زيارة ماكرون لفيروز (صفعة) قوية لجميع الحكام العرب: (نُهاد رزق حداد) المعروفة باسمها الفني (فَيروز). وُلدت في جبل الأرز في لبنان (21 تشرين الثاني عام 1935 9 لوالديها وديع حداد وليزا البستاني. أصولها آشورية من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، من مدينة (ماردين) – تعني بالسريانية(القلعة) – ، القريبة من الحدود الشمالية الشرقية لسوريا ،إحدى أقدم المدن الآشورية في بلاد ما بين النهرين ،(المدينة كما كثير من المدن والمناطق التاريخية الآشورية محتلة من قبل الأتراك العثمانيين). عائلتها نزحت من ماردين الى بيروت هرباً من المذابح التي نفذها العثمانيون بمشاركة الأكراد 1915 بحق المسيحيين الخاضعين لحكم السلطنة العثمانية.. (فيروز) ، ذات الصوت الملائكي ، توصف ب(أيقونة الغناء اللبناني) و (أسطورة الغناء العربي). خريجة (مدرسة الرحابنة ) اللبنانية. أنها المطربة الأشهر بين جميع من غنى بالعربية .. في سابقة تاريخية ، وتقديراً لعطائها وتاريخها الفني ، يوم أمس الأثنين الأول من ايلول 2020، زارها الرئيس الفرنسي ( أمانويل ماكرون ) في منزلها ببيروت. وصف ماكرون زيارته لفيروز بأنها “جميلة وقوية للغاية”. قال “تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظر الكثير منا..” . ماكرون قلد (فيروز ) أرفع وسام في فرنسا، وسام (جوقة الشرف). بدورها فيروز اهدت ماكرون (لوحة فنية) قيمة . فيروز نالت جوائز و أوسمة عالمية. قلدها العديد من رؤساء فرنسا أرفع الأوسمة الفرنسية. الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا
ميتران عام 1988، و الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998. زيارة ماكرون لفيروز وتكريمها ، في هذه الظروف الاستثنائية والشاذة التي تعصف بلبنان الرسالة والحضارة، هي رسالة سياسية الى الداخل اللبناني والى الخارج. تكريم ماكرون لـ(فيروز) هي (صفعة) قوية لجميع رؤساء وملوك وأمراء العرب، الأحياء منهم والأموات . سبعة عقود وأكثر وفيروز تغني بالعربي . جالت معظم العواصم العربية وهي تشدو بصوتها الملائكي ،أعطت للغناء العربي ما لم يعطيه أي مطرب آخر أو مطربة أخرى . لكن ما من أحد من الملوك والرؤساء والأمراء العرب فكر يوماً بزيارة فيروز وتكريمها، تقديراً لعطائها الكبير والعظيم لفن الغناء العربي.
سليمان يوسف