ايليا الطائي
رسالة سومرية (قلق الام على ابنها المسافر)
مؤلف هذا النص هو (لو-دينجيرا) الابن الذي غادر مدينة نيبور “نفر” في سفرة طويلة وعلى ما يظهر انه أراد تطمين أمه ونقل تحياته ، فعمد إلى حمل رسالته هذه إلى الرسول الملكي عائد إلى نفر ، واصفاً له قلق أمه التي فقدت النوم بسبب غيابه ، ولكي يتعرف الرسول عليها فأن الابن يزود الرسول بخمس علامات تصفها وترسم شخصيتها :
التوجه إلى الرسول:
أيها الرسول الملكي الدائم الترحال على الطرق ،
اود توجيهك إلى نفر لايداع هذه الرسالة ،
قمت بسفرة طويلة ، وقلقة هي أمي لا تستطيع النوم ،
وهي في غرفتها التي لم تشهد قط لفظ كلمة مريرة ،
لا تكف عن سؤال جميع المسافرين عن اخبار حول صحتي ،
ضع بين يديها رسالتي هذه (بين يدي) أمي التي سوف تبتهج وتلبس زينتها من أجلك .
علامات التعرف على الأم:
اذا كنت لا تعرف أمي من هي دعني أعطيك اشارات التعرف أليها
– العلامة الاولى :
اسمها شات-عشتار ، شخصيتها تطفح اشراقاً ، انها إلهة رائعة وكنة محبوبة ، انها مباركة منذ صباها ، وبحيويتها احسنت الاهتمام ببيت حميها ، انها هي التي تخدم إله زوجها ، والتي التي تعرف كيف تهتم بهيكل الإلهة إينانا ، وهي التي تعرف أوامر الملك ، انها نشيطة ، لذا هي تضاعف الممتلكات ، وهي المحبوبة والمعززة والمليئة بالحياة ، وهي الحمل وهي القشدة اللذيذة والعسل والزبدة التي تسيل من القلب.
– العلامة الثانية :
دعني أعطيك علامة ثانية للتعرف على أمي :
أمي هي نور الأفق الشديد الاضاءة ، انها وعلة الجبال ، نجمة الصباح التي تتألق (….) ، انها العقيق الاحمر الثمين ، انها (الياقوت الاصفر) مارهشي (منطقة ما) ، انها حلى العقيق التي تحمل البهجة وخاتم القصدير وسوار الحديد ، انها عصا من ذهب وفضة براقة ، انها تمثال كامل الجمال ، كامل البهاء ، انها ملاك رخامي على قاعدة من لازورد .
– العلامة الثالثة :
دعني أعطيك العلامة الثالثة للتعرف إلى أمي:
أمي هي المطر في فصله الملائم ، انها الماء (محيي) الحب المدفون ، انها حصاد وفير ، شعير فائق الجودة ، انها بستان رخاء مليء بالذائذ ، انها شجرة صنوبر احسن ارواؤها ، محملة بالاكواز ، انها ثمرة السنة السنة الجديدة وجني الشهر الاول ، انها القناة التي تحمل المياه المخصبة ، حتى مجاري السقاية ، انها بلح دلمون الشديد الحلاوة ، البلح الفائق الحودة والمطلوب دوماً.
– العلامة الرابعة:
دعني أعطيك العلامة الرابعة للتعرف إلى أمي:
أمي هي عيد ، هي عطية مليئة بالبهجة ، انها تقدمة_اكيتا (تقدمة رأس السنة) تبهر ناظرها ، انها حلبة رقص معدة لفرح كبير ، انها وليدة امير ونشيد وفرة ، انها عاشقة وقلب محب لاينضب فرحه ، انها بشارة السجين العائد الى أمه .
– العلامة الخامسة :
دعني أعطيك العلامة الخامسة للتعرف إلى أمي:
أمي هي عربة صنوبر وفراش من خشب البقس ، انها كساء ملائم مضمخ بالدهون العطرة ، انها قارورة من صدف السلاحف ، مملوءة بانفس العطور ، انها طوق ازهار رائع الجمال مزين بسخاء .
ختام الرسالة :
قل لها أيها الرسول :
“أبنك الحبيب لو-دينجيرا ، يوجه إليك اجمل تمنياته”.