
لمحات عن توظيف العهد القديم في القرآن
اعطانا الله كتابه المقدس وخليقته والطبيعة لأظهار نفسه واثبات وجوده الى الانسان ليعرفه
السماء والارض بكل ما فيهما من مخلوقات تتكلم بوضوح عن وجود الله حيث قال الكتاب المقدس في مزمور 1:19 (اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ).
والطبيعة الجميلة تتكلم عن نفسها لتثبت وجوده وعظمته.
آخر ما توصل اليه العلم باقتناع تام هو مولد الكون كان بواسطة حادثة الانفجار العظيم ، (بك بانك) وبما انه حدث فلابد ان يكون وراءه من احدثه ، وبما انه انفجار عظيم فلابد ان يكون من اوجده اكثر عظمة منه بما لا يقاس . ومَن خلق المادة والمكان والزمان من العدم وحولها الى طاقة هائلة ملئت الكون حرارة وضوء واشعاعات كهرومغناطيسية لابد ان يكون خالقا عظيما جدا واسمه الرب.
الديانة الهندوسية تؤمن ان الكون مخلوق ويتجدد خلقه بعد كل 4.3 مليار سنة ، ثم ينهار ويخلق من جديد ثم ينهار ويخلق مرة اخرى . وهذا غير صحيح، لأن العلم اثبت ان عمر الكون الذي نستمتع بوجوده اكثر من هذا الرقم بكثير ويصل الى 14.7 مليار سنة .
الكتاب المقدس يتكلم في اولى كلماته عن خلق الكون بخطوات تدريجية ذات ابعاد علمية صحيحة . و يحوي بين سطوره الاسماء والتواريخ ويتقدم في الخلق خطوة خطوة ، سهل في كلماته واضح في معانيه يمكن فهمه بسهولة ويفسر نفسه بنفسه .
بدء الكتاب يحكي للبشر قصة الخليقة التي كتبها النبي موسى بوحي والهام الهي ، وليس من اجتهاده الشخصي لأنه لا يعلم كيف بدء الخلق قبل ملايين السنين . حيث بدء الكتاب بكلمات جميلة تقول : ( في البدء خلق الله السموات والأرض . كلمات ستة تحكي قصة الخلق التي حدثت في ستة ايام .
جاءت كلمة السماوات بالجمع وليس بالمفرد كي توضح للقارئ ان السماوات تعني المجرات والنجوم والشموس والكواكب والسدم والغازات وكل محتويات الكون الاخرى ، ثم اختص الارض بالاسم لوحدها بصيغة مفردة بالرغم من وجود ملايين الكواكب الاخرى في الكون، لأنها مستقر الانسان وتنفرد لوحدها بوجود الحياة ، وهي الشاهد لعظمة خلق الله .
خلق السماوات والارض تعبير عن خلق المكان والزمان ، حيث قبل الخلق لم يكن شيئا في الوجود غير الظلام . وهو ليس بشئ مادي مخلوق بل الظلام تعبير عن غياب النور كما هو البرد تعبير عن غياب الحرارة .
يقول الفيزيائي العظيم البرت انشتاين، ان الزمان والمكان وجهان لعملة واحدة لايفترقان ابدا. وحيثما تكون المادة هناك مكان وزمان وطاقة . فلا مكان بلا زمان، ولا مادة بلا طاقة.
الكتاب المقدس يوضح لنا عملية الخلق للكون فقد كان الظلام في كل مكان وعندما قال الله : ليكن نور … انبثق نور عظيم من نور الله وملأ الفراغ وانار الظلمة بالانفجار العظيم ، خلق الله المادة من جسيمات متناهية في الصغر ولها كثافة هائلة لايمكن تخيلها وفيها طاقة كامنة تفوق الخيال البشري، انفجرت تلك المادة الصغيرة وتحولت الى طاقة هائلة من ضوء وحرارة واشعاعات كهرومغناطيسية انتشرت بجزء من تريليون جزء من الثانية وانتشرت في الفراغ مكونة السحب السديمية المليئة بالهيدروجين والغبار الكوني، يدور الغبار الكوني بسرعة هائلة حول نفسه مكونا بقوة التجاذب المجرات والنجوم والدخان والهيدروجين المشتعل الذي يعطي النور الى الكون منذ اكثر من 14 مليار سنة ولحد الان، وسيبقى الى ما شاء الله الى حين نفاذ مخزون النجوم والمجرات من وقود الطاقة وعلمها عند الله وحده.
في لحظة الخلق بدات عقارب الساعة الكونية تدور، وبدأت عقارب الزمان تدور الى المستقبل بإتجاه واحد، وتكونت اول ذرات المادة الاولية لتعلن ميلاد المكان اي مكونات الكون واجرامه ونجومه ومجراته .
يقول علماء فيزياء الفلك، توجد فترة زمنية قدرها بحدود 9 مليارات سنة بين بدء تشكل الكون في الانفجار العظيم، وبين خلق الارض، لأن عمر الارض لا يتجاوز 5 مليار سنة، بينما عمر الكون بين 14 – 16 مليار سنة .
يقول الكتاب المقدس ان الله خلق الكون في ستة ايام ولم يخبرنا كم كان طول ذلك اليوم . فيوم الخلق المذكور في سفر التكوين ليس 24 ساعة كما نعرفه اليوم، انما اليوم في ذلك الوقت قد يكون طوله ملايين او مليارات السنين وعلمه عند الله، فقد اخبرنا الكتاب المقدس في مزمور النبي داؤود 4:90 ان اليوم قد يكون الف سنة في الاية :
” لأن الف سنة في عينيك مثل يوم أمسِ بعدما عبر، وكهزيع من الليل ” .
وجاء في رسالة بطرس الرسول الثانية 8:3 من الانجيل : ” ولكن لا يخف عليكم هذا الشئ الواحد ايها الأحباء ان يوما واحدا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد ” .
والقرآن ايضا يذكر ” ان يوما واحدا عند الله يعادل الف سنة مما تعدون”، و في نص آخر، ” تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. ” سورة المعارج 4
فاليوم لم يحدد بعدد ساعات دوران الارض حول نفسها، بدليل ان الكتاب المقدس ذكر اسم (اليوم) منذ ان خلق الله النور فقط وحتى قبل خلق كوكب الارض، اي في اول يوم من ايام الخلق الستة التي لا يُعرف مقداره زمنيا .
نشر الفيزيائي الكبير البرت انشتاين نظريته العظيمة في النسبية العامة عام 1915، وقال ان الكون يتوسع وليس ساكنا، يشبّه الكون ببالون مطاطي عليه نقاط تشبّه بالمجرات وكلما توسع البالون تباعدت المجرات عن بعضها البعض، كما اثبت الفلكي ادوين هابل بواسطة مراقبة المجرات بتلسكوبه ان المجرات تتباعد عن بعضها البعض، وان الكون يتوسع باستمرار نحو الخارج بعد قياس الطيف الضوئي الصادر عن تلك المجرات .
قبل الاف السنين اخبرنا الكتاب المقدس ان الكون يتوسع ويتمدد، وهذا بشكل قاطع ليس كلاما بشريا، بل هو كلام خالق الكون نفسه اوحى الى انبياءه ليدونوه في رسالاتهم .
يقول سفر ارميا 17:32 (ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السموات والارض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شيء ) ، كما ذكر النبي اشعيا ان الارض كرة وليست مسطحة :
” الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ.” سفر إشعياء 40 22:
الاية الثانية في سفر التكوين تقول لنا : ” كان روح الله يرف على وجه المياه، وكان على وجه الغمر ظلام، الماء يغطي كل سطح الارض، وكانت الارض خربة وخالية من اي حياة “
في اليوم الاول للخليقة
قال الله : ” ليكن نور … فكان نور ” واشرق نور الله واضاء الظلمة .
ذلك النور كان هو بداية الخلق المادي، او الزمكاني ( المكان والزمان ) وهو ما عبر عنه العلماء بالانفجار العظيم . وخلق الكون اي السموات كما قال الكتاب ، وفصل الله بين النور والظلمة .
يقول الكتاب ، ” وكان الظلام على وجه الغمر (المياه)” .
والعلم يقول كانت الارض في بداية تشكلها محاطة بالغيوم الكثيفة والداكنة السواد، تغلف الارض من كل جوانبها وهي تعادل ثلاثة اضعاف سماكة الغيوم التي تغلف كوكب الزهرة اليوم، التي هي محاطة بطبقة من الغيوم تعادل 40 مرة بقدر غيوم الارض اليوم . اي كثافة الغيوم التي كانت تغلف جو الارض تعادل 120 مرة بقدر كثافة الغيوم اليوم .
تلك الغيوم الداكنة السواد لم تكن تسمح للضوء القادم من الكون باختراقها والوصول الى سطح الارض، ولهذا قال الكتاب المقدس: ” وكان الظلام على وجه الغمر (المياه)”
سفر النبي ايوب يؤكد تلك الحالة ويقول : ” وجعلتُ الغمامَ لباسا له والغيوم الكثيفة السود قماطا “
في اليوم الثاني للخلق:
فصل الله بين مياه السماء ومياه الأرض حيث قال ” ليكن في وسط المياه جَلَدٌ يفصل بين مياه ومياه ” . وكان لجاذبية الارض تأثيرٌ كبيرٌ للاحتفاظ بمياه الارض على سطحها في البحار والمحيطات، وكذلك الاحتفاظ بغلافها الغازي، وكل ذلك كان ضروري من اجل تهياة الله الارض لخلق الحياة عليها من حرارة وضياء وماء، وهواء للتنفس ونباتات وحيوانات كغذاء.
صدق الكتاب المقدس عندما اخبرنا ان الارض هي عالم مائي، حين ذكر : كان الماء يغطي الأرض وان اليابسة ظهرت فيما بعد . عندما حدثت البراكين في بداية تشكيل الارض وتصلب قشرتها، دفعت بصهارة قلب الارض المشتعلة الى خارجها، فبردت وتصلبتْ وشكلتْ اليابسة حين فصلها الله عن المياه، والتي حدثنا عنها الكتاب اللمقدس حيث جاء فيه : ” لتجتمع المياه التي تحت السماء الى مكان واحد، وليظهر اليبس، فكان كذلك، وسَمّى الله اليبس ارضا ومجتمع البحار مياها، ورأى الله ان ذلك حسن ” .
اليوم الثالث للخلق :
لقد مرت الأرض بفترات عنيفة في تكوينها الجيولوجي ، وصلت في نشاتها الى اليوم الثالث وقد كان عمر الارض في ذلك الزمان هو ملياري سنة ، عندما تكونت قارات الارض وظهرت اليابسة التي شكلت حوالي 25% من مساحة سطح الارض . ان عمر الارض الان بحدود 4.5 مليار سنة ، ففي مرحلة ايام الخلق الستة التي ذكرت في الكتاب المقدس ظهرت الارض اليابسة اي القارات في اليوم الثالث . كل ذلك كان تحضيرا للارض لخلق النباتات فوق اليابسة . حيث في الوقت المناسب قال الله : ” لتنبت الارض نباتا عشبا يبزر بزرا وشجرا مثمرا يحمل ثمرا ” .
يدعي علماء التطور من الملحدين ناكري وجود الرب الخالق ، ان الحياة ظهرت اولا في مياه البحار والمحيطات او البرك الساخنة ، حيث لعبت عوامل الصدفة في عناصر الطبيعة الكيميائية لتكون خلية حية من جماد ، وهم لا يعرفون كيف حدث ذلك ولا يملكون تفسيرا له بل يقولون انه الصدفة والعشوائية هي من خلقت الحياة !! كل ذلك من اجل ان لا يعترفوا بوجود الله القدوس.
اليوم الرابع للخلق :
في هذا اليوم قال الله : ” ليكن في جلد السماء نيرات تفصل بين بين النهار والليل، وتشير الى الاعياد والأيام والسنين، ولتكن نيرات في جلد السماء لتضيئ على الأرض فكان كذلك، فصنع الله الكواكب والنيريين العظيمين، الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل ” .
لتوضيح ذلك نقول : في الايام الثلاثة الاولى للخلق كانت الأرض مغلفة بطبقة كثيفة ومظلمة من الغيوم التي تحجب الارض عن السماء . ولكن تلك الغيوم الكثيفة والمظلمة تكثفت وتحولت الى مياه امطار ملأت منخفظات الارض و وديانها فاصبحت بحاراً و محيطات . وهنا ظهرت الحاجة الى وجود ضوء قوي وحرارة مناسبة لأدامة الحياة على الأرض . فخلق الله الشمس والقمر والنجوم لتعطي ضوئها الى الأرض ليكون نهارا دافئا بفعل الشمس وليلا جميلا بفعل ضياء القمر والنجوم . اذا كان خلق الشمس والقمر قبل اليوم الرابع فلن يصل ضيائها الى الارض بسبب كثافة الغيوم الداكنة المحيطة بالارض ولكن بعد تغيير الجو من غيوم كثيفة الى جو شفاف في اليوم الرابع كانت هناك الحاجة الى وجود الشمس والقمر لادامة حياة النباتات وصنع غذائها التي خلقت فيما بعد .
كما ان وجود الشمس والقمر سيكون ضروريا لتحديد الفصول والازمنة والليل والنهار والمواقيت والاشهر والسنين من خلال ضوء الشمس والقمر. ولهذا هيأ الله ضوء الشمس ليمد نباتات الأرض التي سيخلقها في اليوم الخامس بالطاقة الحرارية والضوء لتصنع غذائها واستمرار الحياة على الأرض . كما ان خلق الشمس في اليوم الرابع قبل خلق النباتات والحيوانات بانواعها في اليوم الخامس كان ترتيبا حكيما يؤيده العلم والمنطق .
فما فعله الله في ترتيب الخلق للمخلوقات حسب الضرورة كان بحكمة، فما يطرحه مليارات الحيوانات والبشر فيما بعد من غاز ثاني اوكسيد الكربون في عملية التنفس تمتصه النباتات لصنع غذاءها كي لا يتراكم في الجو ويصبح مضراً . وتضخ النباتات والطحالب بدورها ما يحتاجه البشر والحيوانات من غاز الاوكسجين الضروري للتنفس .
اليوم الخامس للخلق :
بعد ارتفاع نسبة الاوكسجين في الهواء، خلق الله الحيوانات التي تحتاج لهذا الاوكسجين للتنفس واستمرار الحياة، وملأ البحار والمحيطات بالاسماك والاحياء البحرية .
علماء التطور الملحدين يقولون ان الحياة بدات على الارض على شكل خلية وحيدة التكوين ، تطورت الى مجموعة خلايا ثم اسماك وزواحف وحيوانات بحرية ثم برمائية وبرية وطيور . لكن اذا دققنا القراءة في سفر التكوين سنجد ان الحياة ليست مادية فقط ، بل روحية وغرائزية واحاسيس ومشاعر ايضا . فهل تتطور مشاعر الأمومة والخوف والحزن بفعل البيئة ك مادة حسب نظرية داروين؟ وهل البيئة المادية تفهم لتنتج الحليب من الثديات لإطعام صغارها المولودين حديثا ؟
خلق الله الطيور والاسماك والثدييات بأنواعها، لم يخلق الله لهذه الحيوانات اجسادا فقط، بل وضع فيها الاحاسيس والغرائز ومشاعر الأمومة والدفاع عن الصغار وحب العيش في جماعات وغريزة الدفاع عن النفس والتكاثر والوجود وحب الحياة . فهل يستطيع انصار التطورالطبيعي واتباع داروين ان يقدموا لنا تفسيرا كيف اوجدت الطبيعة والعشوائية التي صنعت الحياة بالصدفة ان تخلق المشاعر والغرائز والاحاسيس والدفاع عن النفس ايضا ؟
حتى النباتات لها قابلية التحسس والشعور بوجود اجسام غريبة عليها وتتعامل معها على ضوء ذلك ، فنبات صائد الحشرات يشعر بوجود الحشرات على اوراقه فيغلقها فورا ويقتلها ويفرز عليها بعض الانزيمات التي تحلل جسدها ليمتصها ويتغذى عليها . فمن علمها هذا التصرف ؟
نبات عباد الشمس يتحسس لضوء الشمس وتدور زهراته باتجاه ضوء الشمس، وكل الاشجار ترتفع اغصانها وجذوعها عموديا الى اعلى وتفرش اوراقها افقيا وتتنافس مع غيرها من الاشجار المحيطة بها كي تستلم اكبر قدر من ضوء الشمس لتصنع غذائها . فهل الصدفة هي من اوجدت هذه الغريزة لدى النباتات ايضا ؟ ام انها روعة وحكمة من خلقها وصنعها؟
اليوم السادس للخلق :
في هذا اليوم كما جاء بالكتاب المقدس : قال الله : “لتفض المياه خلائق حية ولتطر طيور فوق الارض على وجه السماء ” (فخلق الله الحيتان الضخمة وكل ما دب من اصناف الخلائق الحية التي فاضت بها المياه)، هذه مخلوقات متنوعة تعيش في مياه الانهار والبحار والمحيطات وهي بمليارات الانواع والاصناف . ذكر الكتاب اكبرها حجما وهي الحيتان .
وخلق الله كل طائر مجنح من كل صنف، ورأى الله ان هذا حسن وباركها . الكتاب ذكر لنا اسمين لنوعين من الحيوانات الاسماك والطيور، اي ما يعيش في المياه وما يطير بجناحين في الهواء . وكل صنف منه فيه مليارت الانواع من الحيوانات السابحة والطائرة .
ثم بدء بخلق الحيوانات البرية
حيث قال الله : لتخرج الارض خلائق حية من كل صنف، بهائم ودواب ووحوش ارض من كل صنف والبهائم من كل صنف والدواب من كل صنف ، وراى الله ان هذا حسن ” سفر التكوين / الكتاب المقدس
التحليل العلمي لمكونات جسم الانسان والحيوانات يثبت ان الاجساد الحية تحتوي نفس المركبات والعناصر الكيميائية الموجود في تربة الارض . كربون – حديد- فوسفور – نحاس – صوديوم – بوتاسيوم – .. الخ ، وهذا اثبات لكلام الله انه قال لتخرج الارض خلائق حية، اي ان المخلوقات الحية خرجت من مكونات تراب الارض وعناصرها الكيميائية فتكونت اجسادها مما تحتويه التربة من عناصر كيميائية تماما . العلم يثبت صدق كلام الله في الكتاب المقدس .
الى هنا اكمل الله خليقته الغير عاقلة من سماء وارض وشمس وقمر ونجوم ونباتات باصنافها، وانواع الحيوانات المائية والبرية والطائرة بكل اصنافها . فماذا تبقى ؟
لمن خلق الله كل هذه المخلوقات الجميلة والرائعة، من يستمتع بها ويستفيد منها ؟
انها جميعا لخدمة ومنفعة الانسان سيد الخليقة .
كل تلك الخلائق كانت تمهيدا لخلق الانسان، لأنه لا حياة للانسان من غير ارض ونباتات وحيوانات واسماك وطيور يتغذى عليها وينتفع من لحومها والبانها وجلودها وريشها.
وقال الله في كتابه المقدس / سفر التكوين : ” لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكل ما يدب على الارض ” ، ” فخلق الله الانسانَ على صورته، على صورة الله خلق البشر ذكرا وانثى خلقهم وباركهم الله “.
” وجبل الله آدمَ ترابا من الأرض ونفخ في انفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا حية ” .
الفرق بين خلق الانسان والحيوان، هو الروح، نفخ الله في انف الانسان (آدم) نسمة حياة، ولم يقل ذلك عن الحيوانات بل قال لها نفس، حيث قال الكتاب ( نفس الحيوان في دمه ) ولم يقل روحه .
يقول الكتاب: ” الله منحنا كبشر شيئا جديدا منه، هو الروح لتكون لنا صلة بالله الخالق ولنتميز عن الحيوانات كلها في علاقتنا بالله ” .
الكثير من العلماء لا يؤمنون بالله، لأنهم يقولون لا نرى في تجاربنا العلمية اي شئ جديد يدل على وجود الله، ان كل مخلوقات الله وروعة خلقها ودقة اعضائها امام عيونهم لا يرونها ليعرفوا الله الذي صنعها بهذه الدقة والروعة والابداع، و هم يبحثون عن شئ جديد !
علماء الفلك والفيزياء معظمهم مؤمنون بالله بعكس علماء الاحياء، لأن علماء الفلك ينظرون الى الماضي البعيد الذي خلقه الله قبل مليارات السنين، عبر التلسكوبات التي تنقل لهم الضوء القادم من المجرات والنجوم وتريهم عظمة الله في خليقته في السموات، لأن النور القادم من تلك المجرات والنجوم قطع مليارات السنين الضوئية حتى وصلنا الان الى الارض لنرى ما خلقه الله قبل تلك الحقبة الطويلة من السنوات عندما قال :
ليكن نور فكان نور السماء لامعا عبر الانفجار العظيم وبدء خلق السماوات بمجراتها ونجومها وكواكبها ومنها خلق الارض التي نعيش عليها .
علماء الفلك يرون باعينهم ما خلقه الله منذ البدء، لكن علماء التطور يبحثون عن خليقة جديدة . الله توقف عن الخلق في اليوم السابع لأنه اكمل كل شئ .
ولهذا لا يجد علماء التطور خليقة جديدة تتطور الان . القرود لازالت موجودة في هذا الزمن ومنذ ملايين السنين ولم تتطور الى مرتبة اعلى ! لماذا لم تنطبق عليها نظرية التطور لداروين واتباعه ولم تتحول الى إنسان عاقل ومتكلم ؟
اهم ما يدل على وجود الله هو خليقته المنتشرة في كل الكون ، ” السماء تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه ” والاحياء بتعقيد وروعة خلقهم يعلنون ان الله هو من خلقهم وليست الصدفة او نظرية داروين . يكفي ان نجد الحياة منتشرة على سطح كوكب الارض حيثما نظرنا، فوق الارض وفي السماء وتحت المياه، داخل التربة مليارات الاحياء الميكروسكوبية وبكتريا، في الهواء كذلك، داخل الغابات وفوق الجبال وفي رمال الصحاري، في المناطق الحارة والباردة توجد حياة، حتى في داخل الجليد تعيش مخلوقات الله .
ان عظمة الكتاب الموحى به تكمن في صحة ما جاء به ومطابقته مع العلم، وخاصة في قصة الخلق حيث التسلسل الصحيح في الخلق، السماوات اولا ثم الارض وبعدها الشمس الضرورية لتهيئة الحرارة المناسبة للارض، ثم خلق النباتات لتهيئة الغذاء والاوكسجين للمخلووقات القادمة، وبعدها خلق الحيوانات باصنافها لتكون غذاء وتوفر خدمة ومستلزمات للانسان من لحوم وجلود ولباس، واخيرا في اليوم السادس والاخير للخلق خلق انسان ليكون سيد المخلوقات على الارض .
هذا التسلسل صحيح علميا لبدء الحياة على الارض .
هذا الذي خلقه الله، فما الذي خلقه التطوريون ؟
صباح ابراهيم