الهوية #السريانية الضائعة
السر الكبير الذي حير طه حسين والمستشرقين يكمن خلف ثقافة السريان , فهم وألحانهم والتي ما زالت شعبية , لربما هي الأصل للعروض العربي , فألحان السريان وأوزانهم كانت تقف على عدد المقاطع الصوتية , في لحن القرادي مثلاً وهو ما يعرف بالهوارة سبع مقاطع :
1 2 3 4 5 6 7
71 2 3 4 5 6 7
21 3 4 5 6
1 2 3 4 5 6
وهذا تطور إلى : مستفعلن مستفعلن مستفعلن .
وإلى : فعولن فعولن فعولن
وإلى : إلخ .
وأحياناً تتألف تلك الأوزان من 6 مقاطع في شطر كل بيت :الأوزان تعتمدُ على المقاطع الصوتية سواء أكانت طويلة أو قصيرة , يعني سواء أكانت من مقطع أو مقطعين , القصير والطويل .إن الأدب الجاهلي واوزانه من المؤكذ أنها مأخوذة عن السريان , فالحفاة العراة الذين لا يقرأون ولا يكتبون كيف نسجوا أدبهم بهذا الشكل الإحترافي من قواعد اللغة والموسيقا ؟؟؟!!!
إن السوآل الذي أجاب عليه طه حسين يوماً بقوله وإستنتاجه من أن الأدب والشعر العربي خصوصاً وضع بعد العصر الجاهلي , فيه اليوم كثير من الشك , والأصح أنه وضع فعلاً بالعصر الجاهلي ونقلت قواعده وأصوله من الأدب السرياني .إ
ن الكلمات السريانية إن لم تكن سريانية كما يتهمها البعض فإنها بإجماع الجميع ليست عربية .
هي ليست عربية في شيء , والبحور والعروض الشعرية التي نسبها الخليل بن أحمد الفراهيدي يوماً إلى مكة : بحيث أنه أكذ أن أصل التسمية من إسم مكة أو من إحدى ألقابها , هذا الكلام اليوم فيه كثير من الإستهجان , فالعروض هي الأوزان المتطورة عن القداس والكنائس , فالكهان هم أول من نظم الشعر والوزن في صلواتهم , ومن المعروف أن العرب كانت أمة وثنية فمن أين لهم أن يكتبوا الشعر في الكنائس طالما أنهم ما كانوا يملكون بيوت العبادة والكنائس ؟
والأصح أن الذين طوروا الشعر العربي هم أولئك العمالقة السريان الذين إنقرضوا أكثر من مرة وما زالت أنفاسهم نسمعها من بين شقوق البيوت ومن الحارات الشعبية .
ما زلنا نسمع أصوات الأغنيات الشعبية من الحواري , وما زالت آلاتهم التقليدية ومقاماتهم (الصبا) وإيقاعات الجوبي وغيرها تتردد على ألسنة المطربين الشعبيين , إن هذا الأدب الشعبي ليس شعبياً فحسب بل كانت له أصول وقواعد وهو ليس( نورمل جرمر) .إ
ن الشعر العربي تطور عن الأدب السرياني فمن هم أولئك السريانيون :السريانيون هم الذين إعتنقوا المسيحية وأصغوا للصوت القادم من السماء قائلاً أنا هو .
والذين بقوا على آراميتهم دعوا بالوثنيين.وتحدث السيد المسيح هذه اللغة كما تحدثها أهل : قانا ..وصور …والناصرة ,….وبيت لحم…. وغور الأردن..والجليل ..وأعتنقوا المسيحية في القرن الأول للميلاد …
والإ سكندر المقدوني أعلن نفسه ملكا على الشرق كله سنة 330 قبل الميلاد وبهذا كانت هذه البداية الأولى لتدخل الغرب بشؤون الشرق , وكان قبل ذلك يحارب السريان أيضاً مملكة الفرس والفراعنة , ولكنهم بالنهاية سقطوا على يد الإسكندر الذي لم يكتب حقاً لمملكته أن تزدهر وتنتعش , فتنازع قادته على الكعكة الشرقية وإنقسمت المنطقة إلى بطالسة وسلاجقة حيث إستقل كل والي بولايته .
وحين سقطت المملكة التدمرية في نهاية القرن الثالث للميلاد بكى الآراميون آخر معاقلهم , كما بكوها في (الرها) عاصمتهم والواقعة اليوم في التخوم التركية .
وأصبحوا منذ تلك اللحظة بلا وطن يحميهم حتى جاء الإسلام ؟؟وظنوا أن الإسلام سيحميهم ولكنهم سقطوا مرة أخرى وبقوا على هذه الحالة حتى الحرب العالمية الأولى حيث ذُبح بها ما يقرب من 250ألف سرياني على يد الأتراك , من هناك بدأ السريان بالرحيل والهرب والهجرة .وهذه اللهجة التي بين أيدينا هي لهجتهم .
هذه هي هويتهم الضائعة وألفت إنتباه السادة الكرام أن كلمات الحزن السريانية والألحان الحزينة هي التي ما زالت إلى اليوم شائعة بنسبة أكثر وأكبر من الكلمات المفرحة , فما زالت النساء تقوا : عزا : أزا , وتعني النار , وتقولها بصيغة ممدودة الأحرف واضعة يدها على خدها وعليها علامات الحيره.
إن النص الأدبي السالف الذكر (يوسف ) هو لهجة نبطية سريانية وهي نفسها التي تحدث بها السيد المسيح .
إن اللغة كائن حي يتطور ويكتسب المعارف من غيره ولديها إستعدادٌ للموت بفعل تطورها ولا توجد لغة خالة , وأكثر من 300 لهجة عالمية إنقرظت , بفعل التطور .
إن الأدب العربي الجاهلي المحكم اللغة قد تطور عن غيره من الآداب , ومن المحتمل جداً أن هجرة الفلاحين العكسية غلى مواقع البدو هي التي ساهمت بنقل اللغة للحجاز وتطورها على يد الدعاة المسيحيين المبشرين بقدوم الرب , والخلاص.
من ألأخر …؟
١: لولا علوم وثقافة السريان لبقى الاعراب للأبد حفاتا وعميان ؟
٢: ما قرانهم إلا ترجمة لإنجيل متى الارامي الذي حرفهه وشوهه العباسيون حسب رغبة الخلفاء والملوك ، سلام ؟