
الكاتب السوري سليمان يوسف يوسف
تسييس متبادل لعملية (حرق نسخة من القرآن)
!!! ليحرقوا جميع نسخ الإنجيل في العالم ، فلن يتظاهر مسيحياً واحداً احتجاجاً وغضباً على حرق الإنجيل … المسيحية هي رسالة ربانية تبلغتها البشرية عن طريق الإله المتجسد على صورة الإنسان (يسوع المسيح ) له كل المجد ، فلا خوف على رسالة الله ، والمليارات من البشر يحملونها في قلوبهم .. ليحرقوا ما طاب لهم من نسخ الأنجيل .. لماذا كل هذا (الغضب الإسلامي) على حرق نسخة من القرآن الكريم ؟؟ هل يخشى المسلمون على دينهم من مجرد حرق نسخة من القرآن ، وهناك ملايين بل مليارات من نسخ القرآن ؟؟؟ .. أعتقد بأن (الغضب الإسلامي) على حرق نسخة من القرآن يتجاوز مسألة ” الإساءة للإسلام” .. الذي يحرق نسخة من القرآن هو يريد زيادة شعبيته في الأوساط الغربية اليمينية تحضيراً لاستحقاقات سياسية انتخابية ، إلى جانب تحقيق الشهرة .. الشخص الذي يحرق نسخة من القرآن ، يعلم جيداً بأن ردة فعل المسلمين على ذلك ستكون كبيرة وقوية جداً . المسلمون بردة فعلهم وغضبهم يسلطون الضوء على الشخص الذي يحرق القرآن ويروجون له … بالمقابل ، حرق نسخ من القرآن أو الإساءة إلى الإسلام ، مناسبة يستغلها ويستثمرها المسلمون المتشددون ( الإسلام السياسي بكل تياراته وألوانه)، في تعبئة وتحريك الشارع الإسلامي والجاليات الإسلامية في دول الغرب لإبراز قوتهم وفرض إرادتهم على المجتمعات الأخرى الغير إسلامية ، بالدرجة الأولى على
المجتمعات الغربية ( أمريكية – أوروبية) ، كذلك يريد الإسلام السياسي كسب الشارع الإسلامي إلى جانبه في الاستحقاقات السياسية ( الانتخابات) ، كما يفعل الرئيس التركي ( أردوغان )، حيث استثمر واستغل عملية حرق نسخة من القرآن قبل أيام من قبل شخص سويدي .. أشهر قليلة تفصل تركيا عن موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية . السويدي الذي حرق القرآن، من حيث لا يدري قدم هدية كبيرة لاردوغان وحزبه الإسلامي ( حزب العدالة والتنمية ) ، عشية الانتخابات ، ناهيك أن أردوغان يستثمر عملية حرق القرآن من قبل شخص سويدي لفرض مزيد من الشروط السياسية على دولة السويد الراغبة بالانضمام إلى (حلف الناتو)، الرغبة التي يرفضها أردوغان حتى الآن.
سليمان يوسف
·