حينما يغدر الأنبياء!

بعد موته (ص) !

(بقلم د. يوسف البندر)

الاغتيال هو أحد الوسائل التي اُستُخدمت من قبل رسول الرحمة وسيد الخلق أجمعين للقضاء على معارضيه، فقال يوماً: من لي بابن الأشرف؟ وكان يقصدُ كعب بن الأشرف، أحد زعماء القبائل اليهودية! فقال محمد بن مسلمة: أنا به يا رسول الله، أنا أقتله! فقال خاتم النبيين وصاحب المقام المحمود: فافعلْ!
فاجتمع محمد بن مسلمة ونفرٌ من الأوس ومنهم أبو نائلة، وانطلقوا إليه، فجلسوا وتكلموا معه، فقد تم خداعه ولم يكن يشك بهم لأن محمد بن مسلمة وأبي نائلة كانا أخويه من الرضاعة!
فقال له أبو نائلة ويحك، ما أطيب عطرك هذا يا ابن الأشرف! وكان ابن الأشرف جعداً جميلاً، فسلسلت يدا أبي نائلة في شعر ابن الأشرف وأخذ بقرون رأسه، وقال لأصحابه: اقتلوا عدو الله، فضربوه باسيافهم!
وقال محمد بن مسلمة: فذكرتُ مِغولاً معي (حديدة دقيقة لها حد ماضٍ) كان في سيفي فانتزعته فوضعته في سُرته، ثم تحاملت عليه فقططته حتى انتهى إلى عانته فصاح عدو الله صيحة ما بقى اُطم (حصن) من آطام يهود إلا قد أوقدت عليه ناراً.
فلما فرغوا منه احتزوا رأسه ثم حملوه معهم، وقد اُصيب أحد أصحابهم (الحارث بن أوس) حينما كانوا يضربون ابن الأشرف بسيوفهم! وحينما بلغوا بقيع الغرقد كبّروا، وكان الحبيب المصطفى وإمام المتقين يصلّي، فلما سمع تكبيرهم، كبّر وعرف أنهم قد قتلوه!
وحينما وصلوا وجدوا خير البشر وحبيب الله واقفاً على باب المسجد، فقال: أَفلحت الوجوه! فقالوا: ووجهك يا رسول الله! ورموا برأسه بين يديه، فحمد الله على قتله!


ما أعظمك يا رسول الله! فحينما يقرأ المسلم هذه الكلمات “ورموا برأسه بين يديه، فحمد الله على قتله”! ماذا يكون ردة فعله؟ هل سيتحرك ضميره وينتفض؟ أم إنّ الضمير نائمٌ وفي سباتٌ عميق؟ صاحب الشفاعة وسيد المرسلين يحمد الله على الرأس المقطوع والمضرّج بالدماء الذي وُضع بين يديه!
لماذا قُتل ابن الأشرف؟ ولماذا ضُرب بالسيوف؟ ولماذا مُزّقت أشلاؤهُ؟ ولماذا قُطِع رأسهُ؟ ولماذا يأمر نبي الرحمة بهكذا أعمال اجرامية، اغتيال زعماء القبائل وشيوخها وشرفائها؟ هل عمليات الاغتيال والغدر من أخلاق الأنبياء؟!
يقول مارتن لوثر كينك: يأتي وقتٌ يكون فيه الصمتُ خيانة!
دمتم بألف خير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
كتاب المغازي/ محمد بن عمر الواقدي/ الجزء الأول/ الطبعة الثالثة 1984/ دار عالم الكتب/ بيروت-لبنان.

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

2 Responses to حينما يغدر الأنبياء!

  1. س . السندي says:

    من ألاخر …؟

    هذه إحدى جرائم نبي الرحمة واللحمة ، والعلة ليست في داعشهم ألأول بل في العقول العفنة والمتخلفة التي تصدق أنه أشرف خلق ألله من دون أن يسأل ويبحث ويحلل عما قيل عنه ويقال ، سلام

  2. س . السندي says:

    عذرا نسيت سؤال ، ليأتي أي مسلم عاقل وشريف بنبي واحد قبله غدر بإنسان أو إحتال على ألله والناس ، سلام؟

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.