#سوريا وخطر (الفدرلة )

الكاتب السوري سليمان يوسف يوسف

#سوريا وخطر (الفدرلة ) : كلما حذرنا من مخاطر (فدرلة) سوريا ، يتسارع دعاتها والمطالبين بها، الى التذكير بإيجابيات ومحاسن (النظام الفدرالي) في تعزيز الوحدة الوطنية وقيام دولة قوية متقدمة ومتطورة. يستشهدون بالدول الأمريكية والأوربية ذات النظام الفدرالي مثل ( روسيا ، أمريكا ، ألمانيا ، سويسرا … ) وغيرها من الدول ذات النظام الفدرالي في العالم الغربي. المطالبون بفدرلة سوريا ، يستشهدون بدول تبتعد عن منطقتنا آلاف الأميال ، شعوبها سبقتنا قروناً في المدنية والتقدم والرقي الحضاري والديمقراطية. فيما هم يغمضون أعينهم عن التجربة الفاشلة للفدرالية في الجار العراقي . العراق ، بعد أن تحول الى دولة فدرالية من (إقليم عربي وآخر كردي ) بات دولة فاشلة ، غارق في النزاعات والصراعات الداخلية ، تحول الى إقطاعيات (طائفية ومذهبية وعرقية) ،وشعب العراق يعيش مأساة حقيقية ، بسبب الفقر والعوز والبطالة ، رغم ثرواته النفطية والزراعية . الفدرالية بالنسبة لأكراد العراق كانت خطوة على طريق الانفصال . بالفعل ، أجرى أكراد العراق عام 2017 استفتاء على الانفصال. فدرلة سوريا ، يعني استنساخ تجربة (العراق الفدرالي) ، بكل مخاطرها وأخطارها ومساوئها على وحدة الدولة السورية وعلى حياة السوريين. النوايا( الانفصالية) للمطالبين بفدرلة سوريا لم تعد تنطلي على أحد . تجربة ما تسمى بـ ” الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ” التي فُرضت بقوة السلاح، عززت مخاوف وهواجس

السوريين من (فدرلة سوريا ). الفدرالية هي بمثابة (قنبلة موقوتة) ستفتت سوريا الى كيانات ودويلات عرقية وطائفية ومذهبية. ستفجر حروباً محلية، وربما (حروباً إقليمية) مفتوحة لا نهاية لها.
سليمان يوسف

About سليمان يوسف يوسف

•باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات مواليد عام 1957آشوري سوري حاصل على ليسانس في العلوم الاجتماعية والفلسفية من جامعة دمشق - سوريا أكتب في الدوريات العربية والآشورية والعديد من الجرائد الإلكترونية عبر الأنترنيت أكتب في مجال واقع الأقليات في دول المنطقة والأضهاد الممارس بحقها ,لي العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال وخاصة عن الآشوريين
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.