
الكاتب العراقي عزيز الخزرجي
كما كل عامّ و ليس (سنة) باركت لأهل القلوب حلول شهر رمضان المبارك .. و في مقدّمتهم الرياضيّون أصحاب القلوب الطيبة و أحباب جميع طبقات الناس و كافة ألأعمار بلا إستثناء و كذلك الحيوانات من بعدهم و الأليفة منها بشكل خاص لأنها تملك قلوباً يذوب لها كل محبّ له وجدان ..
لكن صديق عزيز علينا كنيته (أبو عمار) من المؤمنين التقليديين إعترض كعادته برسالة مبتورة على مضمون تلك التهنئة(تهنئتنا)(1) حيث سبق أنْ كرّرها سابقاً في مناسبات أخرى دون الردّ عليه .. حيث كتب لنا إثرها رسالة عبر الواتسآب أعتقد نشرها كعادته من دون موافقتي ضمن مجموعة كروبات خاصّة من دون عرض جوابنا له – لتشويش ذهن القارئ من حيث يعلم أو لا يعلم – و هذا ما جعلني أن أكتب ردّاً كي لا يُساء فهم العامة بإدلجة القضية كلها .. و قد كرّر ذلك سابقاً بغير حقّ شرعيّ .. لأنّ الكتابة أو التحدث في محفل خاص أو عام على شخص غائب و لو بإشارة من بعيد؛ يُعتبر غيبة .. و الغيبة أشدُّ من القتل و أشدّ من الزنا و أشد من كلّ الذنوب لأسباب يعرفها أهل القلوب فقط, لكنها إنتشرت اليوم بفضل الأحزاب المتحاصصة بين الناس و كأنه حلال مباح و ثواب للأسف !!
المهم أحببتُ أن أعرض عليكم ما جرى بدءاً برسالة صديقنا أبو عمار(الدّنيوية)(2) ثم رسالتي الجوابيّة الكونيّة التي أتمنى أن يدرك ولو بعضها .. علّها تكن درساً مفيداً له و لأكثر الناس خصوصاً لِمن يعيش الحيرة و المعاناة في هذا الزمن المُرّ الذي إنتشرت فيه لقمة الحرام و الخداع و الكذب بين قوى العقل و القلب و لا يُعرف المبتلى بها الفرق .. بسبب الدِّين التقليديّ السائد في عالم اليوم بين المذاهب عامّة :
أما نصّ رسالتي الكونية له فهو التالي بعنوان :
رسالة كونيّة جواباً على رسالة دُنيويّة
أرسلها صديق قديم يُوصيني بدعاء ابا حمزة الثمالي ..
و إليكم نصّ رسالتي الجوابيّة الكونيّة :
سلام من السلام عليكم .. و بعد :
اخي أبا عمار ؛
معك الحقّ في ما تفضلت به من ملاحظات وتوصيات في رسالتك المبتورة بشكل عام ..
ومن جانبي .. و إبتداءاً أقول لكم :
[كل شيئ لم يبدء ببسم الله فهو أبتر] .
و حقّاً كان كلامكَ (رسالتك) كانت مبتورة في أجزائه و كلياته و (حتى في نسقه العام)
هذا بالنسبة للكلام العادي والحديث المتعارف عليه والذي كتبته برسالتكم لنا!
أما إذا كان الكلام ( كلام الله تعالى) .. وكما بدأتها بأيات منه تعالى من سور البقرة؛ فقد كان مبتوراً حقاً و إجحافاً بحقه تعالى وتعدّ مصيبة على من يدعي الدّين و التقوى .. حيث يتعدى سوء ألأدب و آلتجاوز في حضرة الباري العظيم و استهزاء بمكانة وعظمة المعشوق المعبود الازلي .. وأتمنى ان يكون ذاك جهلاً.
و هذا(الادب) هو ما أكّده (ابو حمزة الثمالي) (رض) بنفسه في دعائه الذي أشرته لي كما الانبياء والمعصومين عليهم السلام .. لكنك لم تلتزم به بنفسك خصوصا في مسألة الأدب مع الله تعالى و كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون، وأرجوا ان لا يتكرر ذلك مستقبلاً !
من جانب آخر : أنتَ تُخاطبني من خلال مرتبة وجوديّة دنيّة دُنيوية .. أرضية .. تتمحور حول بعض المسائل الفقهية المحدودة “المتحجرة” التي تُناسب طلبة المرحلة الأولى في الحوزة .. الذين ما زالوا و العوام حائرين في دراسة معاني و تعريب(جامع المقدمات) و (الالفية) و أصول وفروع الدّين والتقليد وغيرها !!
بينما نحن بفضل الله قد عبر الأسفار الكونيّة و قطعنا مدن العشق و سبعة اشواط من مدن الأسفار على يدي أستاذنا الصدر الاول .. واشواطا بعيدة في المراتب الكونية بفضل الله بعد ما قهرنا الصعوبات والاهوال والغربة الصعبة التي ما زلنا نعانيها .. و بتنا رغم كل الهوال والحمد لله قاب قوسين او أدنى من مدينة السلام الأبدية ..
و يُمكنكَ بعد تمزيق شرنقة التكور و التوقع على ما أنت عليه _ إن كنتَ قديراً على تجاوز ذلك _ الأطلاع على مصاديق تلك الأسفار الكونية من خلال اكثر من ٥٠ كتاباً وألف مقالة ومقالة في مختلف شؤون الوجود والعرفان ..
فالوجود يا عزيزي له مراتب و آفاق عديدة يراها أهل القلوب فقط و لا بُد من معرفتها والولوج فيها و ليست سهلة كما ليست لكل من إدعى الاسلام و حتى الايمان .. خصوصا عامّة الناس في هذه الزمن المالح جدّاً كما قد تشهد الواقع اليوم من حولك في حياة و تعامل الناس وهم حيارى و عاجزين يحومون على اطراف المرتبة الأولى من تلك المراتب .. حتى علماؤهم الذين ما زالوا مبتلين بحلّ مسألة فقهية تكاد تكون اثرها صفراً في حاية و مصير الناس ؛ فما زالوا (العلماء) يبحثون عن المدخل للولوج بحضرة المعشوق .. و أنى لهم ذلك لأنهم قفلوا على أنفسهم .. لذا أكثرهم لا يجدوه لفقدهم لمعالم الاخلاص و الادب الذي هو سيّد الاخلاق في سلوكهم .. ناهيك عن العوام والمنافقين منهم خارج تلك المدارات!؟
وإعلم يا صديقي بأنّ تلك المبادئ الكونيّة التي أشرنا لها .. هي مُقدّمات أولية عرضتها بخدمتكم و خدمة كل من يُريد الوصول للحق .. والقصة طويلة و تحوي الكثير من الأسرار والمخاطر التي تحتاج لقلوب صافية مطهرة و واثقة لم تُدنس بالجاهليات المختلفة على كلّ صعيد! و هذا ما لا يسع له المجال الآن لعرضها مع العذر والباقي إنْ أردت تجده في مؤلّفاتنا العديدة خصوصا كتابنا الموسوم بـ:
[نظرية المعرفة الكونية]، و كذلك :
[أسفار في اسرار الوجود] مؤلّف من خمسة أجزاء ..
و اختصاراً تجد بعضه في كتابنا الاخر بعنوان :
[الأسفار الكونية السبعة]، وغيره .
و هناك الكثير من الاسرار و الأمور اللطيفة لكن لا استطع البوح بها الآن لأيّ كان لاسباب كثيرة منها؛ الحاجة للتمهيدات و سوء صحّتي الجسديّة منذ عقدين و كذلك الوقت .. لانشغالي حاليا بمؤلف عن الامام الحجة(ع) ..
و لربما نلتقي لاحدّثك عن بعضها من قرب ان شاء الله عن ما يمكن الحديث عنه.. وان كانت تحتاج لمقدمات كثيرة!؟
والتوفيق من الله اولا وأخيرا ..
و (افضل الاعمال في هذا الشهر هو الأستغفار والتوبة) لاننا في دار الذنوب كما قال المولى، و بعدها ؛ (الصلاة على محمد وآله).
و لا تنسانا بالدّعاء ..
وان كنتَ نشرتَ رسالتك الأعتراضية لنا أعلاه في أيّ كروب .. فعليكَ نشر جوابي هذا أيضاً على الأقل ليفهم الناس حقيقة الأمر .. حتى لا تُكتب وتُسجل عليك غيبة لا سامح الله بغيابي (غياب ردّي هذا) .. وليفهم الناس كل الحقيقة الضائعة بسبب التفسيرات الشكلية.
فقد حدّثني للأسف بعض إخوتنا سابقاً بأنكَ .. فيما مضى كررت هذا الامر و كتبتَ عني منتقداً مسائل لم تدرك غاياتها بغيابي في بعض الكروبات المعنيّة للكورد الفيليّة .. وانا لم اكن متواجداً فيها للرد عليك وهذا ليس بإنصاف ولا عدل ..
على كل حال أنتَ حُرّ يا عزيزي و نلتقي غدا عند حاكم عدل حتماً.
و تقبل الله سعيكم و اعمالكم .. وسلامي الخاص لجميع الاخوة الأحبة والاهل و ايضا الحاج الأستاذ ابو فاطمة جزاه الله خير الجزاء على سعيه في متابعة قضيتي التي جسدت مظلومية المؤمنين الحقيقيين في عراق الجهل.
حيث كان من المقرر ان اسافر للعراق لتكملة معاملة تقاعدي التي ما زالت على الرف بسبب الموازنة .. لكن الطبيب منعني من السفر حالياً .. و أتمنى أن تصلني منه أخباراً طيبة.
و سلامي الخاص ايضاً للاهل والاخوة الأعزاء.
اخوك المحب لله و لكَم :
عزيز (ابو محمد)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إليكم نصّ تلك آلتهنئة لأهل القلوب :
[أهنئ أصحاب القلوب الطيبة في هذا العالم المزيّف و في مُقدّمتهم ألرّياضيين كلاعبي كرة القدم لكونهم أصحاب قلوب طيبة خالية من النفاق و البغض و الشحناء و الغيبة و النميمة, لذلك يستحقون الخير مع المخلوقات الأخرى كآلحيوانات الأليفة و قبل كلّ الطبقات الإجتماعيّة و السّياسية خصوصاً التي مُسخت قلوبهم السوداء للأسف بسبب لقمة الحرام بإستثناء القائمين على المنتديات الفكريّة حول العالم, الذين أتمنى لهم رمضان كريم و مجالس مُفعمة بآلفكر و بآلمحبة و التواضع و الوئام و المعرفة لتطهير القلوب لحمل الأمانة .. لا لزيادة الوزن و السكر و الدّهن و اللحم و الشحم في أجسادهم كما هو حال المتخمين الطفيليين العاطلين].
(2) نصّ الرسالة الاعتراضية لصديقنا ابو عمار بشان تهنئتنا الكونيّة لأهل القلوب : شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (١٨٥) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ (١٨٦) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٥-١٨٦]
كيف يفسر العارف الحكيم ، الناس ، ومن هم العباد
يبدو أن تفسيرات العارف افلوطونية
بعيد كل البعد عن الرحمة الإلهية لخلقه وعباده
الإفراط والتفريط كلاهما يؤديان بصاحبهما إلى الهاوية والهلاك .. لماذا يفتتح الاذان ب الله اكبر
هل سألت نفسك يوما لماذا .. ؟؟
يفتتح الأذان بعبارة [الله أكبر]. ولم تكن عبارة أخرى لعلها تكون ( سبحان الله ) أو ( أشهد أن لا إله إلا الله …. ) السر يكمن ،، في هذه الآية من سورة [ الجمعة ]قال الله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ” ليس السبب في اختيار هذه العبارة هو التنبيه ،، أو ،، شد انتباه السامع فحسب بل .. !! للفت [ النظر ] أن كل ما يشغلك في هذه الدنيا ،، من مشاغل .. ف .. [ الله أكبر ] .. منها إن تدرس وتذاكر .. ف .. [ الله أكبر ] .. مما تقرأه وتحضر له إن كنت تزرع وتحصد .. ف .. [ الله أكبر ] .. من أن تنشغل عن ندائه بزراعة وثمار إن كنت تبيع وتشتري .. ف .. [ الله أكبر ] .. من تلك التجارة وإن ربحت .. لذا ف .. عبارة .. [ الله أكبر ] .. هي خير لنا ما حينا طالما نتابع الأذان بمماثلة القول وترديده وعند .. ( حي على الصلاة ،، حي على الفلاح ) نقول ..,‘ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،‘
ف .. نطلب من الله العون لأداء هذه الشعيرة
ف .. المتابعة من الأذان فيه إقرار وتوافق مع النفس ،، بأن كل ما يقال في الأذان .. هو مطابق لما في صدرك من يقين حق ،، والمسارعة للصلاة فيه إثبات بالفعل ،، على المسارعة لأوامر الله وعدم التماهل …
إلهي لا تؤدبني بعقوبتك … : شرح فقرات من دعاء أبي حمزة الثمالي المتقين | المكتبة
إنتهى نصّ الرسالة كما وردني ..