كتبها – Oliver
– الله تبارك اسمه هو أول من إستخدم الإسلوب الرمزي في الكتاب المقدس. قبل السقوط كان الكلام كله بلا رموز بل بوضوح و علنية و مباشرة. لكن بعد ضياع النور من قلب البشر بالخطية إحتاج الإنسان إلى أن يفهم الكلام بأساليب متعددة من ضمنها الرمزية. احتاج الإنسان الرمز كي يفهم بعد السقوط.
– كانت أول عبارة تحتمل الرمز هي نسل المرأة يسحق رأس الحية. لأن آدم لم يعلم أن نسل المرأة هو المسيح و رأس الحية أي إبليس. لقد وعينا الدرس متأخراً جداً. كذلك شوكاً و حسكاً تنبت الأرض لك تحتمل الرمزية مع المعني الحرفي. و تعددت أنواع الشوك. العدو شوكة حز28: 24 و الموت كذلك 1كو15: 55 و 56 والمرض شوكة لبولس الرسول 2كو12: 7 . شوكة الهاوية غير المرئية .هو13: 14. لذلك حين تجسد رب المجد أظهر سلطانه نيابة عنا مقابل جميع الأشواك المرض و الموت و الشيطان و الهاوية.
– للمدرسة الرمزية في التفسير حدوداً لا يجب تجاوزها. فليس التفسير الرمزي هو المنهج الوحيد للتفسير بل يجب أن يوضع معه التفسير الكتابي للكتاب. آيات تفسر آيات و التفسير التاريخي للحدث. التفسير التطبيقي الذي به نتعلم كيف نعيش الكلمة الإلهية ثم التفسير اللغوى أضعف أنواع التفسير لكنه مفيد أحياناً. على أن نلاحظ أن جميع التفسيرات يجب أن تصب في نفس الإتجاه. هذه أدوات للتفسير يمكن استخدامها معاً.
– أهمية التفسير الرمزى تنبع من أن كثير من الموضوعات التي تخص السماء و الدينونة والجحيم والملائكة والأرواح والشياطين و الأبدية هذه غير المرئيات لا يمكن فهمها إلا تحت غطاء الرموز. لا يمكن وصف الرب بدون تشبيهات لأننا لم نعاينه في مجده بعد. مز89: 6 حتي رب المجد يسوع يعلم عجزنا عن إستيعاب أوصاف الملكوت فى الجسد لهذا إستخدم التشبيهات ليقترب المعنى عن ملكوت الله للجميع على إختلاف ثقافاتهم. جاء و خلصنا لنتأهل للحياة معه فى الملكوت وقتها سنفهم فيما بعد و نعاين.
– لا يمكن أن نأخذ كل الكتاب إلى المنهج الرمزي. فكثير منه لا رمز فيه و أهم موضوع لا يقبل الرمزيات هو الخلق فى العهد القديم و السقوط ثم تجسد المسيح و خلاصه و كل ما يتصل بأعماله على الأرض. الخلاص و المعجزات و الأعمال فى الكتاب المقدس حدثت حرفياً. تأسيس الأسرار المقدسة ليس رمزاً. آدم ؤ إيليا و أخنوخ و موسى و كل شخصيات الكتاب البارة و الشريرة شخصيات حقيقية لا يمكن وضعها فى إطار رمزى كأنها لم تكن . فأي تفسير رمزي يجعل هدفه إنكار ما هو مكتوب كحقيقة هو تفسير منحرف.
– إن وجود شخصيات أو أحداث ترمز بشكل ما للمسيح لا يعنى أنها لم تحدث فعلاً . فخلاص الشعب الإسرائيلي و عبوره حدث حقيقى يرمز للخلاص بالماء و الدم . كل ما فى الكتاب المقدس حقٌ و حقيقيٌ. يوسف الصديق باعه أخوته و صار على عرش مصر بعد أحداث أليمة كثيرة. يونان بالفعل دخل بطن السمكة و خرج بعد ثلاثة أيام و هذه رموز للمسيح و لكنها حقائق حصلت فى الواقع فلا يمكن حين نفسرها رمزياً أن نسقطها تاريخياً و إلا يتحول الوحى الإلهي عند البعض إلى راوى أساطير و ليس صوت الرب و كلمته المحيية. لا يمكن إلغاء المعني التاريخي كأنه ما حدث أو كأنه أسطورة نتداولها.
– إن إرتباط الرمز بهدف الموضوع و السياق فى نص الكتاب أمر لازم. فإذا كان الرب يقول يشبه ملكوت السموات كذا و كذا فلا يمكن بتفسير رمزى أن نقول أن التشبيه يقصد شيئاً آخر. القصد الإلهى يحكم الرمز.
– عاشت الكنيسة الأولى بطريقة تشرح معني السيف الذى هو كلمة الله. فلا يمكن استخدام هذا الرمز إلا بإرتباطه بواقع الكنيسة و كيف مارسته و لا يمكن فهمه حرفياً بل رمزياً. ربط التفسير الرمزي بالتعليم الذى تداوله آباء الكنيسة في العصور الخمسة الأولى هام جداً. لأنهم وضعوا المعنى الأول الواضح أو الأقرب لكاتب النص فى إعتبارهم. إن الإستغراق فى تفسيرات رمزية خاطئة أنكار للتعليم السائد فى الكنيسة.
– مثلاً بينما يعلمنا الكتاب أن الله هو الديان نسمع البعض يعلم أن الدينونة هى شعور شخصى و أمر رمزى كذلك الهلاك الأبدى حالة والنار الأبدية رمزاً. لا ليس هذا كله رمزاً و العقوبة الأبدية حقيقة بتفاصيلها الكتابية كذلك النعيم الأبدى بكل أمجاده فمن يعتبر العقوبة وهماً كيف يصدق أن النعيم الأبدى مجداً. و من يعلم بهذه الرمزيات كيف يؤمن أن الله هو الديان بالحقيقة؟
– الكتاب المقدس هو أصل التفسير و ينبغى أن تخضع كل مدارس التفسير للكتاب ذاته و ليس الكتاب هو الذى يخضع لمدارسهم. التلمذة للكتاب المقدس بالخضوع له و قبول مقاصد الله فيه دون تدخل من نوايا منحرفة في التعليم. لأن كلمة القداسة تتطلب قلب مقدس و فكر متضع و روحاً خاضعة لروح الله القدوس