نبيل فياض
بدأ التقهقر العلماني حين قام التلفزيون السوري، وبحرية مطلقة بالفعل، بإجراء لقاء بين الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور الماركسي، الطيب تيزيني. كان اللقاء غير متكافئ معرفيّا، فالدكتور البوطي متمكّن من النظرية الماركسية وآهم كتبه برأيي هو ذلك الذي عالج فكر كارل ماركس، في حين أن الدكتور تيزيني غير متمكّن من العقيدة الإسلامية التي يفترض أنها محور اللقاء. منذ بداية اللقاء كانت النهاية بالضربة القاضية حين سأل البوطي التيزيني إن كان يؤمن أن القرآن وحي من الله أم لا، ولما آجاب التيزيني بالإيجاب، صار كله في حقل البوطي، وخسر المنافسة بالمطلق.
بعدها قال الدكتور الطيب الطيب تيزيني في آحد لقاءتنا القليلة في بيته في دمر، إنه لم يكن قادراً بسبب الطبقة الشعبية في سوريا من أن ينفي إيمانه بالقرآن ككتاب إلهي.
الطبقة الشعبية ذاتها نظرت إلى ذلك اللقاء على إنه إثبات مطلق على صحة ما يطرحه الإسلاميون، مقابل تهافت العلمانيين.