
الفتنة الكبرى بين المسلمين
المسلمون يقسمون بربهم أن القرآن كله كلام الله ولذلك لا يمسه إلا المطهرون، ولكن بعض الآيات ليست كلام الله بل كلام الجن والحيوانات والأنبياء مثل: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (النمل 18). هذا الكلام ليس كلام الله إنما كلام نملة. وكذلك (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) (النمل 24). هذه الجملة قالها الهدهد الذي كان عند سليمان، كما يقول القرآن وهو ليس كلام الله ومذكور بالقرآن .
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) (الكهف 96). أغلب الكلام في هذه الآية قاله ذو القرنين (الإسكندر الأكبر) ولم يقله رب القرآن. وهناك آيات كثيرة يكون المتحدث فيها الشيطان، أو حيوان، فهي حتماً ليست كلام رب القرآن.
اليس الشيطان هو من وضع كلمات على لسان محمد : (تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى) وهي من آيات القرآن ؟ وكانت سببا لتأليف الاية الجوابية لها وهي الآية 52 من سورة الحج :” وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “
فهل هذا كلام الله ام كلام شيطان رجيم تم حذفه لاحقا من القرآن .
كما توجد سورة كاملة من اقوال الجن سميت بسورة الجن وهم الشياطين المطرودين من رحمة الله لعصيانهم وتمردهم على خالقهم . فكيف يكون القرآن كلام الله وهو يحوي كلام الحيوانات والشياطين والجن. : ” قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرانا عجبا” سورة الجن 1
من هم الذين قالوا هذه الكلمات ؟ انهم الجن الذي ذكر كلامهم في القرآن : (سمعنا قرآنا عجبا .. الخ) . فهل هذه كلمات الله ام كلمات الجن ؟
جاء في القرآن كلمات مسروقة من قول السيد المسيح وهي : ( وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) والأصل في قول المسيح هو : “فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»
من المتكلم في هذه الاية القرآنية الله ام محمد ؟ : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة 64).
غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ؟ انه قول محمد الذي يكره اليهود ، لأن الله لا يلعن ولا يسب .
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ : لنفترض انه قول الله لأنه المتحكم بالناس الى يوم القيامة .
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ : هذا كلام محمد لأن الله المتكلم لا يقول عن نفسه (أَطْفَأَهَا اللَّـهُ) بل نطفئها . على وزن (والقينا بينهم العداوة والبغضاء) .
(وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) : المتكلم هنا ليس الله لأنه ليس كلام بصيغة المتكلم لأن الله المتكلم لا يقول : (الله لا يحب المفسدين) . بل يقول : (إنّا لا نحب المفسدين) .
الكلام جاء بصيغة اخبار محمد عن ان الله لا يحب المفسدين .
فهل القرآن كلام الله ام كلام محمد مع التحريف وتزوير كلام الله احيانا ؟
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا…الخ)
هذه الآية تحتوي على ادعاءين لا يحدثان: الادعاء الأول هو قوله (يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)، وهذا لا يتوافق مع بقية الآيات التي تقول
(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن 17). فالذي ينفق كيف يشاء لا يقترض من عباده، وبالربا المحرم.
ويؤكد لنا أنه يطلب قروضاً من عباده، فيقول (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (الحديد 11).
ثم يؤكد لنا مرة أخرى بقوله: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة 245)
والادعاء الثاني عن اليهود، حينما يقول :
” وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ”. اليهود في الحجاز في أيام محمد لم يوقدوا ناراً للحرب. محمد هو الذي غزا بني قريظة في المدينة بدعوى أنهم تعاونوا مع أعدائه. ثم أجلى بني النضير إلى هوازن، وغزاهم وشن عليهم حربا عدائية وقتل وسبى منهم.الكثير من النساء . وفي عصرنا هذا نرى اليهود يوقدون نار الحرب ضد العرب مجتمعين، وفي كل مرة يكسبون الحرب ويدمرون منازل ومصانع الفلسطينيين، ويقتلون العشرات منهم.وجيوش العرب تهزم امامهم مدحورة تطالب بوقف اطلاق النار . ولم نر مؤلف القرآن يطفئ نارهم. ولم تتحقق مقولة : ان ينصركم الله فلا غالب لكم ‼
ادعاء أخر غير ممكن. يقول: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا) (الفرقان 45).
لا يمكن أن أن يبقى الظل ساكناً مع استمرار الحياة على الكرة الأرضية. من أجل أن يجعل الظل ساكنا، لا بد له من إيقاف دوران الأرض حول مركزها. ولو حدث ذلك فسوف تسقط الأرض من مدارها لأن دورانها حول نفسها يحافظ على الجاذبية بينها وبين الشمس. ولو سقطت الأرض من مدارها سوف تنتهي الحياة على سطحها. فهذا مجرد ادعاء لا يمكن أن يحدث. وهذا الادعاء هو نفس الأسطورة التي رواها القرآن عن سليمان عندما انشغل بالجياد حتى غابت الشمس وفاتت عليه صلاة المغرب، – وكأن لليهود توقيتات المسلمين في الصلاة – فطلب من ربه ان يرد عليه الشمس حتى يتمكن من صلاة المغرب! فردها يهوه: (إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد. فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. ردوها عليّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) (سورة ص 31 – 33). هذا ادعاء فارغ لم يحدث إطلاقاً. رغم انها كلمات غامضة لا يفهما الا المفسرون والراسخون باللغة العربية .
من هذا نستنتج ان القرآن ليس كلام الله لأنه يحوي كلام من يتحدث عن الله بالنيابة بآيات كثيرة مدعيا انه كلام الله، و فيه كلام الأنبياء والنمل والهدهد والجن والشياطين وتأليف كثير.
صباح ابراهيم
21-01 – 2023