الخلاف بين آل الأسد وآل مخلوف بدأ ماليا وانتهى إلى شكل سياسي
يجري ( الآن )ترتيبه عسكريا .
من يعتقد أنه خلاف على اقتسام مالي بين مجموع المسيطرين على اقتصاد البلاد يخطئ التقدير .
آل مخلوف يملكون داخل جيش النظام كتلة عسكرية موالية لهم جذورها في الحزب القومي السوري وصارت بارادتهم داخل بعث النظام وجيشه وهم معروفون باصولهم هذه داخل الجيش والبعث !
آل مخلوف كانوا وراء اعادة دور الحزب القومي السوري سياسيا بعد عزل استمر لنصف قرن بعد مقتل العقيد المالكي وصاروا في الجبهة وصار اهم نواب ووزراء !
حاليا وفي غياب اي تكتل سياسي داخل الجيش غير ما يسمى الجيش العقائدي فإن التنظيم السري للحزب القومي السوري الذي يعمل تحت يافطة بعث النظام ورعاية آل مخلوف هو اقوى تكتل متماسك وله في الساحةالعلوية انصار لا يستهان بهم .
هذه الكتلة اذا خرجت عن الولاء الاسد سًتشكل خطرا حقيقيا على آل الاسد وتسلطهم على البلد وعلى نظام أسدي يتستر بالبعث العربي.!
حجم المال المنهوب من اقتصاد البلد في يد آل مخلوف صار يشكل خطرا ويمكن استخدامه ضد آل الاسد لتمويل انقلاب عسكري ضدهم وتحميلهم مسؤولية الجرائم واتخاذ الحزب القومي السوري ستارا بديلا عن البعث يروج لدولة علمانية تفصل الدين عن الدولة وعن العروبة كهوية والامة السورية بديلا عن الامة العربية !
سيطرة النظام على المؤسسات المالية لرامي مخلوف هي خطوة باتجاه احباط الانقلاب السوري القومي القادم ستليها تغييرات في جيش النظام نقلا وتسريحا واحالة على التقاعد لكل الموالين للحزب القومي السوري والمرتبطين بآل مخلوف سياسيا او طائفيا .!
هذا السباق في السيطرة المنفردة على الجيش سيعيد تشكيل الشبكة
التي كانت تقوده من ايام حافظ الاسد الى اليوم والتي عمليا تطيع الأسد ما أطاعها هو !!!؟
في ظل الاصرار الدولي على ترحيل الاسد كمجرم حرب ورفض اكثر دوله
والدول العربية ان يكون جزءا من الحل السياسي فان آل مخلوف قد يفاجئون المجتمع الدولي بتغيير لا يأخذ شكلا طائفيا بل عقائديا قوميا سوريا تقدميا يفصل الدين عن الدولة ويبقى تحت رعايتهم ودعم كتلتهم في الجيش .!
وكما تستر الاسد بالبعث واعاد صنعه على كيفه سيفعل آل مخلوف وما في حدا احسن من حدا !
الأسد بمواجهة الضغط الدولي طرح ان يتخلى عن رئاسة الجمهورية لزوجته اسماء الاخرس في انتخابات صورية لا تبدل شكل السيطرة الحقيقية لآل الاسد.
قام الاسد بتمكين اقرباء لزوجته للحلول في المراكز والشركات التي ابعد عنها رامي مخلوف وآل بيته وانصاره ثم ذهب الى اول تجربة ظهور لها عبر مهرجان اعد لاستقبالها سياسيا وجماهيريا (منفردة) في حمص وهو الامر الذي لقي رفضا علويا الى درجة ان اجهزة الامن اكتشفت محاولة تخريب حضورها واغتيالها فاعيدت الى دمشق من ابواب حمص ولم ترع الاحتفال .!
هناك الآن علويون معتدلون واصحاب رأي وعلم وثقافة يبحثون عن حل سياسي ويبدون احتجاجا مستمرا على حرامية آل الاسد ودورهم في توريط الطائفة لحماية كرسي الحكم بدمائهم وتهديد مستقبلهم ووحدتهم
الوطنية ويدعون الى فك الارتباط الذي تم تحت إكراه الحرب بين طرفين حولا الصراع السياسي الى حرب اهلية حققت للطرفين منافع وثروات على حساب الوطن الجريح من هنا وهناك .
تقوم فلسفة هذا الجزء المتنور على تحميل آل الاسد مسؤولية الجرائم
ومد الجسور نحو معارضة معتدلة تعتمد المواطنة وتحترمها وتبدد المخاوف من اي عمليات ثأر او عقاب تتجاوز الحلقة الضيقة من آل الاسد ومجموعتهم.!
خطاب الاسد في وزارة الاوقاف الذي حاضر فيه عن العروبة كهوية لسوريا وعن ارتباطها بالاسلام كانت ردا على على مجموعة آل مخلوف في الجيش التي تصاعد التاييد لها تحت شعارات الهوية السورية بديلا عن العربية والامة السورية بديلا عن الامة العربية وابعاد الاسلام عبر فصل الدين عن الدولة.
هذه المحاضرة هي رسالة لآل مخلوف وكتلتهم في الجيش اكثر مما هي موجهة لكسب الاسلام السياسي والعربي كما روجت بعض اجهزة الاعلام .!
هذه الرسالة كانت ضرورية لتحصين انصار كتلة الاسد في الجيش ضد فكر قومي سوري يستخدمه آل مخلوف ضده مع انه خلال السنوات الماضية كان هذا الفكر هو المسيطر في العداء للعروبة والاسلام بدعم وموافقة الاسد !
المشهد في المستقبل شديد الغموض ولا يوحي بإمكانية الحل السياسي والاستقرار.
يبقى ان دور دول التدخل اساسي في صناعة أي حل ولو اخذ شكلا تنفيذيا للقرار الدولي ٢٢٥٤
في هذا السباق بين الروس والاميركان والايرانيون والاتراك تنتظر سورية
الغائبة عن المشهد آفاق السلام