
خليفة السنة اردوغان مع خليفة الشيعة روحاني
(بقلم د. يوسف البندر)
بعد موت الخليفة عثمان، انقسمَّ الحُكمُ بين علي بن أبي طالب “خليفة المسلمين في الكوفة” ومعاوية بن أبي سفيان “خليفة المسلمين في دمشق” فكان بينهم معارك دامية وجولات طاحنة، يومٌ لهذا ويومٌ لذاك!
ففي عام 40 للهجرة بعث معاوية أحد قادتهِ “بُسر بن أبي أرطاة” في ثلاثة آلاف، فسار حتى قدِم المدينة (يثرب)، وبها أبو أيوب الأنصاري والياً لعلي، فهرب أبو أيوب فأتى علياً. ودخل بُسر المدينة واحتلها وهدم دُوراً.
ثم سار بُسر إلى مكة، وكان أبو موسى الأشعري والياً عليها، فخاف أن يقتله، فهرب منه، فدخل بُسر مكة وضمّها لحكم معاوية. ثم سار إلى اليمن، وكان عُبيد الله بن عباس والياً عليها، فهرب منه إلى الكوفة. واستخلف عليها عبد الله الحارثي، فأتاه بُسر فقتله، وقتل ابنه، وأخذ ابنين لعبيد الله بن عباس صغيرين فذبحهما. وقتل جماعةً من شيعة علي باليمن!
فالأول هو عليٌّ بن أبي طالب، إمام الحق وأمير المؤمنين ويعسوب الدين وزوج البتول وقسيم النار والجنة. أما الثاني فهو معاوية بن أبي سفيان، الصحابي الجليل وخليفة المسلمين وخال المؤمنين وكاتب الوحي وملك الإسلام (كما ذكر المؤرخ الذهبي). فلِمَ هذا القتل والذبح، وضرب الرقاب وقطع الرؤوس، وتمزيق الأشلاء وبقر البطون! ولِمَ يتقاتل إمام الحق وأمير المؤمنين مع كاتب الوحي وخال المؤمنين!
إنَّ ديناً لا يقوم إلا بذبح الصبي الصغير، وقتل الشيخ الكبير، وسبي النساء، واغتصاب الإماء، وأخذ الجزية، وسلب الأموال، ونهب البيوت لدين سوءٍ وشر، وفسادٍ ورذيلة، ونقيصةٍ ومنقصة!
دمتم بألف خير!
المصادر:
كتاب الكامل في التاريخ/ ابن الأثير/ الجزء الثاني/ دار الكتاب العربي للنشر 2012/ بيروت-لبنان.
كتاب أنساب الأشراف/ البلاذري/ الجزء الثالث/ دار الفكر للنشر/ الطبعة الأولى 1996/ بيروت-لبنان.
كتاب تاريخ الرسل والملوك/ الطبري/ الجزء الخامس/ الطبعة الثانية 1967/ دار المعارف/ مصر.