ليس من الحكمة ما تقوم به السعودية مع دول الخليج من الطلب من عشرات الاف العاملين اللبنانيين على اراضيهم المغادرة خلال اسبوع ، فقطع الاعناق ولا قطع الارزاق ..!!، وذلك على اثر الازمة المفتعلة التي اثارتها تلك الدول مع لبنان بناءاً على تصريح السيد جورج قرداحي ، بان قال قبل ان يوزر للاعلام بان الحرب على اليمن عبثية ويجب ان تتوقف ، وعلى خلفية ذلك التصريح سحبت سفراءها وطلبت من سفراء لبنان المغادرة من اراضيها ..؟؟، واغلقت جميع وسائل التعامل التجارية والغيت خطوط الطيران ، واخلى بعضهم سفارته من موظفيها ومحتوياتها معلناً عن بيعها وفُتحت ابواق جهنم على لبنان الذي لا يستحق ..؟؟!!، مطالبة باستقالة وزيرالاعلام السيد قرداحي واعتذاراً رسمياً من الحكومة ….؟؟.
السيد قرداحي لم يخطئ حين وصف الحرب بالعبثية وكان رأياً لشخص عادي قبل ان يصبح وزيراً ، وكونه لم يلتزم جانب احداً من المتحاربين ان كان من التابعية الُسنية او الشيعية ، ولم يذكر تحيزه لاية عقيدة انما رؤية السيد قرداحي كانت عبثية الحرب بقتل الانسان لاخيه الانسان دون رحمة او شفقة ؟! ومن لا يؤمن بعبثية الحرب على اليمن لا يؤمن بالانسان وحقوقه ، ولأن اليمن الدولة الضعيفة في مواجهة الالة الخليجية المدججة بالاسلحة الامريكية ، وذهب ضحيتها مئات الالاف من مواطنيها ذكوراً واناثاً ومن مختلف الاعمار، ودُمرت مؤسساته التعليمية والصحية ومطاراته ومزارعه وتجاراته وتساوت مع الارض لا يملك من الشعور الانساني قيد ذرة ، وحينما اليمنيون ردوا بالدفاع عن وجودهم وكيانهم اصبح لبنان المتهم بمؤازرته للموقف اليمني من خلال حزب الله ، والذي له الباع الطويل في مجريات الداخل اللبناني السياسية وهو على خلاف دائم مع الحكومة اللبنانية بكل مواقفه ، ولأن القلوب ملأنه ليس على رمانه ..!!، اصبح السيد قرداحي مع الحكومة اللبنانية الضحية المراد زجهم بصراع دامي لا قوة لهم عليه بمواجهة حزب الله والخلاص منه ارضاءاً لدول الخليج ، ليصبح لبنان متأرجحاً بين حزب الله وخلفه ايران ، ودول الخليج وخلفها الموقف الاميريكي واسرائيل …؟!، وهذا ما يثبت ان ما يجري على
الساحة اللبنانية هو صراع محتدم بين اطراف عقائدية مزمن ، فاستعمل قول السيد القرداحي ذريعة لافتعال الازمة بين قوى متناحرة لا شأن للدولة اللبنانية او وزير اعلامها شأن بها …، بينما قرار انهاء اعمال ابناء الجالية اللبنانية من دول الخليج هو قرار مجحف بكل المعايير ، مذكراً بان ابناء الجالية لهم اليد الطولى في اعمار وازدهار وتقدم تلك الدول والمشيخات وان ما يجنونه هو من عرق الجبين وجهد واجتهاد ، وقرار طردهم يبين ان جميع الشعارات الزائفة بالاخوة والوحدة والمصير المشترك ، شعارات جوفاء تذريها رياح ( الحقد الدفين داخل البطون وليس الصدور ) . لبنان سيبقى بأرزه كما كان وسيكون شامخاً صلبا مهما تمر عليه من عواصف الفصول من برق ورعد وامطار وغبار ..، وسيبقى البلد الجميل قبلة انظار العالم وباريس الشرق ، بانواره وازهاره وحدائقه ومعالمه الاثرية الوطنية السياحية والتراثية ، ومتنفس لما ( يسمى الامة العربية بمعاهده التعليمية والصحية والتجارية التي لا غنى عنها ..)، والضغط على لبنان مادياً والتضييق عليه معنوياً لنيل المآرب ما كان له يوماً ان يذل او يتبع ، لان غناه وكرامته نابعة من صمود وشموخ ارض أرز لا تركع .
ميخائيل حداد
سدني استراليا
المضحك أن ما قاله القرداحي تم المطالبة به سابقآ من قبل ساسة أوروبيين بل ومن بعض السياسيين والصحفيين من دول الخليج ذاتها
ولن نذكر الإهانات اللتي وحهها ترامب لزعماء الخليج وخاصة السعودية عندما نصحهم بالبدء بتعلم اللغة الإيرانية في حال قرر الغرب سحب قواته ورفع حمايته عن دول الخليج ، وإن بقاءهم على كرسي الحكم بفضل أميركا وسيسقطون خلال أسابيع تحت ضربات الجيش الإيراني
فعلآ الأعراب أشد كفرآ ونفاقآ