دمشق بعد الثامنة ليلا
لن تتعرف الى كتل اللحم النائمة على الارصفة والملتحفة باغطية بلا روح..جرب فقط ان تخبط بقدمك قليلا..سترى اجسادا تنكمش..تتمسك باكتاف شركائها تحت خيمة الرعب..
كل خطوة منك او من أي عابر مدعاة للخوف، لن يخرج راس احدهم ليقول لك جوعان او بردان..سيهرب منك بذريعة الليل..لليل مخاوف اشد هولا من عتمته..
إنسَ ان تحصي اعدادهم..وتجاهل صرير عظامهم..فقط اسالهم هل تحلمون؟ كلهم سيجيبون بنعم..يحلمون بفرار آمن من زوار الليل..يحلمون بغطاء اكثر سماكة وبفراش رقيق يسبق الرصيف الى اجسادهم، بمستودع ، اي مستودع ولو لعدد صناعية يخصص لهم فيه بقعة محددة والاهم ان لها سقفا، اي سقف ولو كان لسيارة معطلة ونصف محروقة لكن سقفها موجود..
بالامس قال لي احدهم: أحلم بان اذهب الى الجنة؟ لم اساله ماهي الجنة وهل يعرف تفاصيلها..لأنه تابع قائلا: ( بس بالجنة الناس ما بتخوف)..
#سلوى_زكزك