يتهمني الكثير من الأخوة المسلمين بشتم الإسلام وتجاوز الخطوط الحمر وبالانحلال والرذيلة وأنال من الشتائم حصة الأسد وجوابي لهم دائما واحد، أني أنحاز للحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ولا أنصاع للاكثرية القوية لأني أرى في ذلك ضعفا ستتم محاسبتي عنه في أحد الأيام. يوسف شاهين أحد كبار المخرجين الذين قدمتهم السينما المصرية وقدم عديد الأفلام الجيدة، وبرغم انتمائه للأقلية المسيحية إلا أنه من عتاولة العيش المشترك وحاول توحيد الأهداف المسلمة والمسيحية وصهرها في قالب قومي، ودافع مرارا في أفلامه عن القضية الفلسطينية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهاجم إسرائيل وحتى الولايات المتحدة وهي البلد الذي تعلم فيه الإخراج، لكن كل هذا لم يشفع له وتم منع عرض فيلمه “المهاجر” في البداية بدعوى إظهار صورة النبي يوسف وهي من المحظورات الإسلامية وهوجم على حياة عينه من مصطفى العقاد وغيره بدعوى التقليل من شأن حضارة الأندلس ومحاباة الغرب في فيلمه “المصير” وحتى بعد وفاته هوجم من شيوخ الإخوان المسلمين بدعوى التقليل من شأن الانتصار الإسلامي في معركة حطين في فيلمه “الناصر صلاح الدين”.
وصدقوني لو تسلح بالحقائق وقام بذكرها بحيادية وموضوعية بدون الانصياع إلى أي طرف، لكان كسب طرفا على الأقل ونال احترام الطرفين وليس بالضرورة تأييدهما، وهذا أفضل من البقاء في منتصف الطريق تحاول كسب تأييد الجميع بدون أن تنجح في الوصول إلى قلب أحدهم.