قبل الفعل علينا وضع خطه , وقبل إنفاق المال يجب وضع ميزانيه , وقبل بداية التمرين يجب وضع هدف , وعلينا بالأمل قبل قدوم المستقبل
لتمشية أمورنا علينا أن نمتلك بعض الوسائل , الوسائل قد تكون جيده أو سيئه . هناك بعض الناس الذين لا يتعاملون بأمانه ولا يهتمون بوسائلهم , ومن أجل إستغلال الآخرين فهم يخادعون ويكذبون دون تردد وقتما وأينما تمكنوا من ذلك , بالتأكيد وسائلهم ساقطة أخلاقياً . وهناك بعض المصالح التي تتطلب المنافسه , لكن بعض المتنافسين لا يأبهون بإستعمال طرق رخيصه في التعامل مع منافسيهم مما يسبب لهؤلاء أكبر الضرر والتدمير دون وجهة حق
هناك دول تستعمل مختلف أنواع الستراتيجيات كالتهديد والإضطهاد وإستعمال القوة العسكريه أو التهديد بها من أجل مختلف أنواع السيطره المدنيه أو العسكريه أو الإحتلال أو فرض الهيمنه والقبول من قبل الدول الضعيفه التي لا تتقبل ما يفرض عليها
أشهر عباره في كتاب الأمير لميكافيللي قوله : الغايه تبرر الوسيله . رد عليها تروتسكي فيما بعد في إحدى مقالاته : الغايه لا تبرر الوسيله , طالما أن الغاية نفسها بحاجة الى ما يبررها
عبارة تروتسكي أصح من عبارة ميكافيللي . فقد تكون الغايه تحقيق نزوة حمقاء أو حلم شخصي لا فائدة منه لغير صاحبه .. فهل يجوز إستعمال القوة المفرطه أو الغاشمه لتحقيق تلك الغايه ؟ بالطبع لا .. يجب أن يكون للغاية ما يبررها لكي تبرر هي الوسيله المتبعه من أجل تحقيقها
ليس في دول العالم الثالث , ولكن في دولنا المتقدمه , حالما تقع كارثة ما , كالزلزال مثلاً , حالما يستتب وضع الزلزال خلال ساعة من الوقت . يتم منع التجول وتفرض الأحكام العرفيه بإطلاق النار على كل مخالف وتبدأ فرق الدفاع المدني بالإنتشار لتطويق المنطقه وإغاثة المنكوبين وفتح الطرق . سبب الأحكام العرفيه التي تستمر أياماً أن بعض الناس تستغل الحدث لتحقيق غاياتها بوسائل خارجة عن القانون كالسرقة والقتل والإعتداء والحرق , ولهذا يستوجب أن يلازم الجميع أماكنهم الى أن تصلهم النجدة المطلوبه
عند إنهيار بنايتي برج التجاره العالمي في حدث مهول راح ضحيته آلاف من المواطنين , هناك من سوّلت له نفسه إستعمال وسائله الرخيصه لسرقة متاجر المجوهرات وساعات روليكس الثمينه لتحقيق غايته في جمع بعض المال غير آبه بالموت والدمار الذي حوله ومعرضاً حتى حياته الشخصيه للفناء
في الحياة الخاصه يحتاج الفرد الى ضمير حي للموازنه بين غاياته ووسائله , مثلما يحتاج الى بصيرة ثاقبه للتفكر بالوضع بعد تحقيق الغايه بأسلوب وضيع , فذلك أدعى لصحوة الضمير وحماية لصاحبه من الوقوع في خطر جسيم
د. ميسون البياتي