“النايت لايف” في #دمشق؟

Zeina Shahla

“النايت لايف” في #دمشق؟
هواء ثقيل لا يصلح للتنفس. ظلمة مرعبة تغرق بها معظم أحياء المدينة مع ازدياد ساعات التقنين. طوابير جديدة على معظم محطات الوقود.
سكان المدينة يهجرون بيوتهم بسبب الحر وانقطاع الكهرباء. تمتلئ الحدائق في كل مكان، حتى تلك الصغيرة على جوانب الطرق. تبدو المدينة وكأنها في “سيران” جماعي كبير سيستمر حتى ساعات الصباح الأولى.
صخب وضجيج في الشارع الواقع بين فندق الشام وفندق برج الفردوس. البارات والمطاعم في المنطقة ممتلئة عن بكرة أبيها. إنها ليلة الخميس. موسيقى التكنو ترتفع من جهة، والعربية الراقصة من ناحية أخرى. سيارات فارهة تقطع الطريق، معظمها أسود اللون. شباب “الفاليه” المسؤولون عن ركنها يسرعون جيئة وذهاباً بين زبون قادم وآخر يريد الذهاب. أحذية لامعة. فساتين سهرة براقة وجميلة. أطفال يسيرون حفاة تماماً على إسفلت يغلي بعد نهار حار للغاية، والإنهاك الواضح على وجوههم يمنعهم حتى من التسول. روائح النفايات المتعفنة بسبب الحر الشديد تغرق المكان.

الروائح نفسها تستمر حتى باب شرقي، وتمتزج بروائح الخبز الطازج من أحد الأفران القريبة. سيارات “السهرانين” في بارات ومطاعم الحي في كل مكان. من سوق الهال تخرج السوزوكيات البيضاء الصغيرة وهي محملة بجميع أنواع الخضار، لتبدأ جولتها الليلية. تتثاءب القطط على قارعة الطريق وتبدو هي الأخرى غير قادرة على النوم.
“النايت لايف” في دمشق هي احتفال كبير بغدِ لا نريد له أن يأتي..

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.