دخلت دكانا ليدلني صاحبه إلى فني ستالايت في منطقته . كان الرجل منهمكا في إصلاح ساعة يدوية . انتظرته حتى فطن لوجودي . قلت : مرحبا . أجاب وعليكم السلام .. نعم ؟ . قلت : بتدلني من فضلك إلى محل لتركيب الستلايت .. الدش يعني ؟ شعرت أنه لم يفهم سؤالي فقلت : في حدا حواليك بيصلح تلفزيون في الحارة ؟ أجاب : مابعرف أنا مابشوف تلفزيون اسآل جاري ؟ كان جوابه فظا فقلت له مبتسما : يعني مابتعرفني ؟ أجاب : ليش مين بتكون حضرتك ؟ قلت : أنا مذيع في التلفزيون من عشرين سنة ما لمحتني ولامرة ؟ أجاب : لأ . سألته : طيب عيلتك مرتك ولادك أهلك كمان مابيشوفوا تلفزيون ؟ أجاب : أصلا في حياتي ماحويت تلفزيون لا أنا ولاأهلي . قلت : طيب بتقرا جرايد ؟ قال : أعود بالله .. أخي من آخرها أنا بقرا قرآن وبس . قلت : طيب وكيف بتعرف أخبار البلد ؟ أجاب : إذا في شي بيهمني ولاد الخلال كتار بيخبروني . كنت أعرف أنني ألعب بالنار لكن فضولي الصحفي هو الذي دفعني لذلك الحوار . قلت : بدي إسألك ولاتزعل مني .. ليش محرم على حالك وعلى أهل بيتك تشوفوا التلفزيون ؟ قال بتحد : لأنو حرام . قلت : كيف عرفت إنو حرام وإنتي ماشفتو لتحكم عليه ؟ قال : أخي نحنا عنا شيخ عالم شو بيقول أنا وأبي وإخواتي وولادي بنسمعلوا . قلت : شو حكى الشيخ عن التلفزيون ؟ قال حرام لأنو مفسدة للولاد والنسوان . قلت طيب
بتوافق إنك تشوف برنامجي مرة وحدة وشوف بعينك إذا كان مفسدة ولا مفيد ؟ قال : قلتلك ماعندي تلفزيون . قلت : أنا عازمك ليكو بيتي خمس دقايق مشي من هون . أجاب : أخي مابقدر لشاور شيخي . قلت : شاورو وهي رقم تلفوني إذا وافق أنا بجي باخدك اتفقنا ؟ قال : اتركها ع تيسير الله . قلت : ونعم بالله . اتصل بعد حوالي عشرة أيام : السلام عليكم كيفك أخي توفيق .. أنا الساعاتي اللي مابيشوف تلفزيون ..ضحك خفيف … ايمتى فينا نشوف برنامجك .. طلع شيخنا بيشوفو .. وعاجبو …ضحك … اصطحبته إلى بيتي .. أطرق ولم يصافح زوجتي .. تابع برنامج السالب والموجب وكان موضوع الحلقة: سيدة صغيرة طردها والدها مع طفلتها من بيته لأنها على خلاف مع زوجها الذي كان قد طردها أيضا . وهي كانت تعيش مع عائلة فقيرة لجأت إليها . تابع الرجل قصة الفتاة ودمعت عيناه وقال : حرام عليك ياظالم وين بدا تروح المسكينة .. والتفت إليّ : يخربيتو مافيه دم لك هي عرضو !! كيف بيسخا يقلعها العمى في عيونو . ثم سألني : شو عملتو فيها للبنت ؟ قلت : تولتها جمعية خيرية ورح يتصلو بأبوها وزوجها ليحلو المشكلة و إذا مامشي الحال بيرفعوا دعوى عليهم . قال : الله يبارك فيكن … يمكن هلأ أبوها مابينام الليل بس يشوف بنتو ع التلفزيون !! قلت له ضاحكا : هادا متلك مابيشوف تلفزيون !!
ههههههههههههه
لعقل اللذي يدخل الحمام بفتوى
وينام بفتوى ، وينكح بفتوى ، ويموت بفتوى
هو عقل غير مؤهل للإبداع ، وقيادة المجتمعات ، والتفكير بالمستقبل