الشيخ خليل عبد الكريم ونبوة محمد

خليل عبد الكريم

الشيخ خليل عبد الكريم ونبوة محمد

الف الشيخ خليل عبد الكريم بعد دراسة معمقة للإسلام وسيرة النبي والقرآن عدة كتب ومؤلفات عن الإسلام و وكيف عملت خديجة بنت خويلد بالتعاون مع ابن عمها القس النصراني ورقة بن نوفل لتصنيع النبوة و جعل محمد نبيا للعرب .
ودورها للتقرب من محمد بن عبد الله الذي يلتقي معها في النسب عند الجد الرابع . وكيف خطبته لنفسها ودعته للزواج منها رغم فارق السن الكبير بينهما ، وبذلك مهدت الطريق بعد زواجها منه ليكون قريبا منها وتبدأ عملية التعليم والتهذيب والتدريب في أمور الدين ودراسة التوراة والإنجيل على يد ورقة بن نوفل و وعثمان بن الحويرث والراهب بحيرا وعداس ، وعدد من احبار اليهود الذين كان يستمع لهم محمد في جلسات طويلة ويلتقي بهم في السواق .
كل ذلك كان لأعداده نبيا للعرب المشتتين العابدين للإوثان يجمعهم على دين واحد و كتاب واحد ويتزعم قيادتهم ويكون لهم نبيا ويقدم لهم كتابا مقدسا لهدايتهم اسوة بموسى وعيسى وكتابي التوراة والإنجيل .
ومن كتبه فترة التكوين – اطوار التجربة الكبرى . فضح فيه الشيخ خليل عبد الكريم اسرار نبوة محمد ودورها في اعداد النبوة .
نجحت التجربة الكبرى لخديجة بالتعاون مع القس ورقة بن نوفل، عندما نزل محمد من غار حراء مرعوبا الذي حيث كان يتأمل فيه عن الخالق و ما عمله الله في التكوين من خلق الكون والبشر كما سمعها من الرهبان النصارى وأحبار اليهود. حتى وصل الى درجة الأندماج العقلي كليا ورسوخ الفكرة فبدا يتخيل امورا غيبية واشباحا خياليه ويسمع اصواتا تكلمه .
في احد ايام الخلوة في مغارة حراء البعيدة عن مكة ، حيث الظلام الموحش والسكينة و الهدوء ، تراى لمحمد وهو في غمرة التأمل ان شبحا ما يحضنه ويغته (يخنقه) ويقول له اقرا ثلاث مرات دون ان يريه ما يقرا . تقطعت انفاسه خوفا وهو يقول لست بقارئ . حتى سمع صوتا دون ان يرى شخصا يقول له اقرأ بسم ربك الذي خلق ….
نزل محمد من الغار مرعوبا خائفا و ذهب الى حضن خديجة مرتجفا وهو يصيح زملوني دثروني .
هنا ادركت خديجة ان تجربتها مع محمد قد نضجت واثمرت وها هو قد وصل لمرحلة الرؤى و الخيال . و قد قص عليها قصة الشبح الذي جاء يحنقه ويطلب منه ان يقرا . طمأنته خديجة وهدات من روعه , واخذته الى المستشار والمعلم ورقة بن نوفل ليقص له ما حدث له في الغار . فتبسم وقال له ورقة ابشر يا ابن العم فأنت نبي هذه الأمة، وقد جاءك الناموس الأعلى الذي كان يأتي لموسى من قبلك . وكان محمد يعتقد ان من جاءه شيطان او به مس من الجن . لكن خديجة طمأنته انه ملك وليس بشيطان وانه نبي .

تعلم محمد شريعة موسى واستمع لقصص الأنبياء السابقين من آدم الى عيسى مرورا بابراهيم ونوح ويعقوب ويوسف وداود وسليمان التي كان يحكيها الرهبان و احبار اليهود في مجالسهم مع محمد ، فأتقن الدرس جيدا.وكان ورقة يمثل له دور جبريل في تنزيل الايات التي يحتاجها، ولما مات ورقة فتر الوحي وانقطعت الايات بموت صاحبها ، حتى اصيب محمد بكآبة حادة اوصلته الى ان يلقي بنفسه من شواهق الجبال
بسبب انقطاع مصدر الوحي لديه بموت معلمه ومرشده ورقة بن نوفل .
لو كان محمد يوحى له من قبل جبريل وهو رسول من الله للناس فما سبب إنقطاع الوحي وتوقف جبريل عن زيارة محمد بعد موت القس النصراني ورقة بن نوفل و لماذا اصيب محمد بالياس و قام بعدة محاولات للإنتحار؟
اما زواج خديجة من محمد ن فقد كتب عنها الشيخ خليل عبد الكريم قائلا : كانت خديجة تسعى للزواج من محمد
وقد ارسلت له عدة اشخاص لقناعه بالزواج منها . وقد وافق محمد رغم فارق الكبير السن بينهما . وقد قام ورقة بن نوفل بعقد القران واقيمت وليمة كبيرة دعي اليها كبار قوم قريش . وقد سقت خديجة والدها خمرا و البسته حلة جديدة ، وتم عقد القرآن بعد ان سكر والد خديجة وفقد الوعي فوافق على زواج ابنته من محمد وعندما اصبح وفاق من السكر استفسر عن سبب وجود محمد في بيت خديجة ، فقالت له : لقد زوجتني بمحمد . فأنكر واستنكر ذلك وقال : هل ازوج ابنتي ليتيم ابي طالب ؟

لم يكن لمحمد اي اهتمامات دينية قبل أن تنكحه خديجة، ولا توجهات عقائدية . اما ما نسب اليه العزلة و الإنفراد في غار حراء، فكان سببه هو الشعور الدفين بأحزان اليتم وفقدان الحنان والرعاية الأبوية من الأب والأم منذ طفولته . سبب له حالة من الأنطوائية والتفرد بعيدا عن الناس ومعاناة نفسية واجتماعية لا علاقة لها بالتعبد والتحنث كما وصفها المرقعون .
كان محمدا ذات لغة فصيحة وبلاغة لفتت انتباه خديجة فرشحته ليكون النبي القادم لعرب الجزيرة المشتتين بلا زعيم ، يعبدون الأصنام ويذبحون القرابين للأوثان معتقدين انها الهة توصلهم لعبادة الله .
وكان في مكة والمدن المحيطة بها عدد كبير من قبائل نصرانية وعشائر يهودية موحدة تعبد الله بلا اشراك به حسب شريعة موسى وعيسى وكتب التوراة والإنجيل . ولهذا سعت خديجة الى تهيئة نبيا للعرب يهديهم لعبادة الله الواحد ويكون معه كتاب فصيح بليغ يهديهم على انه آيات مرنزلة من الله بواسطة رسول هو جبريل .
يضيف الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه التجربة الكبرى : إن المراحل التي مر بها محمد في مسيرة تجربة الإعداد و التدريب ما انفكت تؤتي ثمارها المنتظرة، وتفرز إيحات متنوعة عليه، منها سماع اصوات ترن في اذنيه كالجرس او دوي نحل ، او يصاب بنوبات صرع تشنجية يسقط على اثرها على الأرض و يزبد فمه ويعرق حتى في ايام البرد ، وكان يخشى ان يكون به مس من الجن .فيجد ملجأ دافئا بين احضان زوجته خديجة التي تهدئ من روعه وتطمئنه انه يرى ملكا وليس شيطانا او به مس من الجن . فخديجة هي من اعلمته أنه نبي وليس الشبح الذي يترائى له احيانا .
إن حادث غار حراء والشبح الذي خنقه و قطع انفاسه و الصوت الذي سمعه ويقول له أقرا لم يكن حادثا عرضيا من خوارق القدر، وليس من الماورائيات الميتافيزيقية الغيبية، بل هو نتيجة انعكاس للصراع النفسي و الذهني للتهذيب والتدريس والدراسة المستمرة لسنوات طويلة من الإعداد تحولت الى إيحات و همية ورؤى خيالية منذ أن نكحت خديجة محمدا الى لحظة ظهور الشبح الوهمي في غار حراء لأول مرة . وبهذا الظهور ارتاحت خديجة لنجاح التجربة بدرجة أمتياز ، وتأكدت أن زوجها اصبح في مخيلته أنه هو النبي المنتظر ظهوره ، وقد غدا حقيقة بعد أن ظل لسنوات امنية و حلما مطلوب تحقيقه .
يقول خليل عبد الكريم : إن المتشوف او المتبني لرؤيا معينة لا يمحى موقفه سلبيا حتى تتحقق الرؤيا ، بل قبل أن ييضع جنبه على السرير ليضطجع، عليه أن يشحن بطاريته النفسية بالفكرة التي يحن اليها ويرجوها أن تتحقق . ويؤكد ابن خلدون أنه سيراها في منامه و نعاسه. فما بالكم إذا إنضم الى ذلك المتشوف اثنان من المرافقين له خديجة و ورقة بن نوفل ، ويضل أحدهما لصيقا به حتى يأوي الى فراشه ويستمر في تعبئته حتى ينام . وهكذا كان محمد مع خديجة .
أن النوم في الأماكن المقدسة والمهجورة يجلب الرؤى ، ويكون له نكهة ثيولوجية (دينية) أو تواصلا مع الملأ الأعلى في عالم الغيبيات ، ومعرفة الأمور الغيبية تقليد قديم اهتدت اليه العقائد والأديان القديمة في العديد من البلدان .
علمت خديجة أن الخلوة في مكان بعيد ومظلم في الجبل مرحلة لازمة لتهيئة الأذهان للقادم المنتظر مثل ظهور جبريل ليرد على تساؤلاته . وأن ملائكة الله لا تظهر إلا في تلك الأماكن الخالية من الناس .
يضيف خليل عبد الكريم في كتابه : من الثابت مما جمعنا من معلومات :

أن خديجة هي من حرضت وشجعت محمد للدخول في آخر مراحل التجربة ، وهي مرحلة التوحد والإلتجاء الى الخلوة في مكان بعيد عن الناس لتخلق له جو التخيلات والأوهام الدينية .
كانت خديجة تلازمه في الكثير من الأحيان في خلوته وتزوده بالطعام والماء .
اختارت له هذا الدور في هذه المرحلة لأنها ادركت من ثقافتها الدينية النصرانية من المصادر المتعددة للتوراة والإناجيل المنحولة اهمية الخلوات والتأملات الدينية لتكوين شخصية النبي المنتظر.
كان عندها أمل كبير في قطف ثمار التجربة ونجاحها بعد التدريب المستمر لسنولا حيث ستكتمل صنفرة و تصنيع النبوة وانتاج نبي جديد للعرب .
اخيرا نضجت التجربة في غار حراء واثمرت عن رؤية لشبح يخنق محمد ويجبره على قراءة ما يريده هو دون ان يقرا دون أن أن يقد له ما يقراءه .
انها هلوسات ذهنية في خلوة انفرادية و ظلام دامس بمكان منعزل ، خيل له ظهور شبح يخنقه ويطلب منه ترديد كلام من مخيلته .
المرجع : كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين – خليل عبد الكريم

صباح ابراهيم
10/2/2022

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

2 Responses to الشيخ خليل عبد الكريم ونبوة محمد

  1. ابو ازهر الشامي says:

    الكذب عادة يشتهر بها الكاتب صباح ابراهيم
    خليل عبد الكريم ليس بشيخ
    هذه اسطورة من زكريا بطرس بان جعله شيخ ازهري
    ليقول انظروا ما يقول شيوخ الاسلام
    وانما هو رجل ليبرالي شيوعي فقط ويدعي البعض انه اعلن الحاده عدة مرات ولو هذا ادعاء لم اقف على ما يؤكد
    ثانيا يكتب خليل عبد الكريم من توجه ليبرالي علماني وليس توجه اسلامي
    كيف يعني
    يعني انه لا يقرأ بان النبي قام بمعجزة لانه لا يصدق المعجزات ولا يقر بان هذا المكان مقدس
    وانما يقرأ بانه اعطي قداسة لغاية اقتاصدية
    ثانيا جزء كبير من افكار الكااتب ليست له بل نقل حرفي او سرقة حرفية من ابو موسى الحريري او الصحيح جوزيف قزي
    رابعا جزء كبير من كتاباته ليس عليها دليل
    فاين الدليل ان خديجة اصلا مسيحية كما يدعي هي نقل افكار
    خامسا واخيرا وليس اخرا
    اذا تكلم رجل في دين من غير وجهة نظره وصلنا الى غير اعتقاد الدين نفسه
    ولو فخمنا الكلمات بانه درس وما درس
    فلو يأت رجل غير مسيحي فسيقول ان ماريا قد زنت فأنجبت يسوع
    لانه لا يؤمن بان امرأة يمكن ان تحمل بدون جماع جنسي
    هكذا يفعل خليل عبد الكريم فهو لا يؤمن بان قدسية الكعبة
    1 لانها اول مسجد على الارض
    2 لان ابراهيم قد اعاد بناءها
    3 وان العرب كانوا موحدين ولكنهم تحولوا لوثنيين فنقلوا طقوس التوحيد الى وثنية
    ومن هنا نفهم افكار خليل عبد الكريم الذي قد لا يكون يصدق بوجود ابراهيم نفسه
    ولكن لصديقنا صباح ابراهيم رأي اخر في قراءة الموضوع

  2. ابو البراق الدمشقي says:

    السيد الباحث عن الاحقيقه.هل شرحت لنا نحن الجهال اليه تعالي كيف تعتقد بخرافه وجود مكه الازلي وكل الدراسات الحديثه اثبتت انها لم توجد في زمن صلعم ثم كيف وصل ابراهيم لمكه هل استخدم البغل المجنح اياه. لا باس ان تقول انا اومن وكفي ، سنقول بارك الله لك بما تعتقده ، اما ان تؤلف تاريخا وتوجد مدنا وتحمل ابراهيم علي القدوم لمكه الغير موجوده فهذه ثخينه قليلا ، بارك الهك لك في معتقدك وابقاك عليه منتهي الدهر. واعتقد كما تريد بتاريخ الاسلام الذي كتبه ابن اسحاق في خيمه في العراق ولم يوفر له الهك لا انترنت ولا وغوغل وشات جي بي تي مثلا.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.