذي عقل : ما علاقة موت ورقة بتوقف الوحي واختفاء جبريل لمدة سنتين ونصف الى ثلاث سنوات ؟ ما هو الرابط بين موت ورقة و اختفاء جبريل وانقطاع الوحي ؟؟؟؟ شغلوا عقولكم واستنتجوا .
هل كان جبريل في إجازة او عطلة رسمية او مشغول بمهام اخرى ونسي محمد ؟
هذا ما قالته عائشة بنفسها و ثبته الإمام البخاري في صحيحه على انه خبر في غاية الصحة والدقة .
اليس هذا دليلا دامغا ان ورقة كان هو جبريل الذي يوحي لمحمد في اولى آياته القرآنية في مكة وتدريبه على تأليف الآيات لاحقا ؟
والدليل الآخر لصحة الخبر ، هو إصابة محمد بالإكتئاب الحاد والصراع النفسي الشديد بعد موت مرشده ومعلمه القس النصراني ورقة بن نوفل، واختفاء الوحي والموحي له بمسيرة النبوة وملقن آياته القرآنية ؟ حيث فقد الأمل بإكمال النبوة وانقطاع الوحي عنه والذي كان يلقنه بالآيات ويرشده كيف يتصرف مع المعارضين لدينه الجديد . و نتيجة لهذا الصراع النفسي الحاد والكأبة القاتلة حاول محمد الإنتحار لعدة مرات بإلقاء نفسه من شواهق الجبال فاقدا الأمل ويائسا من الحياة ومن نجاحه في إكمال دعوته وتبليغ رسالته ، لاسيما انه لم يلق اذنا صاغية من اهله وأعمامه وقبيلته وعشائر مكة في قبول دينه الجديد. بل كانوا على العكس يهزؤن به ويلقبونه بالشاعر المجنون . هذا ما جاء في السيرة النبوية وكتب الصحاح الموثوقة والتي تعتبر اصح الكتب بعد القرآن .
عندما كان اهل مكة يصفون محمد بالجنون لغرابة اقواله، كان يرد عليهم بآية قرآنية ويدفع عنه صفة الجنون فيقول: ” وما صاحبكم بمجنون … وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ، فاين تذهبون ؟” سورة التكوير 22.
وعاد للدفاع عن نفسه من تهمة الجنون في سورة القلم 62 قائلا : ” وما انت بنعمة ربك بمجنون ” .
لكن خديجة الزوجة الوفية كانت تشجعه وترفع من معنوياته وتحارب ياسه و وتقوي شعوره بالفشل في إكمال رسالته . وكانت له عونا في الإستمرار بدعوته وانه سينتصر بصبره وعزمه وشجاعته.
وكانت خديجة هي جبريله الجديد التي تقول له اصبر وتشجع عند يأسه ومحاولة انتحاره ، فأنت نبي هذه الأمة فلا تتراجع ولا تياس، ان الله مع الصابرين .
اعتمد محمد على نفسه بعد تشجيع خديجة له، فصبر وقاوم ياسه واستمد من شجاعته وتشجيع زوجته الباس والعزيمة لمواصلة الجهاد . لأن رسالته رسالة حق وان الله سينصره . بعد ذلك اصبح لمحمد ملكة تاليف الآيات القرآنية فهو فصيح اللسان بليغ الكلام متزودا بخلفية ثقافية ودينية غزيرة من قبل استاذه ومعلمه السابق ورقة بن نوفل و زوجته خديجة وبقية زملائه الأحناف .
لم يكن محمد اميا لا يجيد القراءة والكتابة كما يشيع المسلمون ، لأنهم لا يفهمون معنى كلمة (امي) . والأمي لا تعني ان الشخص لا يعرف القراءة والكتابة كما يفهمها الجاهلون، بل تعني ان الأمي هو الشخص الذي ينتمي لقوم لم يبعث فيهم رسولا ولا نبيا من قبل مثل العرب . بدليل الاية القائلة : ” هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ” سورة الجمعة 2. فهل عبارة (الأميين) هنا تعني الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، ام القوم الذين لم يبعث فيهم رسولا ولا نبيا ؟
وعندما مرض النبي واقتراب موعد موته، طلب من المحيطين به من زوجاته وأهل بيته ان يعطوه ورقا ودواة ليكتب للمسلمين كتابا كي لا يضلوا من بعده . اي انه لم يكتفِ بالقرآن دستورا للعرب وحاميا لهم من الضلال . بل يريد ان يكتب لهم كتابا جديدا بيده غير القرآن ليحميهم من الضلال بعد موته ( وهذا دليل على معرفته للقراءة والكتابة) . لكن عمر بن الخطاب الذي كان طامعا بالخلافة رفض طلب النبي وقال انه يهذي بسكرات الموت . فما كان من محمد الا ان طرد جميع الملتفين حوله من بيته عندما سقوه دواء قسرا وهو في حالة غيبوبة وقد اوصاهم ان لا يلدوه اي ( لا يسقوه دواء) ، فسقوه سما قاتلا انهى حياته فورا، وكانت عائشة وحفصة وراء هذه الخيانة والمؤامرة كي يتسنى لأبويهما ابو بكر وعمر استلام الخلافة بعد موت محمد . وفعلا نجحت الخطة. مات محمد بنفس اليوم ، وابقوا جثته ثلاثة ايام بلا دفن، ينتظرون ربما يقيمه الله من الموت كما اقام عيسى . لكن بطنه انتفخت وتعفن . وقبل ان يدفن محمد حيث لازالت جثته مسجاة على سريره، تنازع ابو بكر وعمر اي المهاجرون ضد الأنصار في سقيفة بني ساعدة للفوز بالخلافة، وفاز ابو بكر بالخلافة.. بدعم واسناد عمر رغما عن انف الأنصار وتحت تهديد السيوف.. وبعد سنتين من حكم ابي بكر وشنه حروب الرده وسبب في قتل الاف المسلمين مات ابو بكر بالسم . فاستلم عمر بن الخطاب الخلافة من بعده حتى كانت سببا لمقتله بعد عدة سنين من الحكم والغزوات و احتلال اراض دول كثيرة كالشام ومصر وشمال افريقية والعراق و بلاد فارس . ثم انتقلت بعد مقتله الخلافة الى عثمان بن عفان بمجلس شورة صوري رغما عن مطالبة علي بن ابي طالب بالخلافة الذي كان يدعي انه اهلا لخلافة النبي لكونه من اهل بيته و صهره وابن عمه وشريكه بالغزوات . كان منصب الخلافة الإسلامية ليس بدافع ديني بل سياسي بالدرجة الأولى وطمعا بالنفوذ والسلطة وكسب الأموال و الحصول على حصة الخمس من الغنائم و الإستحواذ على نكاح النساء من الإماء وملك اليمين بلا حدود . هذه قصة النبي و النبوة، وما درسناه في كتب التراث الإسلامي كتبناه للقارئ ليعرف حقيقة تاريخ الإسلام والنبوة، وليست هذه المعلومات من خيالنا . من يشكك فيها ليستقصي المراجع بالإستعانة بكتب السيرة والتراث الإسلامي و كتب الصحاح، او يسأل العم كوكل فعنده الخبر اليقين وكافة مراجع المسلمين.
صباح ابراهيم