الليل 1992‎

Usame Habib

يعد فيلم الليل من أهم أفلام السينما السورية على قلتها، الفيلم إنتاج 1992 وتأليف المبدع أسامة محمد وإخراج المبدع محمد ملص. يبدأ الفيلم من لحظة انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة القنيطرة بعد تدميرها عام 1973 ويقدم لنا مشهد بعيد كل البعد عن طعم النصر الذي يسوقه نظام الأسد لهذه الحرب بل يظهر لنا حقيقة ما حدث فعلا وهي هزيمة نفسية ومعنوية بعد الهزيمة العسكرية. الفيلم يتحدث عن صباح الجزائري الأرملة المتالمة التي تحاول أن تقص على ابنها تاريخ حياة والده المشرف وجهاده نصرة لدينه ووطنه منذ أن قدم من حماة ومر من المدينة في طريقه إلى فلسطين ليقاتل بثورة عام 1936 ثم عودته واستقراره في القنيطرة وزواجه بالصدفة من والدته وعلاقة الحب المميزة التي نشأت بينهما، مرورا بالاستقلال الذي كان من صناعه بعد أن سجن في سجون الاحتلال الفرنسي، وصولا إلى حرب فلسطين 1948 والتي لم تمنعه عائلته من الانضمام إلى جيش الإنقاذ فيها، ثم بداية فترة الانقلابات العسكرية والتي كان ضحيتها الأولى الوطنيين من أمثاله وأخيرا حرب حزيران 1967 والتي لقي مصرعه فيها بعد رفضه احتلال إسرائيل لمدينته بعد الخيانة التي تمت من حافظ الأسد وزير الدفاع انذاك. وبعد كل هزيمة كان يلقاها يزيد اصراره على الكفاح وحبه لوطنه وعائلته وهذه من الوطني المخلص. الفيلم يعطي لمحة تاريخية عن مدينة القنيطرة وسكانها متعددي الاعراق والاديان من

شركس وعرب سنة ومسيحيين واختلاف انتماءاتهم السياسية والوطنية حسب تغير ظروف المرحلة. أما الإخراج كان أكثر من رائع ولا يوجد أحد مثل محمد ملص قادر على نقل التفاصيل المميزة إلى الشاشة، في التمثيل يقوم بدور البطولة صباح الجزائري وفارس الحلو بإتقان وإذا كنت أرى أن البطل عدل الله يحتاج إلى ممثل أكثر وسامة مثل جمال سليمان أو ماهر صليبي المتواجد في الفيلم. وينتهي الفيلم بنقل معركة فلسطين إلى الداخل ويصبح أبناء الوطن هم الأعداء الحقيقيين الذين ينبغي مقاومتهم وقتالهم. الفيلم رمزي ومعبر وبشخصيات حقيقية وليس خيالية كالتي نشاهدها عند يوسف شاهين مثلا وينصح بحضوره.

About أسامة حبيب

أسامة حبيب تاريخ الميلاد :27/7/1982 إجازة في بناء السفن من جامعة اللاذقية لاجئ في تركيا من عام 2013 ناشط ليبرالي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.