Assil Al-Zaben
نموذج المرأة التي كانت تعلّق في الماضي على وجود علاقات لزوجها مع نساء أخريات- علاقات جنسية تحديدا- بالجملة الشهيرة: “بلف يلف ويرجعلي” هو نموذج المرأة التي- على العكس من الاعتقاد السائد- لا تتمحور حياتها حول الرجل ولا تقدسه وبالتالي لم تكن ترى في تعدد علاقاته تهديدا لمركزيتها ومركزية العائلة. هذه المرأة على الرغم من اعتمادها التام على الرجل في إعالتها وإعالة أطفالها، احتلّ الرجل عندها المرتبة الثانية بعد أطفالها لأن الزواج لم يُبنَ في ذلك الوقت على قاعدة “الحب”، بل على أساس كونه مؤسسة تهدف إلى تكوين أسرة قبل أي شيء آخر.
أما بعد انتشار شعار: “المرأة تحتاج إلى الرجل مثلما تحتاج السمكة إلى دراجة هوائية” – بمعنى أن المرأة لا تحتاج إلى الرجل ولا يضيف وجوده إليها شيئا- فقد أنتج نساء يقدّسن الرجال. فأصبح الرجل هو محور حياة المرأة الذي يهدد أي تصرف أرعن له كيانها وحياتها وثقتها بنفسها. ذلك أن الزواج تحول من مؤسسة تقوم على قيم العائلة والواجب إلى احتفاء بقيمة الحب، وعليه فإن أي سلوك يهدد الحب يهدد العائلة.
أنا شخصيا لا أستطيع أن أكون النموذج الأول، وهذا طبيعي لأن الإنسان وإن أعلن اشمئزازه من قيم عصره فإنه لا بد من أن يحمل شيئا منها أو على الأقل تأثيرها عليه. ما أفعله هو أنني أرسم المفارقة بين نظام ذكوري يكون فيه الرجل عند المرأة “هامشيا” حتى وإن خضعت له، ونظام يقدس المرأة ويتمحور حولها في شعاراته بينما يفرز على أرض الواقع تقديسا للرجل ويمنحه سلطة أكبر- دون أن يطلبها- على مشاعر المرأة ونوعية حياتها.