#القرامطة و #الحَجرُ_الأسْوَد!

#القرامطة و #الحَجرُ_الأسْوَد!

#القرامطة و #الحَجرُ_الأسْوَد!
(بقلم د. يوسف البندر)

في عام 317 للهجرة، هجم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي المعروف بالقرمطي، هو واتباعه على مكة في وقت الحج. فانتهبَ أموال الحُجّاج، واستباح قتالهم، فقُتل الناسُ في رحاب مكة حتى في المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة!
وجلس أبو طاهر على باب الكعبة، والرجال تُصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس، والرقاب تُقطع، والرؤوس تتطاير، في المسجد الحرام وفي الشهر الحرام، وفي يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام عند المسلمين، جلس أبو طاهر القرمطي وهو ينشدُ بيت الشعر:
أنا باللهِ وباللهِ أنا . . . يخلقُ الخلقَ وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منه ويتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً، بل يُقتلون وهم كذلك. ثم أمر القرمطي أن يُدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن الباقين في المسجد الحرام، حيث قُتلوا بغير كفن ولا غُسل، وهدمَّ قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونَزَعَ كسوتها عنها، وشَققَها بين اصحابه، ونهب دُور أهل مكة!


ثم أمر أن يُقلع الحجر الأسود! فجاءه رجل فضرب الحجر وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه معهم إلى بلادهم ومعه أموال الحجيج، فمكث الحجر عندهم اثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه سنة 339 هـ .
أظن إنّ الله لم يكن يعلم ما سيحدث، حينما قال “وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ” ولم يكن يعرف ما سيفعله القرامطة بهذا البلد الأمين، من قتلٍ وذبحٍ وسلبٍ ونهبٍ! هذه قصة الحجر المُقدس (الحجر الأسود). وهذا شأن الحُجّاج الذين دُفنوا في بئر زمزم! وهذا ما حصل لبيت الله “الكعبة” وبابها وكسوتها. فأين الطير الأبابيل، وأين الحجارة من سجيل، وأين تلك الأساطير!
دمتم بألف خير!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
كتاب البداية والنهاية/ ابن كثير/ الجزء الثاني عشر/ الطبعة الثانية 2010/ دار ابن كثير/ دمشق – سوريا.
كتاب الكامل في التاريخ/ ابن الأثير/ الجزء السادس/ دار الكتاب العربي 2012/ بيروت – لبنان.

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.