طلال عبدالله الخوري 19\6\2020 © مفكر حر
كتاب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون, وهو عادة يكون ضابط سري رفيع في المخابرات الاميركية السي اي ايه, عدا عن انه خبير ودبلوماسي محنك ومخضرم .. تحت عنوان “ذا رووم وير إت هابند: وايت هاوس ميموار” وتعني (مسرح الخيانة: مذكرات البيت الأبيض) سينشر في 23 الجاري حزيران\يونيو .. البيت الأبيض يحاول منع نشره ( ولكن هذه خطوة دبلوماسية معروفة ومتفق عليها لكي يخلي البيت الأبيض مسؤوليته عن المعلومات الموجودة به والتي من مصلحة المخابرات الأميركية والدبلوماسية الأميركية من نشرها)
تسريبات من كتاب جون بولتون هذا، تؤكد أن السفير جيمس جيفري, وهو ايضا ضابط سري رفيع في المخابرات الأميركية السي أي ايه, ودبلوماسي محنك ومخضرم.. كان يلعب دور العميل المزدوج للمخابرات التركية في واشنطن وهو يقف خلف توريط أردوغان بالهجوم التركي على شرق الفرات, حيث تم التوافق بين ترامب وأردوغان آنذاك على مخطط تم التجهيز له في وزارة الخارجية الامريكية بأن يتم تسليم كل المنطقة في شرق الفرات للاتراك بحجة أن تمكين تركيا من هذه المنطقة سوف يمنع روسيا من الدخول اليها…
طبعا من مصلحة اميركا ومن مصلحة الشعب السوري ان تكون هناك حرب استنزافية بين التركي والروسي تؤدي الى خروج الاثنين معا من سوريا …. انا اعتبر هذا عبقرية السياسة الأميركية .. لماذا؟ .. لان الروسي والتركي والإيراني والنظام الاسدي ومعهم جماعة الاخوان تآمروا منذ البداية على اميركا وجلبوا داعش ومولوه ومكنوه في الرقة, بكل شئ من تسليح وتجنيد وتمويل.. من اجل استنزاف الاميركي في سوريا وتكرار تجربة العراق … وأميركا كشفت مخططهم القذر هذا وقلبت الطاولة عيهم وبدل من ان يستنزفوها كما في العراق, قامت هي باستنزافهم جميعا, وبالنهاية ستفوز اميركا والشعب السوري وسيذهب الحثالات: الأسد وبوتين وأردوغان والولي الفقيه وجماعة الاخوان ومعهم الانفصاليين الاكراد الى مزابل التاريخ, كما اسلفنا سابقا في مقالنا الذي تجدونه على الرابط التالي: التجربة الأميركية العبقرية الناجحة في #سوريا ستعممها على كل #الشرق_الأوسط وبدأتها بالصلح مع #طالبان
هنا قامت المخابرات الروسية بخداع الاكراد الانفصاليين في قسد ووعدتهم بدولة مستقلة التي رفضها ترامب وأميركا واصروا على وحدة الأراضي السورية, واكل الطعم الاكراد ونجح بوتين بالاعلان عن توقيع اتفاقية بين روسيا وقسد, دخل على اثرها الجيش الروسي وجيش النظام السوري الى منبج وكوباني ومناطق عديدة في الحسكة والرقة .. وهكذا نجحت واشنطن بوضع تركيا وروسيا بمواجهة بعضهما البعض في سوريا لكي تتلاعب بهما وتستنزفهما سوية، حيث سلمت قسد الكثير من القواعد الأمريكية لروسيا وليس لتركيا .
هنا فهم أردوغان وبوتين بانهما اكلا الطعم واصبحا بمواجهة بعضهما البعض وبدلا من ان يستنزفا الاميركي كما خططا في بداية الحرب السورية عن طريق داعش, فان اميركا تستنزفها بمواجهة بعضهما بعض .. لذلك قررا ان يتوقفا حيث وصل كل منهما لكي يتجنبا مزيدا من الاستنزاف
طبعا الاكراد (أتكلم عن الانفصاليين منهم فقط) وهم طرف ضعيف بين تآمر الكبار, ظنوا انفسهم اذكياء: يتحالفون مع اميركا في حرب ضد داعش ويخونون الشعب السوري ويتأمرون ضد اميركا مع الروس (بوتين كذب على الاكراد ووعدهم بدولة لهم بينما اميركا أصرت على وحدة سوريا ورفضت تجزئتها) … لذلك انا انصح الاكراد وكل المعارضة السورية ان يلتفوا حول المشروع الاميركي هو الوحيد الذي يتطابق مع المصالح الوطنية السورية
معظم ما تم اعتباره “تسريبات” في كتاب بولتون هو في الحقيقة دعاية لترامب، ولا أعتقد أن مستشار الأمن القومي الأمريكي غبي حتى لا يدرك هذا الموضوع
شكرا لمشاركتنا رأيكم الذي أضاف للنقاش