العنف المشروع والمكروه واسبابهما….؟؟!!

شهد العالم في الاونة الاخيرة عمليات جرمية اهتز لها الضمير العالمي من حيث اماكن وقوعها ، وعدد ضحاياها من الابرياء والمصابين وما خلفته من احزان ودمار وخراب على الصعيد النفسي والمعنوي والمادي ، وجعل العالم يقف وقفة واحدة في رفض وشجب تلك الاحداث الدموية واسبابها ودوافعها ، ومد يد العون والمساعدة الى اسر الضحايا والمصابين ، الا ان فوارق جمة بين جريمة نيوزيلندا ودوافعها ، وجريمة سيريلانكا واهدافها ظاهرة للعيان وان اختلف مكاني وقوعهما ……،

فبينما مرتكب جريمة نيوزيلندا في مدينة كرايستشيرش ( بربنتون تارنت ) اليميني المتطرف ينتهج مبدء معاداته وكرهه للمهاجرين من اية خلفية اثنية ، دون ان يكون له اية دوافع دينية لكونه غير متدين ، وانما الكره والحقد للمهاجرين الذين يتدفقوا بمئات الالاف الى استراليا ونيوزيلندا جعل منه متطرفاً بشكل فردي دون ان يكون له اية مرجعية او قاعدة دينية او حزبية حرضته على فعلته النكراء ، على مسجد النور ومسجد اخر بيوم الجمعة وبداخلهما جموع المصلين يتعبدون لخالقهم …..،

واما ما حدث في سيريلانكا لم يشهد العالم مثيلاً له من حيث هول الاعتداء على الكنائس ، وعدد الضحايا والمصابين في يوم العيد من تخطيطٍ مسبقٍ لمجموعة رديكالية مجرمة متعصبة ، من 8 مجرمين منتمين اسلامياً الى تنظيم ابو بكر البغدادي ، بيد ان قبل قيامهم بجريمتهم الشنيعة اقسموا على الولاء والطاعة الى ابو بكر البغدادي الحسيني القرشي خليفة المسلمين على الولاء والطاعة ، وما يؤمروا بتنفيذه ضد الابرياء والعزل من المسيحيين في كنائسهم وفي يوم عيد تعبدهم …..، رب قائل ، هؤلاء لا يمثلوا الاسلام …..، ولكن من هم هؤلاء …؟؟، ومن اين استقوا الفكر الاجرامي التكفيري …؟؟ ، هل هم بوذيون ام هندوس او ملحدون …؟؟، نعم هم مسلمون ويمثلوا جوهر الاسلام الحقيقي بتبنيهم ايات في القران ويؤمنوا بنصوصها كما يؤمن بها اي مسلم وسطي مستنير لا يقر التعامل بها ، وكل يفهمها ويفسرها حسب ايمانه بين الخير والشر، حيث تلك الايات وبدون سردها قد تكون في حين نزولها لردع الكفار والمشركين ، الا ان عصابات الاجرام المتأسلمة بقيادة خليفتهم اعتمدوا تلك الايات لتكون صالحة لكل زمان ومكان للعدوان على الاخرين لارهابهم والنيل منهم لاقامة شرع الله ودولة الخلافة …، وهذا ما يفسر الهوة العميقة بين تباعد مفاهيم الاديان

السماوية ونصوصها وعدم الخروج بمفاهيم مشتركة بين ابناء ابراهيم وعقائدهم ، حيث اصبحت ضرباً من المستحيل ….، وما يعبر عن الهوة العميقة والسحيقة الاف التعلقات المتشفية والفرحة والمطالبة بالمزيد لما جرى في سيريلانكا على صفحات الميديا ودون خجل او وجل ، بدلاً من مشاهدة المظاهرات في الدول المعنية وشجب روؤساءها ومؤسساتها الكبرى الدينية المرجعية لما حصل ، وكما فعل روؤساء العالم الحر الديموقراطي المنفتح على باقي الامم وشعوبها ، استنكاراً لما حدث في نيوزيلاندا والوقوف مع الجالية المسلمة من شتى الخلفيات والاثنيات والمنابت ….، نعم هم مسلمون رديكاليون متخلفون يسرحوا ويمرحوا في بلاد العالم دون رادع ، لخرابها ودمارها ..، والعمل بالاجرام والبلطجة على اقامة دولة الخلافة على انقاضها تحت مظلة شرع الله ، ولكنها احلام يقظة بمخيلات البلهاء ……..؟؟

ميخائيل حداد

سدني استراليا

About ميخائيل حداد

1 ...: من اصول اردنية اعيش في استراليا من 33 عاماً . 2 ...: انهيت دراستي الثانوية في الكلية البطركية ب عمان . 3 ....: حصلت على بعثتين دراسيتين من الحكومة الاردنية ، ا... دراسة ادارة الفنادق في بيروت / لبنان ل 3 سنوات . ب...دراسة ادارة المستشفيات في الجامعة الامريكية بيروت / لبنان لمدة عام . 45 عاماً عمل في ادارة الفنادق والقطاع السياحي في الاردن والخارج مع مؤسسات عالمية . الاشراف على مشاريع الخدمات في المستشفيات الجامعية في القطاع العام والخاص في الاردن والخارج . ===================== ناشط سياسي للدفاع عن حقوق الانسان محب للسلام رافضاً للعنف والارهاب بشتى اشكاله ، كاتب مقالات سياسية واجتماعية مختلفة في عدة صحف استرالية منذ قدومي الى استراليا ، صحيفة النهار ، التلغراف ، المستقبل ، والهيلارد سابقاً ، مداخلات واحاديث على الاذاعات العربة 2 M E و صوت الغد ، نشاطات اجتماعية مختلفة ، عضو الاسرة الاسترالية الاردنية .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.