المعجزة الحقيقية التي يعملها نبي مرسل من الله، يجب ان تنبع من داخل هذا النبي وتعبر عن شخصه وتثبت نبوته . معجزات موسى النبي كانت تعطى له من الله ليقوم بما يأمره الله به . ولم يكن يعلم موسى ان عصاه ستتحول الى افعى إلا بعد ان أمر الله بها. ولم يكن يعلم ان عصاه ستشق البحر إلا بعد أمره الله بضرب البحر بالعصا . موسى لم يكن له سلطان اجتراح المعجزات .
يسوع المسيح اثبت بالقول والفعل ان المعجزات التي صدرت منه كانت تعبر عن شخصيته
وتصدر من داخلهولم يطلب الغذن من الله ليقوم بمعجزة ما، لأنه هو كلمة الله المتجسد بهيئة إنسان . اي هو الله المتكلم على الأرض كإنسان . فعندما قال يسوع المسيح : ” أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي بالظلمة” . حول كلامه هذا الى معجزة وخلق عيونا لرجل ولد بلا عيون من بطن أمه، وأبصر النور ولم يبقى في الظلمة . وبهذه المعجزة اثبت انه نور العالم الذي يمحي الظلمة .
ولما قال لجموع الناس: ” أنا هو خبز الحياة، من يقبل اليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بيّ فلا يعطش ابدا ” اثبت كلامه بالفعل العملي ، واكثر الطعام من خمز ارغفة خبز وسمكتين ، فحلت بها البركة وتم توزيعها لخمسة الاف من الرجال والنساء الجياع ، فأكلوا كلهم وشبعوا وزاد من بقايا الطعام اثنا عشر قفة. بذلك اثبت انه خبز الحياة الذي يشبع الناس .
وعندما قال لمرثا انا القيامة والحياة ، اثبت كلامه بالفعل عندما اقام لعازر اخيها من الموت بعد اربعة ايام من وجوده بالقبر واعاد له الحياة .
لتقييم النبي الحقيقي من مدعي النبوة وضع يسوع المسيح مقياسا لا يقبل الخطأ . حيث قال: “من ثمارهم تعرفونهم ، هل يجتنون من الشوك عنبا، ان من الحسك تينا ؟”
الرسالة الحقيقية التي يقدمها نبي الله للناس هي ثمار عمله واقواله التي تصبح دستور عمل صالح لأتباعه ، مثل المحبة والتسامح والسلام وعمل الخير والبر، ثماره تنتج الثقافة والحضارة والمساواة بين الرجل والمراءة وحفظ كرامة الإنسان .
قال السيد المسيح له المجد: ” من عملَ وعلّمَ فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات” .
اما من علم اتباعه القتل والسرقة والأغتصاب والغزوات واخذ السبايا والغنائم والأنفال ، فهذه ثمار النبي الكذاب ومدعي النبوة المرسل من الشيطان باسم الله زورا . لايمكن للشوك والحسك ان يتحول الى عنب وتين .
رسالة نبي الله الحقيقي لا تحتاج الى سيوف ورماح وجيوش لتحميها، ولا قتل المرتد عنها تديم بقائها. رسالة السيد المسيح انتشرت من اثني عشر تلميذا في مدينة صغيرة، واصبح يتبعها مليارات من البشر في كل انحاء العالم، ويؤمن بصاحبها لأنه على حق، ورسالته مؤيدة بالمعجزات التي عملها امام الناس وفي وضح النهار التي اثبتت صدق رسالته .
كانت رسالة المسيح رسالة حق وعدل، وكان صاحب الرسالة عندما يبدأ كلامه كان يقول : الحق الحق اقول لكم . ورسالة الحق تقف صامدة شامخة عبر القرون رغم محاولات الهدم والتزوير واتهامها بالتحريف، وكتابها هو أكثر الكتب طباعة وترجمة وإنتشارا في كل أرجاء العالم .
قال السيد المسيح : ” كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، اشبه برجل عاقل بنى بيته على الصخر، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح، ووقعت على ذلك البيت، فلم يسقط لأنه كان مؤسسا على الصخر” .
هذا هو دين الحق ، وليس الدين المبني على قطع الرقاب والغزوات وسلب اموال الناس بمسميات الجزية والأنفال واستعباد البشر حتى يصبح اهل الحضارة والعلوم مستعبدين للمحتلين البدو والحفاة صاغرين اذلاء .
إن صمدت الرسالة النبوية أمام النقد ومعاول الهدم كانت صادقة وقوية ومصدرها الله، ولا تحتاج لجيوش واسلحة وسيوف تحميها ، ومنابر واذاعات وشيوخ يصرخون ليل نهار بكراهية كل شعوب الأرض لتبرير قوة دينهم . رسالة الحق قوتها في الحق الذي تحتويه .
نبوة المسيح كانت في قوة وصدق كلامه واعماله ، وعظمة معجزاته التي عملها امام الاف الناس و في وضح النهار . لم يثبت نبؤته بسبب ثالول او شامة كبيرة على كتفه ، بل بسبب اقواله ومعجزاته . فهل النبوة تؤيد بسامة على الكتف ؟
من ألأخر
١: كيف يكون القاتل والسارق والغازي والفاسق أشرف خلق الله ؟
والمصيبة ألاكبر أنه حتى أشرف من الملائكة ومن الذي صعد إلى السماء وهو كلمة الله وروح موه ، والذي كان يجول ويصنع خيرا ، يشفى الاعمى والاخرس والاطرش والمقعد والابرص ، والمصيبة الاكبر من الكل انه سياتي ليدين العالم ؟
٢: وأخيرا
تساءل ، هل يملك حقا عقل من يؤمن بهكذا كذبة وإسطوانة مشروخة ، سلام؟