2-سلسلة مقالات لخدمة الملحدين
Oliver كتبها
– المقال السابق كان مقدمة سريعة تبين منها أن الملحد له عقيدته و إيمانه الخاص لا يختلف فى هذه المسألة عن المؤمن إلا فى نوع الإيمان .إنما من أهم أدوات الملحد التى يبرر بها إلحاده هو العلم.يعتقد كل ملحد أن العلم يؤكد له صحة إنكاره لوجود الله و أن العلم و الإلحاد وجهان لنفس العُملة؟.فهل فعلاً العلم يبرهن على صحة الإلحاد؟أم أن الإلحاد هو الذى ضد العلم و إن تطور العلم هو الذى سيسقط الإلحاد.
-من أهم صفات العلم أنه عام و محايد.كل حقيقة علمية مؤكدة تظل مؤكدة عند المؤمن كما عند الملحد.لا يتغير حاصل جمع الأرقام بسبب نوع الإيمان و لا يتبدل تأثير العناصر الكيمائية بتأثير العقائد.تظل الأرض كروية عند الكل بإستثناء المرضى عقلياً.العلم محايد و مناقشة نظرياته تستلزم منهجاً علمياً للتفكير يحترم قواعد التفكير العلمي مثل(قابلية الخضوع للإستنتاج و الإستقراء و التجريب – إستبعاد الميول الشخصية-التفكير المجرد- قابلية تكرار نفس النتائج لنفس المدخلات- إحترام الأدوات العلمية و ميثاق شرف كل علم).هل ستسخدم العلم يا عزيزي الملحد بإحترام هذه الأساسيات أم ستلوى الحقائق العلمية لكي تثبت لنا ميولك الشخصية التى تنكر الله
– إذا إستهوتك نظرية النشوء و الإرتقاء لداروين الذى قال أن جميع الأجناس تأتى من أصل مشترك و إن عمليات التطور والإنتقاء حدثت بالصدفة (الإنتقاء الطبيعي) أو بلا تفسير من داروين.فظهرت الكائنات على ما هى عليه.و الإنتقاء الطبيعى كلام غير علمي و داروين لم يشرح إلى اليوم كيف حدث النشوء المزعوم و لماذا لم يتم إثباته علميا. كيف يتم الإنتقاء و من كان ينتقي و على أي أساس ينتقى؟ لماذا لم تتطور جميع الأجناس لتصبح إنسانا فى النهاية؟لماذا لم يستمر تطور الإنسان و يصبح سوبرمان أو كائناً خياليا؟ لماذا بقيت الزواحف و البرمائيات دون نشوء أو تطور؟ هل وجد أحد العلماء أي شكل من الأشكال الوسيطة(الكائنات الإنتقالية) التي مر بها التطور ؟ هل هذه النظرية تقبل التجربةجسب منهج التفكير العلمي؟ هل قرأت الرد عليها من مئات العلماء ؟هل أنت مؤهل لمناقشة علمية؟ أم أنت سمعت عن النظرية فأعجبتك و صارت النظرية دينك الذى لا تتنازل عنه؟هل تعلم أن داروين نفسه لم يكن يتوقع إستمرار أفكاره هذه لأنه لم يستطع مواجهة العلماء فى زمنه. أسئلة كثيرة و لا رد.
-لأن هذا ليس مقالاً علمياً فأرى أنه من المفيد أن تقرأ كتباَ عن: تضليل الحفريات –نقد نظرية النشوء- عن نظرية الإنفجار الكبير و نقدها.عن نشوء الكون و غير ذلك.إقرأ بتفكير علمي محايد يتقبل النظرية و يقبل نقدها أيضاَ دون أن يستهويه إسم قائلها.وقتها لن تصبح عبداً لفكر شخص آخر .
– الخلط بين علم العلماء و بين تصريحات العلماء هو إحتيال لنشر الإلحاد.فالعلم يمكن فحصه و التحقق منه أما التصريحات فهى آراء لا تعبر عن علم إنما عن وجهة نظر.لا تنخدع من عقلية العلماء فتقبل تصريحاتهم كأنها بديهيات.لا يهم ماذا قال بل يهم إثبات ما قال.
-هل العلم يؤيد إنتاج إنسان من أجناس أخرى؟ الإجابة بالقطع لا.لأن إنتقال الأجناس من جنس لآخر هو فوضى كونية وهمية لم تحدث إلا فى عقول الملحدين.فلا سمعنا أن سمكة صارت بومة و لا وجدنا فيلاً من أصل تمساح.هل فسر العلم من أين أتت الخلية الأولى؟هل فسر العلم أصل نشوء الكون؟هل فسر لنا لماذا يوجد الموت و كيف جاء إلينا؟ إن العلم يفسر التغيرات التي تحدث بالموت لكنه لا يشرح لنا ما هو الموت ذاته.لا أحدثك عن غيبيات بل عن الكون و الإنسان و الموت من أين جاءوا ؟لا تقل من الفراغ لأن العلم يعترف أنه لا يمكن أن ينتج شيء من اللاشيء.
– إن إيماننا لديه إجابات واضحة عن هذه الأسئلة بينما أنت يا عزيزى الملحد تعجز عن إجابة تلك الأسئلة من العلم الذى تظن أنك تجمعه فى عقلك.إلهنا الذى تنكره ينير عقلك و قلبك .و للكلام بقية.