
فتوى رمضانية تستفيد منها البشرية وتحل كل المشاكل السياسية والإقتصادية وتؤمن الرخاء
(بقلم د. يوسف البندر)
كان في بيت المال بالمدينة حليٌّ وجواهرٌ، فاختلس منه الخليفة عثمان بن عفان ما حَلّى به بعض أزواجه وأهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك، وكلّموه فيه بكلام شديدٍ حتى أغضبوه، فخطب وقال: لنأخذنَّ حاجتنا من هذا الفيء وإن رَغِمتْ أُنُوف أقوام!
فقال عليٌّ: إذاً تُمنع من ذلك ويُحال بينك وبينه!
وقال عمار بن ياسر: أشهد الله إنّ أنفي أول راغم من ذلك، فقال عثمان: أعليَّ يا بن المَتْكاءِ تجتري؟ (المَتْكاء: المرأة البظراء والمفضاة التي لا تمسك البول).
فقال عثمان لحراسه: خذوه! فأخذوا عماراً ودخل عثمان، فدعا به فضربه حتى غشيَّ عليه! ثم حُمِل الى منزل أم سلمة!
وقام هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان عمار حليفاً لبني مخزوم، فقال: يا عثمان أما عليٌّ فاتقيته وبني أبيه، وأما نحن فاجترأت علينا وضربتَ أخانا، أما والله لئن مات لأقتلن به رجلاً من بني أمية عظيم السُرة!
فشتمهُ عثمان وأمر به فأُخرِج، وبلغ عائشة ما صُنِع بعمار فغضبتْ، ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سُنة نبيكم، فغضب عثمان غضباً شديداً حتى ما درى ما يقول!
هذا أحد الخلفاء الراشدين! وأحد المبشرين بالجنة! وذو النورين! ومن السابقين للإسلام، وأول المهاجرين! يسرق بيت المال رغم أُنُوف الجميع، ويضرب ويجلد الصحابة، ويشتمُ ويسبُ كل من عارض فعله هذا، ويستأثر بالجواهر ويستحوذ على الحُلي جهاراً نهاراً!
فمَنْ هو الذي يمثل الإسلام؟ ومَنْ هو الذي على حق؟ عثمان الذي سرق ونهب بيت المال أم عليٌّ وعمار اللّذان اعترضا عليه؟
فالأمر يحتاج إلى تفكُّرٍ وتبصُّر، وتدبُّرٍ وتأمُّل، وتفحُّصٍ وتمعُّن، وفهمٍ وفِراسة، وهدوء وإستدلال! فلا يغرنّكم القوم، ولا يخدعنّكم الملأ! فالحقُ لا يُعرف بالرجال، وإنما يُعرف الرجال بالحق! انتبهوا أيها الناس! اصحوا أيها البشر! أفيقوا أيها القوم! كفاكم خُنوعاً وإستكانة، كفاكم رُضُوخاً ومهانة، كفاكم إنقياداً وإذعاناً وإستسلاماً. استخدموا بصيرتكم وفطنتكم ونباهتكم وعقولكم!
يقول ديكارت: لا يكفي أن يكون لك عقلٌ جيد، المهم هو أن تستخدمه بشكل جيد!
دمتم بألف خير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
كتاب أنساب الاشراف/ البلاذري/ الجزء السادس/ الطبعة الاولى 1996/ دار الفكر للطباعة/ بيروت .
التقديس الاعمي يجعل من استخدام العقل كارثه، ان من شابه نبيه وخلفاءه فلم يفعل الا صحيح الدين كجميع حكامنا ووزرائنا وحتي خدامنا كلهم من وعاء الشر يرتوون، فبورك فيهم وبنا وبكم جميعا.
المشكلة عندما يفضحهم القمص زكريا ويقول لهم هذا ما في كتبكم يثورون عليه ويشتمونه باقذر الالفاظ. قبل ان تسبوه اقرؤا كتبكم المملوءة بالارهاب والدجل والخبث واعترفوا بتاريخكم المخزي بكل جدارة