#المسيحيون_العرب تاريخهم واصالتهم

#المسيحيون_العرب تاريخهم واصالتهم

#المسيحيون_العرب تاريخهم واصالتهم
ليست المسيحية نبتة غريبة عن الشرق. الشرق مهد المسيحية ووطنها وتاريخها واصالتها، المسيحيون العرب في الشرق هم احفاد المسيحيون العرب الأوائل وهم غالباً أبناء الكنائس الملكانية الروم الارثدوكس واتباع الروم الملكيين الكاثوليك والذين يتم تصنيفهم كمسيحيين عرب. انه مصطلح على معتنقي المسيحية من العرب نسباً ولغةً وثقافةً وهويةً. والتصنيف يشمل المنظمين من ثلاث بطاركيات في انطاكيا والقدس والإسكندرية. ومن ناحية دينية، فمرقص أسقف أورشليم عام 134م كان عربيا، فليس العرب المسيحيين من مخلفات اليونان. ففي الإمبراطورية اليونانية كانت تسمى المناطق العربية أرابيا والامبراطورية الفارسية سموها عرابايا، طايايا نسبة الى قبيلة طي. المسيحيون العرب ليس وحدهم ومعهم في الوجود التاريخي للسريان والارمن والآريتيريين والأثيوبيين. يُذكر ايضاً ان المسيحية قد دخلت مناطق العرب التاريخية في شبه الجزيرة حوالي القرن الثاني الميلادي بحسب ما ذكره المؤرخين العرب أمثال: الطبري والمقريزي والمسعودي وأبن خلدون. ان بعض من تلاميذ السيد المسيح هم من بشرّوا في اصقاع الجزيرة العربية وقوّت فيها بعد ان دخلت المسيحية قبائل كبيرة منها تغلب وكلب وقضاعة وتنوخ فضلاً عن المناذرة والغساسنة وجنوب سوريا حوران وظهر منهم (يوحنا الدمشقي، فيليب العربي، اسحق النينوي، الحارث الخشني، قسطا بن لوقا، أبو تقليس). في بداية العهد الجديد يذكر وجود عرب في القدس حين حلّ الروح القدس على التلاميذ الاثني عشر. ذكر القديس بولس في رسالته الى غلاطية انه أقام في بلاد العرب مبشراً قسطاً من الزمن في الأردن وحوران وسائر جنوب سورية، وكانت عاصمتهم بصري الشام. فيستنتج اذن بناءً على العهد الجديد دخول المسيحية الباكرين العرب ومنهم متى وبرن لماوس وتداوس وأوسابيوس وأرنو يوس من القرن الثالث وثيودورس في القرن الخامس. وان إدارة الأردن تحت الحكم الروماني كانت خاضعة لقبيلة قضاعة المسيحية منذ عهد الملك مالك بن فهم وبعد ان زالت بني قضاعة تلاهم بني سليخ وهم ايضاً من المسيحيين (كما صرح المسعودي في كتاب مروج الذهب) وأخيراً حكم قبيلة غسان قبل الإسلام. وفي البلقاء وغور الأردن كانت البلاد خاضعة لحكم الضعاجمة الذين اعتنقوا المسيحية خلال عهد داود بن الهبولة في القرن الثاني، وبالقرب منهم كان الأنباط (312 ق.م – 106م) مملكة عربية عاصمتها البتراء وهم مسيحيون كان عدد أساقفتها 40 أسقف. فقبل المسيحية عبدوا الالة ذو الشرى إله الشمس واللات (مؤنث إله) والعزى ومناة وهبل، لغتهم آرامية. أما في سيناء حيث القبائل العربية والتي كانت تتبع إدارياً للكنيسة المصرية ومقرها الإسكندرية. وأن ميتا الذي خلف يهوذا الاسخريوطي هو من بشر في سيناء. واليمن كانت حصة هامة في المسيحية العربية، وقد ذكر مؤرخون أمثال: (رو فينوس وهيرو زوس) أن متى هو من بشرّ في اليمن والحبشة. غير ان اغلب ملوك اليمن وشعبه من المسيحيين كما كانت في عُمان وفي الساحل الشرقي أي قطر والبحرين والامارات حالياً. في القرن الخامس كانت البحرين مركزاً رئيسياً للمسيحية وكانت مدينة سما هيج المقر الرئيسي للأساقفة حتى عام 629م حين تبنى البحرين الإسلام (المصدر: المسيحية العربية). وإن بني تميم إحدى أكبر القبائل العربية كانوا من المسيحيين يرأسهم المنذر بن سادي ومن المشاهير بشر بن عمرو وطرفة بن العبد. المناذرة أول ملوكها جذيمة الابرش واتخذ الأنبار عاصمة له وهم من المسيحيين. وقد تعاقبت سلسلة من ملوكهم حتى الفتح الإسلامي في القرن السابع. والى جانب المناذرة كانوا بنو إياد من عرب العراق المسيحيين (المصدر: معجم ما استعجم). كذلك حال بني لخم وذكر أبن خلكان ان جميع قبائل العراق اليمانية الأصل قد تنصرت بما فيهم تيم اللات وكلب والاشعريون وتنوخ. وفي الجزيرة الفراتية حيث قطن بنو بكر وبنو مضر واشتهرتا بالمسيحية. وقد اثبتت مسيحية بني مضر وبني ربيعة وبني إياد جملة من المؤرخين السريان وكذلك المسلمين أمثال: أبو قتيبة في كتاب (كتاب المعارف)، وفي كتاب (السيرة الحلبية). وقال ماروتا أسقف تكريت ان تحت ولايته ثلاثة أساقفة لبني معد وتنوخ، وفي تدمر العربية وقربها القريتين آثار مسيحية وبقايا كنائس ونقوش تشير لانتشار المسيحية، فضلاً عن مقام القديس جرجيس وقد صرح (ياقوت الحموي) ان سكان النبك والقريتين كانوا من المسيحية، وعموماً القبائل العربية التي سكنت سوريا قبل الإسلام اغلبها من بني غسان وتغلب وتنوخ سيما فروعها بني كلب قبائل مسيحية. في المدينة(يثرب) كان يوجد أسقف وثلاث كنائس باسم إبراهيم وأيوب وموسى، وقال الطبري أن قبر أحد تلاميذ المسيح موجود في وادي العقيق. وفي مكة اعتنق بنو جرهم المسيحية على يد سادي ملوكهم عبد المسيح بن باقية وأشرف على خدمة البيت الحرام. وقد أثبت أبو الفرج الأصبهاني ان بنو الأزدي وبنو خزاعة هم من المسيحية وخير دليل وجود مقبرة لهم خارج المدينة نحو طريق بئر عنبسة. ومن بعض الاسر الوثنية من قريش اعتنق المسيحية منهم: عبيد الله بن جحش(شقيق زينب زوجة النبي محمد) وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو وورقة بن نوفل(القس) وآخرين( زيد بن عمرو بن نفل حنيفي أحد أشهر الموحدين في الجاهلية تنصر ، يُذكر انه لما مات نفيل تزوج ابنه عمر من أم الخطاب-عادة في الجاهلية- فأنجبت له زيداً لذا فهو عم عمر بن الخطاب). يقول المستشرق ستزمان ان العرب عموماً اعتنقوا المسيحية بجهود الكهنة والرهبان السياح الذين انتشروا في الاصقاع، وزادت قوتهم بتنصر كبرى القبائل وانتظمت في أبرشيات عديدة ورسم عليها أساقفة، وانه يُرى ضمن أسماء الأساقفة الموقعين على اعمال المجامع المسكونية في مجمع نيقيه والقسطنطينية وأفسوس أسمار عربية مثل( الحارث، وعبداللهi، وهب الله). المسيحيون العرب في بدايتهم كانوا يستخدمون الترانيم السريانية وفي المرحلة الثانية نظمت اشعار والحان كنيسية عربية. كما تمت أنشطة لترجمة الكتاب المقدس الى العربية، ومن اعلام العرب قبل الإسلام، تيطس رئيس أساقفة بصري وايليا البطريرك العربي رئيس أساقفة القدس وتوفي عام 513م والقديس أفتيتم الذي جال الجزيرة مبشراً بالمسيحية، وهناك الأربعين شهيداً الذين سقطوا عام 309م يضاف لهؤلاء الشعراء كقس بن ساعدة وأُمّية بن ابي الصلت وطرفة بن العبد وعمرو بن هند وغيرهم. وقد جمعت علاقة بين أهل اليمن والكنيسة السورية كما يستدل من بعض المؤرخين (إفرام السرياني وسمعان العمودي وفيلستر جيوس وقال ان قرى ومناطق ناطقة بالسريانية في اليمن، ومنها دخل الخط السرياني الى قبائل قحطان وحمير فساعد في تطوير الخط العربي، كما ذكرها ابن خلدون وياقوت الحموي وابن هشام في سيرة الرسول). وأن نجران عاصمة اليمن كان جميع أهلها مسيحيين وعندما ارتد الملك ذو النواس الى اليهودية رفض أهل نجران العودة اليها. فأحرق منهم 20 ألف كما روي أبن اسحق في الاخاديد وقد ذكرت القصة في القرآن. على ان الامبراطور اغاظة ما حلّ بمسيحيي اليمن فطلب من النجاشي في الحبشة احتلال البلاد والقضاء على ذو النواس. ففتح الحبشيون اليمن ودام حكمهم حتى عام 575م، وقد

شجع الحبشيون المسيحية في اليمن فازدهرت وشيد الحكام بناءاً فخماً تكريماً لقتلى الاخدود ودعته العرب (كعبة نجران) وأشرف عليها بنو عبد المدان من بني حارث الى جانب كنيسة القليس التي تكاد لا يخلو كتاب في تاريخ العرب من ذكرها لشهرتها، وأنها بنيت لجذب الناس عن كعبة مكة. يمكن الاستدلال عن كثرة الاديرة والكنائس وانتشارها وقد ظل بعضها قائماً حتى القرن العاشر. واهتم ياقوت الحموي بجمعها فذكر اديرتها وله كتاب (معجم البلدان وآخر مؤلفاته الخزل الدال)، صنف معجم البلدان الى ثلاث أبواب، الأول للدور والثاني للدارات والثالث للأديرة. في الباب الأول فترجم(125) داراً من دور العرب 46 داراً مذكورة في معجم البلدان والباقي 79 لا ذكر لها في المعجم، وفي باب الدارات ترجم ل (99) دارة ليس منها في معجم البلدان سوى 70 دارة وباب الاديرة ترجم ل (275) ديراً نجد معجم البلدان ترجمة(216) ديراً منها. بذلك يكون (الخزل الدال) قد زاد على مواد معجم البلدان(167) دارة في هذه المعالم الثلاث فقط. واطلع على نسخة من كتاب(الديارات) للشل بشبي وكتاب الديارات لأبي الفرج الاصفهاني والديرة لأبن رمضان النحوين (محمد بن الحسن) وذكره النديم في الفهرست ص125. إن الأديرة في النجف فهي: دير الأسكون(الاسكول) دير الأعور، بني مرينا، ابن براق، حنه، عبد المسيح، السوا، اللج، مارت مريم، ماراثونا، هند الصغرى، هند الكبرى، الاكيراح، قبة الشديق، القس، ابن وضاح، ابن موسى، بني عبد الله بن دارم، الجماجم، الحريق، الصليب، يونس، الثعالب، حنظلة، الزرنق، سأرجس، السلسلة، الشاه، العذارى، علقمة، عون، قرّة. في الأردن دير أيوب وبونا وسعد وروتوريوس الحارث ويوسف وسان جورج والقر نطل ومار غريس والقديس يوحنا وغيرها. في سوريا دير القديس بولس وجرجس الحميراء ومار موسى الحبشي ومار الياس الحمصي وصيدنايا ومار يعقوب الفارسي وغيرها. أما عن المسيحيين الموارنة يقول الأمير الحسن بن طلال في كتابه (المسيحية في العالم العربي 1994)، فقد كتب المؤرخ هيرودوتس في القرن الخامس ق.م ان الفينيقيين أنفسهم هم قبائل عربية كانت تسكن الجزيرة العربية على سواحل البحر المتوسط، وان الموارنة يعود أصلهم الى الفينيقيين وهذه خرافة والموارنة اصولهم عربية ويسكنون وادي نهر العاصفي سوريا. ويقول المؤرخ كمال صليبي في كتابه (بيت من قصور عديدة1988)، الموارنة هم جماعة من أصل عربي وان لغتهم منذ القرن التاسع الميلادي كانت عربية ويقول: كان البيزنطيين يسيطرون على وادي نهر العاص ومارسوا الاضطهاد على الموارنة واجبارهم على الرحيل والالتحاق في جبال لبنان، وفي حلب فلا يزال بعض الجاليات المارونية موجودة فيها. أما الاقباط في مصر هم من اهل مصر الاصليون كانوا يدعون باليونانية قبطوس، اما اهل مصر القدماء عرفوا الدين مسيحيون. والإسلام دخل عليهم فاتحاً مع عمرو بن ال عاص625 م والاقباط استقبلوهم بالترحاب. المسيحيون عرب وأن دخول العربية في المسيحية أدى الى ميلاد تراث عربي مسيحي هائل بين القرنين 8-14 في جميع مجالات الفكر، منها اللاهوتي. ظل حتى وقت قريب على شكل مخطوطات منسية في الكتابات.
الباحث / ســـمير عســـكر

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to #المسيحيون_العرب تاريخهم واصالتهم

  1. evilwarrior says:

    ” وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو وورقة بن نوفل(القس) وآخرين( زيد بن عمرو بن نفل حنيفي أحد أشهر الموحدين في الجاهلية تنصر ، يُذكر انه لما مات نفيل تزوج ابنه عمر من أم الخطاب-عادة في الجاهلية- فأنجبت له زيداً لذا فهو عم عمر بن الخطاب)”

    ورقة بن نوفل لم يكن قسا
    لم يرد في حديث صحيح او حسن انه قس
    هذه مبالغة من بعض علماء الاسلام لاحقا
    اما ان عمرو بن نفل تنصر فغير صحيح

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.