رسالة من بشارة الراعي الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر

جمجمة سليستينو الخامس تم قتله بدق مسمار بالرأس

قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر

بصراحة, انا لست مسروراً من هرطقة استقالتك هذه ابداً ابداً, وذلك لأنك ادخلت الى المؤسسة الدينية الكهنوتية سوابق خطيرة والتي يمكن أن تهدد مستقبل المؤسسات الكنسية وعلى رأسها الكنيسة الكاثوليكية…؟ 

وبصراحة ايضاً, لايوجد اي كاهن ولا حتى اي انسان من غير الكهنة قد صدق قصة انك لا تستطيع القيام بعبئ منصبك لاسباب صحية ولتقدمك بالعمر! والجميع يشك بأن الموضوع موضوع فضيحة من العيار الثقيل والله اعلم؟ وسبب شكوكنا هذه هو اننا نعرف بأن هناك من المساعدين الذين يستطيعون ان يخففوا اعبائكم الى اقصى حد ممكن, وبالاصل ليس مطلوب منكم الكثير.

كما تعلمون قداستكم, نحن هنا, بالشرق الاوسط,  من اخترع فكرة الاديان والمؤسسات الكهنوتية, ونحن هنا الذين وضعوا الاسس السرية لنجاح المؤسسة الكهنوتية واستمراريتها والتي اثبتت نجاعتها لاكثر من ثلاثة الاف سنة ومنذ عبادة آلهة الشمس والقمر.

وهذه اهم المبادئ السرية لنجاح الكهنوت والمؤسسات الدينينة بكل العالم: 

أولا: يجب وضع الهدف الاسمى لكل كاهن هو استمرارية الكهنوت والمؤسسة الدينية مهما كلف الثمن؟؟ حتى لو كان الثمن القتل والكذب والسرقة والكفر بالله وتغيير المعتقد من اله الى اله اخر فهذا لا يهم ؟ فالغاية تبرر الوسيلة, واهم غايتنا هو استمرار الكهنوت والمؤسسة الدينية وليس عبادة اله معين؟

فاذا كان استمرار الكهنوت يتطلب ان نغير معتقدنا فسنغيره, لان هدفنا الاسمى هو استمرار المؤسسة الكهنوتية وليس عبادة يسوع او الله, لأن يسوع والله بالنسبة لنا وسيلة وليست غاية.

اذا كان استمرار الكهنوت يتطلب ان نقتل طفل ضحية جريمة اغتصاب من اجل ان نحفظ سمعة الكاهن وبالتالي الكهنوت من الانهيار فسنفعل هذا, وما هي قيمة الطفل مقابل سمو هدف المؤسسه الكهنوتية؟

اذا كان استمرار الكهنوت يتطلب ان نقف مع مجرم قاتل, ويقتل شعبه بوحشية, فسنقف معه, وليموت كل العالم في سبيل استمرار الكهنوت.

نستطيع ان نضحي بأي شئ من اجل استمرار الكهنوت حتى يمكن ان نضحي بانفسنا من اجل ان يستمر الكهنوت, وما هي قيمتنا من دون المؤسسة الكهنوتية ؟

ثانياً: الذي يدخل الكهنوت ويتعرف على اسراره لا يحق له الخروج منه ابداً إلا الى القبر؟ والذي يحاول الخروج نقتله قبل ان يفعل ذلك؟ ولهذا السبب لم نفهم معنى استقالتك؟ 

وهنا نريد ان نذكرك بحادثة البابا سلستينو الخامس الذي استقال مثلك, ثم تم قتله بمسمار دقوه في جبينه وهو نائم داخل سجن انفرادي زجه فيه بونيفاسيو الثالث عشر، المسؤول الأول عن الاستقالة؟ فهل تريد نفس المصير يا قداسة البابا؟؟

في خاصية هذا السر الرهيب وقتل كل خارج من الكهنوت, فإن اشقائنا المسلمين اكثر ارهابا منا بهذه الناحية, لأنهم جعلوا من كل المسلمين مؤسسة كهنوتية واحدة, ولذلك هم يقتلون المرتد؟ وهذا هو الفرق بين المؤسسة الكهنوتية الاسلامية ونظيرتها المسيحية, ففي المسيحية هناك عدد محدود من الكهان وهناك مجوع عامة المؤمنين, بينما في الإسلام  فأن كل مسلم هو كاهن تلقائيا ومنذ ان ولدته امه. 

ثالثاً: أريد ان إعطيك مثالاً من حالتي الشخصية:

 لقد صورتني المخابرات السورية باوضاع جنسية فاضحة, لذلك اصبحت انفذ كل ما يطلبه مني بشار الاسد من اجل انقاذ سمعة المؤسسة الدينية واستمراريتها والحفاظ على اسرارها, ولهذا السبب لا يعنيني بشئ موت مئات الاف السوريين ! لأن الهدف الاسمى وقبل تعاليم يسوع, هو الحفاظ على المؤسسة الدينية, ولم استقل ولن استقيل كما فعلتم انتم, لان الاستقالة غير موجودة بعرفنا؟

وفي الختام ننصحكم ان تتراجعوا عن قراركم الذي يقوض من قدسية اسرار المؤسسة الدينية الكاثوليكية وبالتالي يهدد بهدمها ولا نبالغ اذا قلنا لكم بان حياتكم في خطر بمسمار في الرأس وانت نائم كما حدث للبابا سيليستينو الخامس.

تحيا اسرار الكهنوت المقدسة  أديب الأديب (مفكر حر)؟ 

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.