الربا الاسلامي حلال شرعا في النجف الاشرف

يقولون في الامثال “لايصلح العطار ما افسده الدهر”.

ولو اخذنا مسطرة مستقيمة ووضعناها على العوراق العظيم في وضعه الحالي سيبرز لنا سؤال متفرع.

من هو العطار الذي يمكن ان يصلح الاوضاع في العوراق،وبالتالي كيف هو حال الدهر الذي يمكن اصلاحه وسط هذه السريالية التي لامثيل لها في كل شيء؟.

انتم تعرفون ان البعض، وخصوصا رجال الدين،وضعوا الله في المزاد العلني ثم زادوها الى استغلال اسماء الائمة المكرمين ليحلبوا،وعفوا لهذه الكلمة، من الناس ارزاقهم وخبزهم اليومي معتقدين انها فرصة نادرة استغلال هذا الوضع ليثروا فوق ثرائهم قبل ان ياتي مالم يكن في الحسبان وينقلب”الطابك طبك”.

فبعد وضع قائمة باسماء الائمة المولودين واسماء ذكرى وفاة الكبار وما يصحب ذلك من عطل رسمية على مدار السنة وجني الخمس والسدس وما لف لفه من النذور التي تذهب الى جيوب البعض(هناك وثائق مصورة تثبت ذلك) ظهرت الان بدعة او سمها ابتكار جديد من قبل بعض رجال الدين الذين وضعوا ضمائرهم في سلة المهملات.

الذي دعاني لكتابة هذه المقدمة المزعجة ماارسله لي احد القراء من شكوى مدعمة بالوثائق بشرط الايذكر اسمه خوفا من كاتم الصوت وقد اقسم لي باغلظ الايمان انه يقول الحق والظلم الذي وقع عليه لايمكن السكوت عنه.

يقول:

اردت ان اوسع من عملي الحر حيث املك محلا في السوق الكبير بالنجف الاشرف وعرف بنيتي احد شيوخ الدين من جماعة مقتدى الصدر الذي عرض علي ميلغا من المال مع كلام عرفت انه معسول مؤخرا وأقرضني مبلغ 80 مليون دينار لغرض توسيع العمل , واكتشفت بانه يسجل علي فوائد لحد ما وصلت الى 480 مليون دينار وقبل ذلك طلب مني ان اكتب له شيكا بالمبلغ ( لانها امور دنيا كما يقول) وبعد فترة جاءني وطلب مبلغا من المال ليسد بها حاجة المت به وكانت تلك البداية في طلب مزيدا من المال وحين احتج يهددني بالشيك الذي سيقدمه الى المحكمة في حالة الرفض .

ووجدتني ارفض في النهاية فما كان منه الا ان اصبح يهددني بكاتم الصوت وكنت واثقا انه يقدر على ذلك فهو مسنود اولا والكاتم لايحتاج الا الى شخص يستلم الامر وهو على السمع والطاعة لقاء كم ورقة.

وكان امامي خياران اما الموت وتكون عائلتي في الشارع يستجدون لقمة الخبز او ان ابيع المحل لاسدد له المبلغ يالكامل وابدا بمشيئة الله من جديد.

واخترت الحل الثاني،بعت المحل بالكامل بمبلغ 635 مليون وسلمت ما بذمتي للشيخ “الوقور” الذي اراه كل يوم جمعة يلقي المواعظ ويلطم في كل عزاء او مناسبة دينية.

فاصل:عدة الشغل عمامة بيضاء او سوداء لايهم مع جبة سوداء مفتوحة من الاعلى ليظهر من مرائها قميص منشى وثلاث محابس اثنين في اليد اليمنى والثالث في البنصر الايسر مع ضرورة الذهاب الى المسبح يوميا ليكتسب اللياقة التي تجعله يجلس على الارض كما هو معمول به في “السنة”.

ارايتم كيف هو “البزنسز” الذي لايحتاج الى راسمال.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

One Response to الربا الاسلامي حلال شرعا في النجف الاشرف

  1. ساره says:

    شكرا لك أيها الرائع على مواضيعك ألشيقة الممتعة
    تحياتي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.