
الفتنة الكبرى بين المسلمين
وردت في القرآن الكثير من قصص الأنبياء مقتبسة تقريبا حرفيا من التوراة اليهودية . وبالأخص من قصص موسى وبني اسرائيل و احكام الشريعة اليهودية . سنبين هنا بعضا من هذه الإقتباسات التي وضعت بالقرآن على انها من وحي الله المباشر لرسوله .
جاء في التوراة / سفر التكوين (10- 15) :
فَقَالَ (الرب) : «إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.
فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟»
نقل القرآن هذا النص محرفا وجعله آية قرآنية :
في سورة هود 72 : ” وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
” قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ “
جاء في التوراة سفر التكوين 1-2 : فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.”
اقتباس القرآن ، سورة هود 7 : ” وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء”
لماذا هذا التشابه في وجود الله على الماء ؟
جاء في التوراة / سفر التكوين 19 : “وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى.”
نقل القرآن هذا الموضوع فكتب في سورة هود 40 : ” قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ”
جاء في التوراة : ” فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا أُمْطِرُ لَكُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ(المن) “
وَقَالَ مُوسَى: «ذَلِكَ بِأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِيكُمْ فِي الْمَسَاءِ لَحْمًا لِتَأْكُلُوا (طيور السلوى) وَفِي الصَّبَاحِ خُبْزًا (المن) لِتَشْبَعُوا لاِسْتِمَاعِ الرَّبِّ تَذَمُّرَكُمُ الَّذِي تَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ.”
نقل القرآن هذه النصوص باسلوب قرآني فقال : وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المَن والسَلوى، كلوا من طيبات ما رزقناكم، وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” البقرة 57
انتقل الكلام من صيغة المخاطب (ظللنا عليكم – رزقناكم) الى صيغة الغائب (كانوا يظلمون) في آية واحدة يا لعظمة البلاغة !
جاء بالتوراة في سفر العدد 5:11 عن تذمر بني اسرائيل من طعامهم، واشتهوا ان يأكلوا ما كانوا يأكلون من زرع في مصر .
” قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ.”
وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!».
فنقل مؤلف القرآن النص الى القرآن في الآية 61 عن تذمر شعب من طعام واحد :
” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا “
جاء في التوراة / سفر العدد 11:20 “وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا.”
اقتبس كاتب القرآن هذه العبارة فكتبها في سورة البقرة 60 : ( واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله …)
جاء في سفر العدد من التوراة هذه الاية : وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا:
«هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ قَائِلًا: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ، فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ.
اخذ مؤلف القرآن هذه الأية وجعل منها قصة من خمس آيات :
” وإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ”
جاء في الكتاب المقدس :
«الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد». (مزمور ٣٧:٢٩)
قال يسوع المسيح في موعظته الشهيرة على الجبل: «سعداء هم الودعاء، فإنهم يرثون الارض». (متى ٥:٥)
اخذ مؤلف القرآن هذه الآيات ونقلها الى القرآن فقال :
” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ” سورة الأنبياء اية 105 .
جيد ان مؤلف القرآن اعترف بإقتباسه تلك الاية من (مزمور ٣٧:٢٩)، واعترف دون ان يدري انها ليست من وحي الله المرسل له عن طريق جبريل . لأن من كتب الزبور هو داؤود وليس الله .
نجد مثل هذه الإقتباسات نصوصا كثيرة , نتسائل لماذا هذا التشابه ومن نقل عن الآخر؟
من الطبيعي ان القرآن وهو كتاب متأخر زمنيا عن التوراة والإنجيل هو من أخذ عن الكتب السابقة بدليل الكثير من النصوص القرآنية . فهل هذه الإقتباسات تدل على وحي من السماء ام سرقات بشرية ؟
من كتب القرآن احتاج ان يعزز موقفه الديني ليثبت نبوته وارتباطه بالوحي السماوي ، لذا نقل من كتب اليهود والانجيل واساطيرالأولين ليدعم موقفه ويقنع الناس بنبوته . لكن المسيح قال : ” من ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟”
صباح ابراهيم
12/3 /2023