يقول الاعلامي السوري اليساري اياد شربجي واقتبس من صفحته على الفيسبوك ” قلت له(اي اياد لحاتم): بتذكر، لاحقونا وضربو البعض. فرد: اياد ما حيخلوها تكمل، هاد النظام وحش وما بيقدر يعيش بدون دم، أنا بعرفهن من جوة، يستحيل يسمح بالتغيير.
في ذلك الوقت كان حاتم يتعرض لضغوط كبيرة ليظهر على الاعلام السوري ويشتم الثورة، فظننت أن موقفه ناجم عن هذه الضغوط.، لكنني كنت متحمساً جداً حينها وواثق من انتصار الثورة، فقلت له: مو عكيفو يقبل وما يقبل، الثورة حتدعسو بطريقها، فرد: ارتباطات النظام السوري مو متل غيرو بالمنطقة، ولا أحد سيساعد على اسقاطه، وفعلا هذا ما حصل بعد ذلك.”
مما سبق نستنتج بان حاتم علي حسم امره من قبل بدء الثورة بان الثورة ستفشل وان هناك اوامر من جهات خارجية حسمت الامر بان يبقى الاسد بالسلطة ويجب ان نخضع لهذه الاوامر, ولم نستطع(اي هو ورفاقه الحزبيين) تغيير رأي هذه الجهات الخارجية…
هنا يجب ان نعرف من هي الجهات الخارجية التي تواصل معها حاتم علي وفهم منها بانهم لا يريدون تغيير الاسد وانه سيبقى بالسلطة … ؟؟
برأيي الشخصي هي قيادته الحزبية اليسارية التي تأتمر بأوامر موسكو والتي ليس من مصلحتها تغيير الاسد وهو خضع لهذا الاوامر وانسحب من الثورة قبل ان تبدأ …. فأين الوطنية بكل هذا؟؟ اي حسب رأي حاتم يجب ان نسلم بلدنا لجزار يدمر البلد ويجري المجازر باهلنا .. وهو ينسحب ويتصرف وكأنه ينتمي لبلد اخر وليس لسوريا؟
من هنا نرى بان جميع المؤدلجين بما فيهم اليساريين والاخوان والقوميين .. بالنسبة لهم الولاء للعقيدة والايديولوجيا يسمو بكثير عن الولاء للوطن .. بالواقع بان ما كان يفعله اليساريون وعلى مدى 50 سنة من حكم عائلة الاسد هو اقناع موسكو لاستبدال الاسد بهم .. اي تنصيبهم هم بدلا من الاسد!! ليس لغييروا طريقة نظام الحكم, ولكن فقط لكي يغييروا رأس السلطة, مع المحافظة على النظام كما هو من تسلسل هرمي واجهزة مخابراتية وقمعية … ولكن للاسف القرار كان دائما من موسكو بانه ليس لديهم اي مصلحة باستبدال الاسد بهم .. فكانوا يخرسون ويستكينون.. وهذا ما فعله جميع اليساريين تقريباً.
ولكن عندما جائت الثورة هي كانت فرصة لهم لكي يضغطوا اكثر على موسكو!! لكي يقنعوها باستبدال الاسد بهم؟؟ ولكن ايضا جائهم الرد من موسكو ثابتا دون تغيير ” وجوب بقاء الاسد” … وهذا من حسن حظ الشعب السوري لاننا لا نريد تغيير الطرابيش ولكن نريد تغيير النظام القمعي كله .. فماذا نستفيد من تغيير طائفة الرئيس مع بقاء النظام القمعي كما هو؟
وبالمناسبة هذا ما فعلته جماعة الاخوان طوال الثورة! حيث ارادوا هم ايضا ان يقدموا لموسكو كل ما يقدمه لهم نظام الاسد لكي يقنعوها باستبدال الاسد بهم؟؟ ولكنهم فشلوا ايضا! وكلنا يذكر الشيخ معاذ الخطيب عندما قال بان الشمس ستشرق من موسكو..
طبعا هنا اريد ان انوه بان اميركا ارادت مساعدة الشعب السوري باسقاط الاسد ب 24 ساعة, ولكن عندما رأت بان بدلاء الاسد في المعارضة السورية من خونة الاخوان واليسار والذين هم اسوء من الاسد, وعملاء رخصاء لموسكو واردوغان… وجدت ان هذا البديل لا يناسب مصالحها, بان تصرف ترليونات الدولارات على اسقاط الاسد وبعد ذلك يتم تسليم البلد لروسيا وتركيا كما حصل في العراق, حيث تم تسليم البلد لايران بعد ان حررتها امريكا من صدام حسين.
كما قلت بمقالات سابقة عندما تعرف امريكا بان بديل الاسد هو نظام افضل من الاسد, فستساعدنا على اسقاط الاسد ب 24 ساعة … وهذا ما يجب ان يفعله الشعب السوري .. اقناع امريكا بان من سيحكمنا بعد الاسد هم افضل من الاسد وليسوا من الاخوان واليسار.
من ألأخر …؟
١: الدارس للحركات اليسارية وخاصة في بلداننا ، سيجد بأن معظمها مجرد خليط من أشباه القوميين المفلسين والمسلمين المنافقين (قدم في الحكم وقدم في الدين) ولاعلاقة لهم لا بتحرر الشعوب ولا بنضالها ، بدليل أنهم بقو ذيولاً وطبولاً لأنظمة قمع دكتاتورية ظالمة وفاشلة ، والدليل الاقوى واقع بلداننا وشبابنا اليوم ؟
وهذا ما حدث في عراقنا الجريح أيضاً ، عندما ساوم معظمهم مع النظام العفلقي الهجين (بَيْن العروبة والدين) في تركيبة لا تصح إلا في عقول المرضى والمتخلفين والانتهازيين ؟
٢: وأخيراً
فلا القوميات سمت بدُولنا وبشعوبنا ولا الدين بعقولنا وإنساننا ، فالبيوت التي لا تنشى على الصخر لابل وأن تقتلعها يوما السيول أو الريح ، سلام ؟