الباحث #محمد_المسيح يثبت بان رسائل النبي محمد إلى المقوقس في #مصر مزيفة كتبت بالعصر العباسي والعثماني

Mohammed Lamsiah

صباح النور
أثارت وثيقة مزعومة يقال أنها من النبي محمد إلى المقوقس في مصر جدلا واسعًا في بعض الجرائد الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
يوم أمس وهذا اليوم وصلتني بعض الرسائل تطلب مني رأي العلوم الحديثة في هذه الوثيقة.
على الأقل هناك أربع علوم تكذب صحة هذه الرسالة، وقد تحدث عنها عدة مرات، فلا بأس من إعادة الحديث عن هذا الموضوع.
أولا التاريخ المادي، وسياق نصوص هذه الرسائل يكذب مثل هذا الإدعاء، وهنا لا يمكن أن أقدم أفضل مما قدمه الأستاذ الكبير يوسف زيدان على برنامجه متواليات فيما يخص رسائل الرسول لملوك وأباطرة عصره، ومن داخل الصندوق فند أستاذنا يوسف زيدان ماجاء في هذه الرسائل وما قيل عنها في الموروث الإسلامي، فالتاريخ المبكر لظهور الإسلام لا يوافق الرواية الإسلامية؛ فكل ما جاء من أقوال بخصوص هذه الرسائل يفيد أن أصحابها لا يعرفون شيئاً عن عقائد وتاريخ هؤلاء الملوك والأباطرة، وأغلب الظن أن هذه الروايات كتبت في العصر العباسي.
ثانياً علم الخطاطة Palaeography
يكذب بشدة وجود الخط الكوفي في عصر الرسول الذي قلده أصحاب هذه الرسائل المزعومة، فالخط الكوفي ظهر في عصر عبد الملك بن مروان ولم يكن موجودًا في عصر الرسول؛ فأقصى ما يمكن قبوله هو وجود الخط المائل الذي يسمى بالخط “الحجازي” أو على قول ابن نديم في فهرسته “الخط المكي المدني”.


ثالثاً علم المخطوطات
Codicology
، بعض المتاحف الإسلامية تقبل عرض مثل هذه الرسائل على الجمهور كما هو الحال في متحف طوبي كابي سراي بإسطنبول فقط كمخطوط يذكرنا بنص الرسالة المحمدية لأحد ملوك ذلك العصر حسب الرواية الإسلامية،لكن المسؤولين عن هذه المتاحف يعرفون جيدًا أن هذه المخطوطات كتبت في عصر أحد السلاطين العثمانيين، ولا يفكرون أبدًا في فحص مثل هذه الرسائل بالكربون المشع “سي14 ” لتوضيخ تاريخ كتابتها التقديري.
رابعًا علم المسكوكات أو علم النُّمِّيَّات
Numismatics
، يوجد خاتم على هذه الرسائل مكتوب عليه “الله رسول محمد” كما هو موجود على غلاف كتاب الوثائق السياسية لعهد النبوي والخلافة الرشيدة” لمحمد حميد الله، وهذا الخاتم مكتوب بتقليد الخط الكوفي كما سبق أن قلت وبطريقة “الإيستف” التي ظهرت في عصر ظهور الخط الطغرائي في عهد السلاطين العثمانيين الأتراك وتكون القراءة من تحت لفوق، لكن هناك عملات تعود لأواخر القرن الأول الهجري وهي بالعشرات تفيد عبارة “محمد رسول الله” وليس “الله رسول محمد” وقد قدم لي أستاذي المستشرق الألماني ڤولكر بوب عشرات الصور لهذه العملات، تظهر تزوير أصحاب هذه الرسائل المحمدية المزعومة وإليكم نموذج منها.
خلاصة القول
علم التاريخ ، وعلم الخطاطة وعلم المخطوطات وعلم المسكوكات تكشف القناع عن تزوير هذه الرسائل وكذبها.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.