اللهجة السودانية التي تتحدث بها اهل السودان في معظم مناطقها تختلف اختلافاً كبيراً من اللهجات العربية الاخرى ولا يمكن ان نقول انها لهجة عربية مثلما يقال “اللهجة الشامية ” او ” اللهجة الخليجية ” او غيره ذلك ان اللغة العربية ليست شيئاً متجانساً داخل السودان نفسه فهي تُبدي تباينات كبيرة في اللهجات من مجموعة الى اخرى من قاطنية مثل ” عربي دارفور ” و “عربي جوبا ” و “عربي امدرمان ” و ” عربي الدلنج ” , بل هنالك تباينات كبيرة في اقليم واحد مثل دارفور , كما و أن ينطقها او بالأصح , يتعامل معها , وفق قواعد لغته الام ان لم تكن هي العربية .
أما من كانت العربية هي لسانه الأُم , فإنها مليئة بالمفردات غير العربية المأخوذة من اللغات المحلية الموجودة في البيئة التي يعيش فيها خاصة في منطقتي كردفان و دارفور في غرب السودان .
امثلة للتوضيح
النوبيون عند نطقهم العربية لا يهتمون او لا يعرفون بقواعد اللغة العربية في التذكير و التأنيث مرد ذلك ان اللغة النوبية ليس فيها قواعد التذكير و التأنيث . كما ان النوبيون و الفور ايضا في ( دارفور ) لا يوجد في لغاتهم حرف (الحاء ) الذي هو احد حروف الابجدية العربية . لذلك عند نطقهم العربية يستعيضون بدلاً عنه بحرف ( الهاء) و هو ذات ما يفعله النُوبا في تعاملهم مع حرف ( العين) حيث يستخدمون بدلاً عنه ( الهمزة المفتوحة او المكسورة ) , و لذات السبب .
و اما البجا , ( شرق السودان) فتحدثون العربية وفق قواعد لغتهم التبداوية و التِيغراي .
و يصعيب على ذوي الأصول العربية في غرب السودان فهم العربية التي يتحدثها ذوو الاصول العربية من اهل وسط السودان. و العكس صحيح , رغم ان جمعيهم يعد العربية هي لغته الام .
إضافة الى كل ذلك , فإن العربية التي يتحدثها أهل السودان تعتبر لغة فيّاضة و حافلة بالكلمات المُستقاة من اللغات المحلية . فمن الكلمات النوبية مثلا ( ريكة , حردقة , كدندارة , كليقة , تبش ) و من كلمات التبداوية ; ( دعاش , دانقة , سُكسُك , مرفعين ) بل يتجاوز الأمر اللغات المحلية الى اخرى خارج حدود من بلاد الفارس و الأتراك مثل : ( أجزخانة , اورطة , خواجة , زملبك , كركون , كمندان , بنج , جزلان , دوبيت )