
د. رعد يوسف
#الحكومة_العراقية واللعبة الذكية الخبيثة
بعد السقوط في عام 2003 ظهرت طبقة سياسية التي كانت منفية في الخارج لتولي امور العراق وقد تم هذا بمباركة الامريكان الذين كما يعتقد انهم ارادوا ارساء نظام ديمقراطي حر. لكن مع الاسف لم يحدث هذا فالزمرة السياسية التي حكمت العراق منذ ذلك الوقت ولحد الان لم تكن تهتم لالشؤون البلد عامة ولا المواطن البسيط خاصة.
لو بحثنا عن مفهوم السياسي سنجد انه ذلك الشخص الذي له تاثير بين الجماهير كما له تاثير في الدولة من اجل تحقبق مصالح الجماهير عامة وناخبيه خاصة. لم يرى العراقيين او يلمسوا اي شيء من سياسييهم بالرغم من اعادة انتخابهم او حتى عندما تغيرت الوجوه، حيث كنوا يهتمون بمصالحهم خاصة ومصالح الجارة الغير مرغوب
بها عامة.
ماحدث في الانتخابات الاخيرة هو تغير الوجوه وتشكلت صورة جميلة من الوجوه الشابة للحكومة العراقية التي قد تعطي الامل بعراق جديد، ولكن مع الاسف ماحدث ان هذه الصورة الجميلة قد اخفت ورائها الاطار والذي الكل يعرفه وقد جربه لعدة مرات ولم يرى الشعب منه الا الأمريين.
لو نظرنا الى مايحدث الان فسنرى واقع مختلف عما كان خلال السنين الماضية منذ السقوط ، فنحن سنرى الامان والاعمار والانفتاح. لوفكرنا قليلا بهذا التطور الحاصل سنستنتج انه الامان قد حصل عندما اختفت المليشيات المسلحة ليس فقط من الشوارع ولكن من المشهد السياسي عامة، هذا ان دل على شيء فانما يدل على ان
الحكومة الحالية ومن ورائها هما المسيطران على المليشيات ويحركوهم كما يريدون، كل ما في الامر انه المليشيات المسلحة تستلم تمويلها اما من الدولة او من الفساد وهم رهن الاشارة للتحرك في اي وقت طلب منهم.
اما الاعمار فو ليس الا الجزء اليسير الذي تحاول الحكومة ان تخدر به الشعب ، انه نحن جئنا لنفعل شيء من اجلكم، لكن الحقيقة ليس كذلك، فليس هنالك خطط جذرية من اجل اعادة اعمار البنية التحتية او ارساء الاساس من اجل مشاريع استرتيجية تعود بالفائدة للعراق على المدى الطويل، كل ما يحصل هي امور تجميلية او ترقيعية
والباقي تفعلة المحافظات كل على امكانياته.
ام الانفتحاح على الدول العربية او العالمية فهو ليس الا للتغطية على انهم ليسوا منتمين الى تلك الجارة المسيطرة على امورنا بل هم الذين يحركون الدفة وها هي علاقتانا مع دول الخليج قد تحسنت وتنظيم بطولة خليجي 25 بنجاح هواكبر دليل على ذلك.
كل ما ذكر اعلاه وما يحدث ولن نذكره هو ليس الا لعبة ذكية جدا، هذه اللعبة تكمن في احتواء الشعب العراقي وخداعه ، اي انهم يعملون بجد ويحدثون التغيرات التي لم يراها الشعب العراقي خلال العشرين سنة الماضية وعلى انهم جادون بنقل العراق الى المكانة التي يستحقها. الحقيقة المؤلمة من هذه اللعبة انهم بهذا الخداع سيحققون
الفوز الساحق في الانتخابات القادمة حيث سوف لن يستطيع ان يقف امامهم اي منافس حتى وان كان ذلك السيد وذلك لانهم قدموا للشعب العراقي ما لم يحلم به خلال السنوات الماضية.
لو حدث لاسامح الله ما اتوقعه وفازور باغلبية ساحقة في الانتخابات القادمة فسوف نرى شكلا اخر للعملية السياسية كما يسموها وسوف تعود الوجوه في الاطار الى الصورة وسيكون العراق ملك صرف للجارة الغير مرغوب فيها.
د. رعد