كيف سيتم التغيير في المجتمعات العربية الى الافضل ، طالما اهم جهاز تشريعي في الدولة يخضع للتلاعب وشراء الذمم بالترغيب والترهيب والتزوير ….؟؟، فطناجر الطبايخ وسدورة الحلويات وبعضاً من دريهمات لشراء الذمم والاصوات ، واقامة المهرجانات ورفع اليافطات واطلاق العيارات لابن العشيرة المُرشح ، لن يخدم وطناً بل ، ستؤخر من ازدهار وتقدم الوطن واستقلال قراره ، فيما تلعب المصالح الفردية الانتهازية الضيقة دوراً فاعلاً لايصال بعضاً من الذين يوصفوا بالوجهاء او اصحاب الشأن او المال الى اخطر موقعٍ ، يقرر مصير امة وهو غير كفءٍ ان يشغل هكذا موقعاً ، فلملمة البطاقات لجمع الاصوات من مكان لاخر لدعم احدهم ، يوضح الصورة النمطية بان لا تغيير يرجى وكما في السابق سيكون اللاحق ، والمصالح الضيقة الفردية والعشائرية هي السائدة دون مصلحة الوطن ..!!.
المواطن العربي ابن العشيرة او العائلة المستغل في كل دورة انتخابات برلمانية ، من زعامات عشيرته او قبيلته او عائلته او من رئيس مليشيتيه ، مطلوب منه تأييد ابن العائلة الذي اجمعت الاراء حوله ان يُرشح نفسه لمقعدٍ ، حتى ولو كان من باب الوجاهة والتفاخر لرفع شأن واسم العائلة او القبيلة ومصالحها ، ولو كان ذلك على حساب كفائآت تستحق المقعد البرلماني لخدمة وطنها ومجتمعها ولكن ، ما في باليد حيلة امام ما هو ماضٍ وحاضرٍغير قابلٍ للتغيير ….؟!.
هناك في بعض البلاد العربية مجالس شورى يتم تعيينها من ( الحاكم بامر الله) لخدمته بالدرجة الاولى ، وتنفيذ اوامره وتأييد سياسته صواباً كانت ام خطأً ، واغلبهم من الحلقة الانتهازية المنتفعة المحيطة به ولا تخرج عن رأيه وطوعه خوفاً من خسارة وفقدان مصالحها ، مما جعل من تلك البلاد ملطشة للاقوياء واستغلالها وحلب ثروات شعوبها ، فيما الحاكم بامر الله بقاءه صنماً يعبد هو الاهم ولو خرب البلد والنساء لمثله لم تلد …!!.
الامة لن تنهض دون احزابٍ وطنية ديموقراطية مؤلفة من كفائآت علمية من شتى مكونات المجتمع ، تتنافس فيما بينها كل حسب اجندته للنهوض بالوطن والمواطن للاحاق ومواكبة الامم الراقية والمتحضرة وإلا ، ستبقى طناجر الطبايخ وسدورة الحلويات وشراء الذمم وهوبرات المهرجانات هي من تقرر من يشغل المقاعد تحت القبة ، ومصير الاوطان سيصبح بمهب الريح …؟!.
بلاد الحزب الواحد وبرلمانات العائلات ورؤوساء مليشيات الطوائف والمصالح والعقائد ومجالس شورى الحاكم بامر الله لن تنهض كباقي الامم ، ما بقي المواطن فيها يلهث خلف وعود الوان قوس القزح لعله يحظى بها ولكنه ، كمن يلهث في الصحراء خلف السراب على انه ماء …..، ويقضي من الظمأ….؟!.
ميخائيل حداد
سدني استراليا