
Nabil Almulhem الكاتب السوري نبيل الملحم
Nabil Almulhem
منتصف خمسنيات القرن الفائت، اجتاحت هستيريا جماعية دروز السويداء السورية، أما سبب الهستيريا فكان “دعوة” للقيامة تبنتها مجموعة اسمها “6 آب” وكانت قد حدّدت موعد عودة الإمام ولي الزمان الغائب في هذا التاريخ وأصغت إلى وقع خيوله على وقع إيقاعات الدفوف.
وسط “أهازيج القيامة” ترحيباً بعودة الغائب والدنيا ظلام، كان معممون يطلقون عمائمهم في الهواء وهو تقليد متبّع من “أهزوجة النخوة”، ومن بينهم أبو عطالله بعمامته العتيقة المتسخة التي لاتتناسب مع قياس جمجمته، كان يطمح لاستبدال عمامته بعمامة جديدة من بين العمامات المتطايرة التي قد يلتقطها في هذا الظلام.
أبو عطالله المسكين كلما رمى عمامته في الفضاء، عادت إليه.
يومها عاد الرجل بلا عمامة حاسر الرأس والأمل وقد كفر بالإمام.
شيء ما، يستعيد حكاية حذاء أبو القاسم الطنبوري، وهي الحكاية السورية الممتدة حتى اللحظة.. حتى قيامتنا وقد عجزنا عن استبدال عمائمنا، كما عن تغيير مقاسات جماجمنا.
هي العمامة إياها، والجمجمة إياها، حتى ولو استبدلنا العمامة بـ “شابو”.