أعتقد أن أكبر حجّة استطاع اللادينيون أن يتمسكوا بها عبر التاريخ
كدليل على خرافة الأديان وفشلها، هي سلوك المتدينين وضحالة تفكيرهم،
وهي حجّة جديرة بالإحترام!
أن تؤمن بالله شيء، وأن تعتبر نفسك وكيله على الأرض شيء آخر.
يجب أن تكون غاية الوجود الأسمى أن تهتم بنفسك فتصلحها،
وأن لا تحشر أنفك في شؤون الآخرين.
لا نحتاج إلى دين كي نميّز الخطأ من الصح، والإنسان
العاجز عن التمييز ينقصه الذكاء العاطفي والعقلي والأخلاقي، وليس الدين!
…………………..
Are religious people more moral?
(هل المتدينون أكثر التزاما بالأخلاق؟)
كان هذا السؤال عنوانا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني
The conversation
الذي يهتم بنشر نتائج الأبحاث الجديدة في كل الحقول.
أعد التقرير
DIMITRIS XYGALATAS
بروفيسور أمريكي مختص في علم الأنثروبولوجي، ومحاضر في إحدى جامعات ولاية كونتاكي.
ورغم أنني تناولت هذا الموضوع في الفصل (٤٥) من هذا الكتاب،
لكنني عدت إليه في هذا الفصل، بعد أن بهرتني الحقائق الذي أتى بها هذا التقرير،
إذ وضع النقاط على الكثير من الحروف،
وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمقارنة سلوك المتدينين مع سلوك
الذين لا يؤمنون بدين.
ملخص التقرير:
(ربما تذكّر الأديان أتباعها بتفاصيل الشيفرا الأخلاقية،
لكنها لا تجعل من هؤلاء الأتباع أخلاقين أكثر مما هم غير المؤمنين بها).
While religious practices might remind participants of specific moral codes they do not make followers more moral, overall, than unbelievers
جاء في التقرير أيضا:
(في كل الثقافات هناك اعتقاد من أن الملحدين تنقصهم الأخلاق،
ولكن البراهين المتوفرة تثبت العكس)!
(لاحظ هنا: يشعر المتدين أن من حقه أن يتهم غير المؤمن بالرذيلة،
ومن حقه أن يمارس التمييز العنصري ضده،
أما عندما يتناول أحد خرافاته الدينية يزعق مطالبا باحترام دينه)
إدعاء كل دين بأن الإلتزام به برهان على الفضيلة،
وبأنه لا يوجد فضيلة خارج حدوده، لأمر مثير للجدل والمشاكل في آن واحد.
كيف ولماذا؟
أولا: كل طائفة تلتزم بشيفرا أخلاقية قد لا ترضى بها الطائفة الآخر.
ثانيا: كل طائفة تمارس شيفرتها الأخلاقية مع أتباعها، ولا تلتزم
بها مع أفراد الطوائف الأخرى!
يذكر مثالا على ذلك، مارتن لوثر ـ مؤسس البروتستانتية ـ والذي
نشر كتابا عام ١٥٤٣ بعنوان: (اليهود يكذبون)
(حسب شيفرته الأخلاقية اليهود يكذبون ولكن البروتستانت منزهون عن الكذب)!!
ثالثا: الطائفة الواحدة تغيّر شفرتها الأخلاقية حسب الظرف وحسب المكان، ولا تلتزم
بحرفيتها دائما.
يذكر مثالا على ذلك: بعض الكنائس الانجيلية في أمريكا
غيرت شيفرتها الأخلاقية لتحلل استخدام مضادات الحمل، وتنصب النساء كرجال دين،
وتزوج المثليين!
رابعا: سلوك المتدينين لا يتماشى عادة مع ما يؤمنون به.
يذكر مثالا على ذلك:
الكاثوليكية تعتبر وسائل منع الحمل خطيئة، بينما أغلبهم يستعملونها.
يتطرق التقرير إلى دراسات أجراها باحثون مختصون في علم الاجتماع استجوبوا فيها
مجموعة كبيرة من الناس، تنقسم إلى متدينين وغير مؤمنين بأي دين.
فلاحظوا أن المتدينين أكثر تبجحا وإدعاءا بأنهم
أهل نخوة وتضحية وتمدن وصدق من غير المؤمنين،
لكن عندما خاض هؤلاء الباحثين بعمق في سلوكيات المتدينين ومواقفهم
وجدوا أنه لا صحة لادعاءاتهم على الإطلاق!
يتساءل التقرير: إذن ليس هناك أي أثر للدين على سلوكيات أتباعه؟
يجيب:
ربما، ولكنه طفيف وعابر أيضا!
إذ لاحظوا أن الرجال المتدينين أقل مشاهدة لأفلام البورن الجنسية يوم الأحد،
لكنهم يعوّضون عمّا فاتهم خلال أيام الاسبوع الأخرى!!!!
………..
من المؤكد أن الدراسة لم تشمل الإسلام والمسلمين وإلا لرأينا من النتائج العجب العجاب!
شيخ شيعي يفتي بنكاح المتعة ويسخر من السنة الذين يفتون بارضاع الكبير.
بينما شيخ سني يفتي بتأجير الرجل لفرج زوجته في حال غيابه، لماذا؟
كي لا تزني ـ والعياذ بالله(!!!!!!)
وهو نفسه يمسح الأرض بالشيعة لأنهم يفتون بنكاح المتعة.
هل يعقل أن يسقط الإنسان إلى هذا المستوى من الرذيلة، ويسميها دينا؟؟
…………
انتهيت لتوي من قراءة تقرير كامل باللغة الإنكليزية على أحد مواقع الصحافة الأمريكية،
يتناول موضوع حالات الإعتداء الجنسي التي حدثت وتحدث
داخل الكنيسة القبطية في مصر وأمريكا وكندا، والتي يتمّ التعتيم عليها بالكامل.
تشعر بالغثيان وتكاد تتقيء أمعائك عندما تقرأه!!
التقرير يؤكد حتى أنه في الحالات التي تتخذ فيها الكنيسة اجراءات ضد المعتدين،
تتخذها بعد وقت طويل من الإنكار ووالمماطلة، و بعد أن أن تجد نفسها تحت ضغوط كبيرة،
ضغوط قانونية وإعلامية.
ليس هذا وحسب، بل تتخذ تلك الإجراءات خلف الأبواب المغلقة وبصمت مطبق،
بحجة أن “الخطايا” يجب أن تعالج بسرية وأن لا تعرض أمام العامة.
هل يختلف موقفهم هذا عن القاعدة الإسلامية “إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”؟؟
بينما من المثبت علميّا أن تسليط الضوء على الخطايا ـ المعاصي ـ وفضح مرتكبيها
هو الطريق الأمثل لرفع مستوى الوعي العام، وبالتالي انخفاض مستوى الجرائم.
يذكر التقرير مثالا:
على مدى سبعة عشر عاما حاولت الشابة القبطيّة (سالي زكاري) أن تقنع الكنيسة
بالجرائم الجنسية التي ارتكبها الكاهن (ريويس عزيز خليل) بحقها أثناء طفولتها ،
ولقد أعلمت بالأمر البابا الحالي والسابق.
لكن الكنيسة تجاهلت الأمر، ولعبت دور الأطرش عن سابق قصد وتصميم،
حتى وجدت غسيلها منشورا على صفحات التواصل الاجتماعي،
ولاحقا في المحكمة وداخل قفص الإتهام!
(تجد رابطا للتقرير في نهاية الفصل)
………
تحاول الأديان أن تتنصل من سلوكيات أتباعها
كما لو أن والدا يتنصل من ابنه المجرم، ويقول لا علاقة لتربيتي بجريمته!
لقد كنتُ أبا رائعا ومثاليا، وهو خرج إلى الحياة مجرما وإرهابيا…
لا تخرج هذه الإدعاءات عن كونها ضراط مصدي!!!
فالسلوك عموما هو ثمرة نجاح أو فشل الجهاز العقائدي والتربوي!
الأمر الذي برهن لي، ومازال يبرهن، أننا لسنا بحاجة إلى دين لنكون إنسانيين وأخلاقيين.
على العكس تماما، انتماءاتنا الدينية سلبتنا أخلاقنا وكل شيء جميل.
……..
لا تترك عقائدا وطقوسا بالية تشوه فطرتك وتقوّض من ذاتك،
عقائدا ليس لها أي أساس عقلاني، ناهيك عن أساس أخلاقي وإنساني!!
عقائدا أفشلت أتباعها في الوصول إلى مازعمت أنها هدفت إليه!
لقد ِولدتَ بالفطرة مطهّرا من كل تلوث ديني،
وحده ذلك الضوء الذي يشع من أعماقك كفيل بانارة الطريق!
إنه ضوء الله،
فالفنان يطبع بصماته في كل إبداعاته، ولا يميّز بين إبداع وآخر،
كما تفعل الأديان.�
إياك أن تسمح لخربشات خطها بعض التائهين والمغفلين في زمن غابر،
إياك أن تسمح لها بأن تشوّه تلك البصمات…