
كيف قتلت شرطة الآداب الإيرانية مهسا أميني امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا
#إيران… على حواف الذوبان
تتشعب الازمات التي يعانيها نظام الملالي مع استمرار الانتفاضة الشعبية وفعاليات المقاومة الايرانية، حيث طفت على السطح مؤخرا حالة الانهاك التي تعيشها الاجهزة الامنية، والافلاس الاقتصادي الذي يحول دون تعويض عناصر القمع عن المهام الاضافية الموكلة لها، والنبذ الاجتماعي الذي تواجهه في الشارع، مما يضع الاداة القمعية على حواف الذوبان.
كشف علی رضا أدياني ممثل الولي الفقيه في قوة الشرطة عن تعرض العناصر التابعة للقوة لضغوط من عدة نواح خلال تواجدها في الساحة، مشيرا الى معاناتها من مشاكل معيشية مثل كافة المواطنين، هيمنة البعض عليها، الأرق، وبذل الجهد المضاعف، ولم يخل تصريحه من ايحاءات حول الوضع السوداوي المؤلم الذي يعاني منه النظام برمته.
لا شك في ان الضغوط المعيشية حقيقة، ورغم عدم امكانية مقارنتها بالاعباء التي تنهك المواطنين، تدل على الإفلاس الاقتصادي لنظام الملالي العاجز عن توفير مرتزقة، لا دافع لهم سوى المال لارتكاب الجرائم، الا ان مشكلة عناصر هذه القوى لا تقف عند الجانب المالي.
يؤكد اعتراف ادياني افتقار النظام للقوات الكافية للسيطرة على جميع المدن وحماية الأماكن الحساسة، واضطراره لالقاء المزيد من المهام على قواته الحالية، وتعريضها للانهاك واحتمالات الانهيار، فيما يستخدم المعمم كزائي وصف “قرحة اللسان” للتعبير عن التبعات النفسية والمعنوية لغضب الشارع الايراني، حيث يتم استهداف هذه القوى بهتافات مثل “عديمي الشرف” ويعيش عناصرها في اجواء من الكراهية بين جيرانهم والمحيطين بهم، الامر الذي توقف عنده المعمم سعيدي باشارته الى ان قوات الشرطة تضحى بسمعتها وحياتها في سبيل النظام الإسلامي.
تكرس هذه الاعترافات حقيقة الخسارة المركبة التي تعاني منها قوات القمع، فهي خاسرة من حيث تدني قيمة المكتسبات التي يمكن ان تجنيها بفعل المشاركة في القمع، كما تخسر معنويا جراء احتقار الشارع لها، علاوة على حالة الرعب التي تعيشها، ويضاف الى ذلك ان جرائم هذه قوى القمع ليست مستساغة لدى بعض اوساط النظام التي تبدي قلقها من تبعات هذه الممارسات، الامر الذي دفع ادياني وسعيدي لمطالبة “أصحاب منابر الخطابة” أو “الخواص الصامتين” بدعم قوة الشرطة.
نزل قائد قوة الشرطة حسین اشتري إلى الشارع بعد 9 ايام على اندلاع الانتفاضة لتشجيع قواته المرهقة ورفع روحها المعنوية، دعاها يومها الى الصمود بحزم ووعدها بنهاية قريبة للظروف الجديدة، ومع استمرار الاحتجاجات ظهر زيف الوعد، الامر الذي يحشر قادة الملالي في زاوية ضيقة، ويعيد الى الاذهان قول آخر رئيس أركان لجيش الشاه المشير قره باغي بأن القوات “تذوب مثل الثلج” عندما تنزل الى الشوارع لقمع المواطنين، وفي ذلك مؤشرات واضحة على قرب الدكتاتورية الدينية من نهاياتها.