إله الإسلام كثيراً ما يناقض نفسه في القرآن الذي زعم محمد أنه من عند الله. وهذا الإله كثيراً ما يزعم أنه يفعل أشياء لا يستطيع في واقع الأمر أن يفعلها. فهو مثلاً يقول (فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) (الأنعام 149). وهذا ادعاء لا يمكن أن يتحقق لأن إله القرآن يخبرنا مراراً أنه دمّر قرًى وأقواماً مثل قوم لوط وقوم نوح وغيرهم لأنهم لم يؤمنوا به، وهو لا شك قد شاء أن يؤمنوا به والا لما أرسل لهم الرسل. فمشيئته هنا لم تجعل هؤلاء الناس يؤمنوا به.
ومن أكذب الادعاءات قوله (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (غافر 68). قضى حسب القواميس العربية تعني “أمَرَ”. فهو إذا أمر شيئاً فما عليه إلا أن يقول للشيء كن فيكون. ولكن هل حدث أن قال لشيء ما كن فكان. عندما أراد خلق العالم لم يقل له كن، فكان، إنما استغرق بناؤه ستة أيام. ولما أراد خلق آدم أرسل الملائكة ليجمعوا له عينات من طين الأرض ثم بنى آدم بيديه ونفخ فيه الروح. وكان بإمكانه أن يقول لآدم كن فيكون لو كان ادعاؤه حقيقةً. وعندما أراد خلق يسوع (عيسى) لم يقل له كن فكان، إنما أرسل الملاك جبريل إلى مريم لينفخ في فرجها حتى يتكون يسوع في رحمها.
إله الإسلام أدخل نفسه في مأزق عندما قال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ) (الذاريات 56). فهو قد خلق الجن والإنس فقط من أجل أن يعبدوه. ولكن تبين له أن غالبية الإنس لا تعبده، فوجد نفسه في مأزق لا يُحسد عليه. ولذلك اضطر للاعتراف بتعدد الآلهة ليخرج من هذا المأزق فأتى بالآية التي تعترف بتعدد الآلهة.
وتلك الآية هي التي تقول (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) (الإسراء 23). فإله الإسلام يعترف أن هناك آلهة أخرى غيره لكنه قد قضى ألا يعبد الناس إلهاً غيره. وبما أنه إذا قضى أمراً قال له كن فيكون، أصبح هناك احتمالان فقط:
الاحتمال الأول هو أن كل البشر يعبدون هذا الإله وحده. وهذا ما لم يحدث في تاريخ البشرية. وعليه يصبح الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الحقيقة.
الاحتمال الثاني: وهو، أن كل شيء يعبده البشر هو الله. وهذا في رأيي هو أكثر الاحتمالين تطابقاً مع الواقع لأن رب القرآن قد قضى ألا يعبد البشر غيره، وقضاؤه يجب أن يكون واقعاً معاشاً. فمثلاً عندما أراد محمد أن يزوج ابنه بالتبني زيد بن أسامة من زينب بنت جحش رفضت زينب هذ الزواج باعتبار أن زيداً كان عبداً تبناه محمد، فأتى محمد بالآية (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (الأحزاب 36). فرضخت زينب وتزوجت زيداً لأن الله قد قضى بذلك. وإذ قضى الله أمراً يقول له كن فيكون.
عندما سئل الصوفي الأشهر، الجنيد، عن الله، قال: “لون الماء لون الإناء – لو عرف [المؤمن] ذلك ما انكر على غيره ما يعبده، لأن ذلك الغير يظن أن معبوده هو الله، والله تعالى يقول: أنا عند حسن ظن عبدي بي، أي أنني لا أتجلى لعبدي إلا في صورة معتقده الخاص.” (كتاب ابن عربي: فصوص الحِكَم، ص 33). إذاً الله لا يتجلى للشخص العابد إلا في صورة ما يعتقده ذلك العابد. فمثلاً الهندي الذي يعبد كرشنا، يصبح كرشنا بالنسبة له هو الله. والمجوسي الذي يعبد النار يعتقد أن ألسنة النار هي الله.
وبالتالي التفسير الوحيد لقول رب الإسلام (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) هو أن كل شيء يعبده الإنسان هو الله لأن لون الماء هو لون الإناء كما قال الجنيد. والقرآن يؤكد ذلك عندما يقول (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (المائدة 69). فالصابئة واليهود والنصارى يعبدون آلهة لا يسمونها الله ولكن في اعتقادهم هي الله. واعترف الله بذلك وقال لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وحتى عرب ما قبل الإسلام كانوا يعبدون الأصنام باعتبارها القوى النافعة والضارة، وبالتالي فهي الله في تصورهم، وإله القرآن يقول إنه عند حسن ظن عبده به، فلو ظن عبده أنه صنم فهو صنم. وعليه نستطيع أن نقول إن إله الإسلام يعترف بتعدد الآلهة رغم أنه يقول عن السماء والأرض (لو كان فيهما غير الله لفسدتا) (الأنبياء 22). وتعدد الآلهة بالتأكيد خيرٌ من وجود إله واحد متسلط، متجبر، متكبر يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل. عندما كان عرب ما قبل الإسلام يعبدون الأصنام، لم يحدث أن قتل شخصٌ شخصاً أخراً لأنه يعبد صنماً غير صنمه، بينما يتقرب المسلم إلى ربه بقتل مسلم أخر يختلف عنه في المذهب فقط.
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
مآسي المرأة في الشرق الأوسط بين فكر الضلال المُصَدرِ ومساعي الخلاص
Published by:حسن محموديقضية أسدي.. زجاج لايعاد له سبك!
Published by:حسن محموديلماذ ننتقد بعض الأديان
Published by:صباح ابراهيمقصص غريبة عجيبة في مجتمع متخلف
Published by:صباح ابراهيمالمرتزقة يتقولون بعد ما إمتلأت بطونهم بالحرام :
Published by:عزيز الخزرجي#محمد_المسيح #التاريخ_المبكر_للإسلام 155 حكم المفطر في القرآن؟
Published by:مفكرفي ذكرى انتفاضة يوم الأرض
Published by:مفكرقصة المصحف الأول
Published by:صباح ابراهيمرسالةٌ الخليفة تكشُفُ الحقيقة!
Published by:مفكرحقائق لن تخفى على العالم!
Published by:حسن محموديالخلاف السني الشيعي في رواية " المهدي المنتظر "
Published by:يوسف تيلجيمن احاديث الشيوخ ورجال الدين
Published by:صباح ابراهيممسلمون يقتلون مسلمين
Published by:ميسون البياتيمشروع #الخميني في #العراق/ 2ـ3 وسيلة تنفيذ المشروع
Published by:علي الكاشكتاب إيقاعات وألوان للأديب عصمت شاهين دوسكي
Published by:عصمت شاهين دو سكيأبحاث في اللغة والأدب/35 الوشم في العقائد والأدب
Published by:مفكرفيلم "الكيف"
Published by:أسامة حبيبذكرى الثامن من آذار من كل عام ؛ ذكرى نهضة تحيينا ونحييها
Published by:حسن محموديالتعليم في #العراق ونقطة البداية
Published by:رعد يوسفمظلومية #الكورد_الفيليية قائمة :
Published by:عزيز الخزرجيأفكار شاردة من هنا وهناك/10
Published by:مفكرإضرابات النقابات في معادلة الصراع مع الاحتلال
Published by:مفكرإعتراض وجيه على تهنئة بمناسبة شهر رمضان :
Published by:عزيز الخزرجيمشروع #الخميني في #العراق/ 1ـ 3
Published by:علي الكاشتعدد الزوجات والأديان
Published by:صباح ابراهيم" نوروز" بين (الأسطورة والتسييس) ..!!
Published by:سليمان يوسف يوسفالمحامي #ادوار_حشوة : #المسيحية من روح #انطاكية الى غيرها !
Published by:ادوار حشوةكيف ترجم القرآن عن السريانية
Published by:صباح ابراهيممعنى الله ظهر بالجسد
Published by:صباح ابراهيمأَإِلَى رَمْسِهَا .. زُفَّتْ سَمِيرَامِيسْ؟
Published by:آمال عوّاد رضوانمحنة الشيعة في عصرنا:
Published by:عزيز الخزرجيالعرب المسلمون والأنعزال عن الركب الحضاري .. أضاءة
Published by:يوسف تيلجي((المسلمين لم يكذبوا عندما قالوا ان أسم محمد تم ذكرة بالاناجيل))
Published by:مازن البلداويفيلم "House of The Flying Daggers"
Published by:أسامة حبيب#العُهدة_العُمريّة.. بين الظلمِ والإستبداد!
Published by:مفكريا دار
Published by:عصمت شاهين دو سكينادي #مانشستر_يونايتد…. الى أين !
Published by:مازن البلداويادخال فكرة #المساكنة لبيوتنا عبر المسلسلات اجندات سياسية يمولها #النظام_السوري
Published by:أمل عرافة#الحضارة_الفينيقية في #الجزائر
Published by:مفكرأهريمان الشرّير في العقائد الإيرانية وقصة عيد النوروز
Published by:عضيد جواد الخميسيمباحث في اللغة والأدب/34 الحجاج رجل الدولة الحقيقي
Published by:مفكرعشرون عاما على الغزو.. والاحتلال.. والتواجد الأمريكي في #العراق
Published by:فواد الكنجيكان عصر #صدام اكثر امناً له ولجلاوزته ولمن لا يعنيه امر #العراق
Published by:مفكرذو النورين ينهبُ بيتَ المال!
Published by:مفكرمحمدالمسيح #التاريخالمبكر_للإسلام 154 إشكاليات الإرث في القرآن.
Published by:مفكرالحصاد
Published by:مفكر#العراق في آلنفق المسدود:
Published by:عزيز الخزرجيمن نصدق #سموترتش أم كتبهم الدينية؟
Published by:مفكرمحنتنا الفكريّة ممتدة
Published by:عزيز الخزرجيالصلح السياسي بين #إيران و #السعودية
Published by:اسعد عبد الله عبد عليقوانين الغباء البشري
Published by:ميسون البياتيألعراق قربة مثقوبة :
Published by:عزيز الخزرجيالعلاقات المغربية الفلسطينية ثابتة وعابرة للأحزاب
Published by:مفكرأضاءة .. هل الأسلام لا زال مسكونا بالماضي
Published by:يوسف تيلجيفيلم "Sardar Udham"
Published by:أسامة حبيبأحدث التعليقات
- جابر on من احاديث الشيوخ ورجال الدين
- جابر on اسباب ترك الإسلام الخصها كالتالي
- رزان حسين on اسباب ترك الإسلام الخصها كالتالي
- جابر on ذكرى الثامن من آذار من كل عام ؛ ذكرى نهضة تحيينا ونحييها
- حسنات لعائشه on ذكرى الثامن من آذار من كل عام ؛ ذكرى نهضة تحيينا ونحييها
- Mashaal on جنة الإسلام و فردوس المسيحية
- تاجر رمضاني on #شاهد هل تتفقون معه #أحمد_الرمح: #رمضان ليس شهر الخير، ولا الرحمة! في أربع دقائق
- جابر on ذو النورين ينهبُ بيتَ المال!
- جابر on كان عصر #صدام اكثر امناً له ولجلاوزته ولمن لا يعنيه امر #العراق
- جابر on #شاهد هل تتفقون معه #أحمد_الرمح: #رمضان ليس شهر الخير، ولا الرحمة! في أربع دقائق
- محمد المغربي on آيات القرآن المقتبسة من التوراة
- صباح ابراهيم on العرب المسلمون والأنعزال عن الركب الحضاري .. أضاءة
- ابن الرافدين on تعدد الزوجات والأديان
- Romano Vidal on تعدد الزوجات والأديان
- س . السندي on ((المسلمين لم يكذبوا عندما قالوا ان أسم محمد تم ذكرة بالاناجيل))
- shine fareed on ادخال فكرة #المساكنة لبيوتنا عبر المسلسلات اجندات سياسية يمولها #النظام_السوري
- عمر اللات on #العُهدة_العُمريّة.. بين الظلمِ والإستبداد!
- عبعليم المفتي on ذو النورين ينهبُ بيتَ المال!
- المهدي السنهوري on حرامي #سوريا #رامي_مخلوف يهلوس من جديد عن #اقتراب_الساعة و #المهدي وساصدقه اذا اعاد ماسرقه ل #السوريين
- TheEBooker on ترجمة الفصل الثلاثين من كتاب تاريخ هرقل للمؤرّخ الارميني سيبيوس ( الجزء الاول ).
- س . السندي on هل ستخدم مفاوضات #نظام_الملالي مع #العرب مسارات #الأمن_القومي_العربي؟
- س . السندي on هل ستخدم مفاوضات #نظام_الملالي مع #العرب مسارات #الأمن_القومي_العربي؟
- SABAH kARAMAN on الإمام الحسن.. حياة المرح واللهو!
- صباح ابراهيم on مريم العذراء بين القرآن والإنجيل
- صباح ابراهيم on مريم العذراء بين القرآن والإنجيل
- Shankahout Fadil on مسيحياً ، رئيساً لسوريا :
- س . السندي on مسيحياً ، رئيساً لسوريا :
- SABAH kARAMAN on شذرات من نفح النبوة
- ALI AL MAWARDY on شذرات من نفح النبوة
- SABAH kARAMAN on ** الحلقة 3 …من أشهر عشرين كذبة في الموروث الاسلامي