إعتراض وجيه على تهنئة بمناسبة شهر رمضان :

الكاتب العراقي عزيز الخزرجي

كما كل عامّ و ليس (سنة) باركت لأهل القلوب حلول شهر رمضان المبارك .. و في مقدّمتهم الرياضيّون أصحاب القلوب الطيبة و أحباب جميع طبقات الناس و كافة ألأعمار بلا إستثناء و كذلك الحيوانات من بعدهم و الأليفة منها بشكل خاص لأنها تملك قلوباً يذوب لها كل محبّ له وجدان ..

لكن صديق عزيز علينا كنيته (أبو عمار) من المؤمنين التقليديين إعترض كعادته برسالة مبتورة على مضمون تلك التهنئة(تهنئتنا)(1) حيث سبق أنْ كرّرها سابقاً في مناسبات أخرى دون الردّ عليه .. حيث كتب لنا إثرها رسالة عبر الواتسآب أعتقد نشرها كعادته من دون موافقتي ضمن مجموعة كروبات خاصّة من دون عرض جوابنا له – لتشويش ذهن القارئ من حيث يعلم أو لا يعلم – و هذا ما جعلني أن أكتب ردّاً كي لا يُساء فهم العامة بإدلجة القضية كلها .. و قد كرّر ذلك سابقاً بغير حقّ شرعيّ .. لأنّ الكتابة أو التحدث في محفل خاص أو عام على شخص غائب و لو بإشارة من بعيد؛ يُعتبر غيبة .. و الغيبة أشدُّ من القتل و أشدّ من الزنا و أشد من كلّ الذنوب لأسباب يعرفها أهل القلوب فقط, لكنها إنتشرت اليوم بفضل الأحزاب المتحاصصة بين الناس و كأنه حلال مباح و ثواب للأسف !!

المهم أحببتُ أن أعرض عليكم ما جرى بدءاً برسالة صديقنا أبو عمار(الدّنيوية)(2) ثم رسالتي الجوابيّة الكونيّة التي أتمنى أن يدرك ولو بعضها .. علّها تكن درساً مفيداً له و لأكثر الناس خصوصاً لِمن يعيش الحيرة و المعاناة في هذا الزمن المُرّ الذي إنتشرت فيه لقمة الحرام و الخداع و الكذب بين قوى العقل و القلب و لا يُعرف المبتلى بها الفرق .. بسبب الدِّين التقليديّ السائد في عالم اليوم بين المذاهب عامّة :

أما نصّ رسالتي الكونية له فهو التالي بعنوان :

رسالة كونيّة جواباً على رسالة دُنيويّة
أرسلها صديق قديم يُوصيني بدعاء ابا حمزة الثمالي ..
و إليكم نصّ رسالتي الجوابيّة الكونيّة :
سلام من السلام عليكم .. و بعد :
اخي أبا عمار ؛
معك الحقّ في ما تفضلت به من ملاحظات وتوصيات في رسالتك المبتورة بشكل عام ..
ومن جانبي .. و إبتداءاً أقول لكم :
[كل شيئ لم يبدء ببسم الله فهو أبتر] .
و حقّاً كان كلامكَ (رسالتك) كانت مبتورة في أجزائه و كلياته و (حتى في نسقه العام)
هذا بالنسبة للكلام العادي والحديث المتعارف عليه والذي كتبته برسالتكم لنا!
أما إذا كان الكلام ( كلام الله تعالى) .. وكما بدأتها بأيات منه تعالى من سور البقرة؛ فقد كان مبتوراً حقاً و إجحافاً بحقه تعالى وتعدّ مصيبة على من يدعي الدّين و التقوى .. حيث يتعدى سوء ألأدب و آلتجاوز في حضرة الباري العظيم و استهزاء بمكانة وعظمة المعشوق المعبود الازلي .. وأتمنى ان يكون ذاك جهلاً.
و هذا(الادب) هو ما أكّده (ابو حمزة الثمالي) (رض) بنفسه في دعائه الذي أشرته لي كما الانبياء والمعصومين عليهم السلام .. لكنك لم تلتزم به بنفسك خصوصا في مسألة الأدب مع الله تعالى و كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون، وأرجوا ان لا يتكرر ذلك مستقبلاً !
من جانب آخر : أنتَ تُخاطبني من خلال مرتبة وجوديّة دنيّة دُنيوية .. أرضية .. تتمحور حول بعض المسائل الفقهية المحدودة “المتحجرة” التي تُناسب طلبة المرحلة الأولى في الحوزة .. الذين ما زالوا و العوام حائرين في دراسة معاني و تعريب(جامع المقدمات) و (الالفية) و أصول وفروع الدّين والتقليد وغيرها !!
بينما نحن بفضل الله قد عبر الأسفار الكونيّة و قطعنا مدن العشق و سبعة اشواط من مدن الأسفار على يدي أستاذنا الصدر الاول .. واشواطا بعيدة في المراتب الكونية بفضل الله بعد ما قهرنا الصعوبات والاهوال والغربة الصعبة التي ما زلنا نعانيها .. و بتنا رغم كل الهوال والحمد لله قاب قوسين او أدنى من مدينة السلام الأبدية ..
و يُمكنكَ بعد تمزيق شرنقة التكور و التوقع على ما أنت عليه _ إن كنتَ قديراً على تجاوز ذلك _ الأطلاع على مصاديق تلك الأسفار الكونية من خلال اكثر من ٥٠ كتاباً وألف مقالة ومقالة في مختلف شؤون الوجود والعرفان ..
فالوجود يا عزيزي له مراتب و آفاق عديدة يراها أهل القلوب فقط و لا بُد من معرفتها والولوج فيها و ليست سهلة كما ليست لكل من إدعى الاسلام و حتى الايمان .. خصوصا عامّة الناس في هذه الزمن المالح جدّاً كما قد تشهد الواقع اليوم من حولك في حياة و تعامل الناس وهم حيارى و عاجزين يحومون على اطراف المرتبة الأولى من تلك المراتب .. حتى علماؤهم الذين ما زالوا مبتلين بحلّ مسألة فقهية تكاد تكون اثرها صفراً في حاية و مصير الناس ؛ فما زالوا (العلماء) يبحثون عن المدخل للولوج بحضرة المعشوق .. و أنى لهم ذلك لأنهم قفلوا على أنفسهم .. لذا أكثرهم لا يجدوه لفقدهم لمعالم الاخلاص و الادب الذي هو سيّد الاخلاق في سلوكهم .. ناهيك عن العوام والمنافقين منهم خارج تلك المدارات!؟


وإعلم يا صديقي بأنّ تلك المبادئ الكونيّة التي أشرنا لها .. هي مُقدّمات أولية عرضتها بخدمتكم و خدمة كل من يُريد الوصول للحق .. والقصة طويلة و تحوي الكثير من الأسرار والمخاطر التي تحتاج لقلوب صافية مطهرة و واثقة لم تُدنس بالجاهليات المختلفة على كلّ صعيد! و هذا ما لا يسع له المجال الآن لعرضها مع العذر والباقي إنْ أردت تجده في مؤلّفاتنا العديدة خصوصا كتابنا الموسوم بـ:
[نظرية المعرفة الكونية]، و كذلك :
[أسفار في اسرار الوجود] مؤلّف من خمسة أجزاء ..
و اختصاراً تجد بعضه في كتابنا الاخر بعنوان :
[الأسفار الكونية السبعة]، وغيره .
و هناك الكثير من الاسرار و الأمور اللطيفة لكن لا استطع البوح بها الآن لأيّ كان لاسباب كثيرة منها؛ الحاجة للتمهيدات و سوء صحّتي الجسديّة منذ عقدين و كذلك الوقت .. لانشغالي حاليا بمؤلف عن الامام الحجة(ع) ..
و لربما نلتقي لاحدّثك عن بعضها من قرب ان شاء الله عن ما يمكن الحديث عنه.. وان كانت تحتاج لمقدمات كثيرة!؟
والتوفيق من الله اولا وأخيرا ..
و (افضل الاعمال في هذا الشهر هو الأستغفار والتوبة) لاننا في دار الذنوب كما قال المولى، و بعدها ؛ (الصلاة على محمد وآله).
و لا تنسانا بالدّعاء ..
وان كنتَ نشرتَ رسالتك الأعتراضية لنا أعلاه في أيّ كروب .. فعليكَ نشر جوابي هذا أيضاً على الأقل ليفهم الناس حقيقة الأمر .. حتى لا تُكتب وتُسجل عليك غيبة لا سامح الله بغيابي (غياب ردّي هذا) .. وليفهم الناس كل الحقيقة الضائعة بسبب التفسيرات الشكلية.
فقد حدّثني للأسف بعض إخوتنا سابقاً بأنكَ .. فيما مضى كررت هذا الامر و كتبتَ عني منتقداً مسائل لم تدرك غاياتها بغيابي في بعض الكروبات المعنيّة للكورد الفيليّة .. وانا لم اكن متواجداً فيها للرد عليك وهذا ليس بإنصاف ولا عدل ..
على كل حال أنتَ حُرّ يا عزيزي و نلتقي غدا عند حاكم عدل حتماً.
و تقبل الله سعيكم و اعمالكم .. وسلامي الخاص لجميع الاخوة الأحبة والاهل و ايضا الحاج الأستاذ ابو فاطمة جزاه الله خير الجزاء على سعيه في متابعة قضيتي التي جسدت مظلومية المؤمنين الحقيقيين في عراق الجهل.
حيث كان من المقرر ان اسافر للعراق لتكملة معاملة تقاعدي التي ما زالت على الرف بسبب الموازنة .. لكن الطبيب منعني من السفر حالياً .. و أتمنى أن تصلني منه أخباراً طيبة.
و سلامي الخاص ايضاً للاهل والاخوة الأعزاء.
اخوك المحب لله و لكَم :
عزيز (ابو محمد)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إليكم نصّ تلك آلتهنئة لأهل القلوب :
[أهنئ أصحاب القلوب الطيبة في هذا العالم المزيّف و في مُقدّمتهم ألرّياضيين كلاعبي كرة القدم لكونهم أصحاب قلوب طيبة خالية من النفاق و البغض و الشحناء و الغيبة و النميمة, لذلك يستحقون الخير مع المخلوقات الأخرى كآلحيوانات الأليفة و قبل كلّ الطبقات الإجتماعيّة و السّياسية خصوصاً التي مُسخت قلوبهم السوداء للأسف بسبب لقمة الحرام بإستثناء القائمين على المنتديات الفكريّة حول العالم, الذين أتمنى لهم رمضان كريم و مجالس مُفعمة بآلفكر و بآلمحبة و التواضع و الوئام و المعرفة لتطهير القلوب لحمل الأمانة .. لا لزيادة الوزن و السكر و الدّهن و اللحم و الشحم في أجسادهم كما هو حال المتخمين الطفيليين العاطلين].
(2) نصّ الرسالة الاعتراضية لصديقنا ابو عمار بشان تهنئتنا الكونيّة لأهل القلوب : شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (١٨٥) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ (١٨٦) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٥-١٨٦]
كيف يفسر العارف الحكيم ، الناس ، ومن هم العباد
يبدو أن تفسيرات العارف افلوطونية
بعيد كل البعد عن الرحمة الإلهية لخلقه وعباده
الإفراط والتفريط كلاهما يؤديان بصاحبهما إلى الهاوية والهلاك .. لماذا يفتتح الاذان ب الله اكبر
هل سألت نفسك يوما لماذا .. ؟؟
يفتتح الأذان بعبارة [الله أكبر]. ولم تكن عبارة أخرى لعلها تكون ( سبحان الله ) أو ( أشهد أن لا إله إلا الله …. ) السر يكمن ،، في هذه الآية من سورة [ الجمعة ]قال الله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ” ليس السبب في اختيار هذه العبارة هو التنبيه ،، أو ،، شد انتباه السامع فحسب بل .. !! للفت [ النظر ] أن كل ما يشغلك في هذه الدنيا ،، من مشاغل .. ف .. [ الله أكبر ] .. منها إن تدرس وتذاكر .. ف .. [ الله أكبر ] .. مما تقرأه وتحضر له إن كنت تزرع وتحصد .. ف .. [ الله أكبر ] .. من أن تنشغل عن ندائه بزراعة وثمار إن كنت تبيع وتشتري .. ف .. [ الله أكبر ] .. من تلك التجارة وإن ربحت .. لذا ف .. عبارة .. [ الله أكبر ] .. هي خير لنا ما حينا طالما نتابع الأذان بمماثلة القول وترديده وعند .. ( حي على الصلاة ،، حي على الفلاح ) نقول ..,‘ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،‘
ف .. نطلب من الله العون لأداء هذه الشعيرة
ف .. المتابعة من الأذان فيه إقرار وتوافق مع النفس ،، بأن كل ما يقال في الأذان .. هو مطابق لما في صدرك من يقين حق ،، والمسارعة للصلاة فيه إثبات بالفعل ،، على المسارعة لأوامر الله وعدم التماهل …
إلهي لا تؤدبني بعقوبتك … : شرح فقرات من دعاء أبي حمزة الثمالي المتقين | المكتبة
إنتهى نصّ الرسالة كما وردني ..

About عزيز الخزرجي

ألسيرة الشخصيّة _ للفيلسوف الكوني عزيز حميد الخزرجي * ولد الفيلسوف عام 1955م في الأول من شهر تموز وسط العراق – محافظة واسط ثم إنتقل إلى بغداد لأكمال دراسته الأكاديمية و الحوزوية في نفس الوقت, حيث درس في عدة جامعات و حصل على عدّة شهادات عالية في مجموعة من الأختصاصات إلا أن تأريخه الحقيقي هو - إمتدادٌ لتأريخ آلحركة آلفكرية آلأنسانية - الكونية لأجل المحبة و آلعدالة و آلحرية و آلمساواة كوريث للتراث الفكري الأنساني - الكوني, لذلك تحَمّلتُ قيادة آلصراع ضد آلظلم و آلأفكار آلوضعية كأمين عام لحركة آلثورة الأسلامية بدأ حياته الفكرية - التغييرية في بداية آلسبعينات, بجانب تعاونه مع باقي الحركات الفكرية و السياسية و الأسلاميّة التي شاركتنا المحنة في نفس تلك الأهداف المقدسة ضد النظام البعثي الصدامي )المجرم و كل أنظمة الفساد في العالم بقيادة (المنظمة الأقتصادية العالمية, و مرّتْ آلسّنون علينا كالجّمر و لا زلنا نكابد الضيم و الظلم و الجشع بسبب فساد المفسدين في الأرض. * ولأّنّ والده(رحمه آلله) كان له نشاطاً سياسياً في بداية حياته ضد الأنظمة الظالمة و منها آلنظام البعثي الهمجي ألهجين, لذلك واجهت العائلة و الأصدقاء و الأقرباء الكثير من المحن و المواجهات مع الظالمين و تَطَبّعوا منذُ آلبداية على آلرفض المطلق لتلك آلأنظمة الجاهلية ألتي خنقت آلأنفاس و آلحرّيات و هدرت حقوق الناس و قتلت آلمفكرين و آلعلماء و آلمثقفين ليحلّ آلموت بَدَلَ آلحياة في كلّ حدبٍ و صوب في آلبلاد وآلعباد وآلعراء ليترك شعباً معوقاً جسدياً و نفسياً و روحياً و ستمدد المحن لأجيال أخرى .. و بذلك بيّضَت تلك الأنظمة و على رأسها نظام صدّام الجاهل بظلمه و جرائمهِ وجْهَ كل طغاة التأريخ بما فيهم آلحجاج بن يوسف ألثقفي و هتلر و موسيليني. * و لإنّ الفيلسوف الكوني الوحيد في هذا الوجود أمن بأنّ آلفكر هو وحده الذي يُمثّل حقيقة وجود آلأنسان؛ لذلك لم يترك كتاباً فكريّاً أو فلسفياً أو تأريخياً أو إجتماعياً..إلّا و طالعهُ بدقة و تأنٍ, كي لا يفوته شيئ من تأريخ الكون و الأنسان, لكونه إنسان إرتقى سلم الآدمية بعد ما كان مجرد أحد البشر .. فدرس إيبستيمولوجيا المعرفة من وصية أبينا آدم(ع) ألتي أتى بها إلى آلأرض ثم تنقل من يد لآخر, مروراً بنزول "إقرأ" في آلقرآن آلكريم كآخر كتاب سماوي في الأرض و إلى آخر نتاجٍ فكريّ مُعاصر .. سريعاً أو متأملاً؛ مُسْتطلعاً أو باحثاً - لكنّه و يا للحيرة كلّما كان يغوص في أعماق معارف آلآفاق و آلأنفس أكثر؛ كلّما كنتُ أحسّ بآلمزيد من آلجّهل و آلحيرة أمام عظمة آلحقائق و آلعلوم و الجمال و آلأسرار آللامتناهية في هذا الوجود كانت تؤرّقه و تشلّ إرادته حد التسليم مسبباً له الدوار في رأسه, و كاد أن يستسلم أمامها .. مِراراً .. لولا آلألطاف آلألهية ببركة أهل آلبيت(ع) المظلومين و عشقه الكبير لله تعالى آلذي أعانه في كلّ نجاح حقّقته حتى صار أميناً على رسالة الكون العظيمة التي تركها الناس الذين فقدوا الضمير و الوجدان و آلرحمة .. و وُفّق إلى حد كبير في آلرّبط و ليس – آلدّمج - بين آلأفكار و آلعقائد و آلعلوم الطبيعية و الأنسانية من خلال نتاجات عديدة كسلسلة ؛[أسفارٌ في أسرار آلوجود] و [ألسياسة و آلأخلاق ؛ من يحكم من؟] و [مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية] و [محنة الفكر الأنساني] و [ألأزمنة البشرية المحروق] و [فلسفة الفلسفة الكونية] و غيرها, بجانب "آلمقالات" التي ملأت الآفاق - لأنّ الدّمج و آلخلط بين آلأفكار يُسبّب آلفوضى و آلتناقض و آلجنون في فكر آلأنسان المثقف الأكاديمي و الباحث و كل من يسلك طريق الثقافة و الادب, و بالتالي ألتّشتُتَ و آلضياع, و تلك لعمري هو حال معظم - إن لم أقل كل - ألمُتثقفين ألمعاصرين! لذلك كان الفيلسوف الكوني و ما زال يستقبل و يستمع لكلّ آلآراء كي يعرف مواقع الخطأ و آلشبهة للوصول إلى خفايا الحقيقة مهما كان الثمن لبيان آلحقّ للناس كما يستحق. * و يعتقد الفيلسوف الكوني بأن آلأنسان لا يمثل إلّا آلفكر بجانب المحبة, لأن [الدين و العلم تؤأمان؛ إن إفترقا إحترقا], و قوله أيضا: [الأشجار تتكأ على الأرض لتنمو و تثمر لكن الأنسان يتكأ على المحبة لينمو و يثمر]؟ و لا يتكامل الفكر إلا مع القلب الرؤوف في اجواء الأمن و الهدوء .. و آلأهم ما في آلفكر هو مرجعية ذلك آلفكر و قواعده, و إذا ما أردنا لذلك آلفكر أن ينتشر من قبل آلنخبة فلا بُدّ من تحديد آلمنهج ألأمثل و آلعمل آلفكري جنباً إلى جنب مع آلتواضع و آلأخلاق والسلوك السوي؟ لأنّ آلمجتمع ألذي لا يصنع أفكارهُ آلرئيسية بنفسه لنيل آلكمال؛ لا يُمكنه حتّى من صنع آلحاجات آلضرورية لأستهلاكه و معيشته,وهكذا المنتجات الضرورية لتصنعيه! كما لا يُمكن لمجتمعٍ في عصر آلنهضة و(المعلومات)أن يُحقّق آلبناء و آلإعمار والرّقي بآلأفكار آلمستوردةِ ألجاهزة التي قد يستطيع النطق بها وكتابتها؛ لكن من المستحيل وعيها و درك أبعادها, لأنها مُسلّطة عليه و تكمن فيها الأسرار من الداخل و آلخارج و لذلك بقيت حال الدول العربية و الأسلامية كما هي تُراوح في مكانها: إلأمة التي تريد أن تتطور تحتاج إلى آلأصالة آلفكرية و آلتوحيد آلعملي ألضّامن للنهضة و الأستقلال آلأقتصادي و آلسّياسي, و آلمفكر و فوقه الفيلسوف يتحمل مسؤولية ذلك لتحقيق آلعدل و آلخير, و كذا آلوقوف بوجه آلظلم قبل آلغير .. وفي أيّ بقعة ومكان من آلأرض. * و يعتقد باننا لو قدرنا على ربط آلأفكار و آلمفاهيم و آلقيم و آلعلوم و برمجتها منطقياً للتطبيق بدون آلدّمج؛ لتمكّنا من آلعيش أحراراً و لحقّقنا آلكثير لدُنيانا و آخرتنا, من غير أنْ يفرض آلآخرون آرائهم علينا أي إستعمارنا! فالمعرفة بجانب الأيمان هي القدرة و آلأستكمان لنشر آلعدالة وتقليل زوايا آلظلم و آلفساد و الفقر و آلأستغلال على آلأقلّ, و هذا هو فنّ آلسياسة اللأنسانية الكونية آلمشروعة في آلفكر آلأسلامي و نقطة آلأنطلاق آلصحيحة للبدء بآلأسفار الكونية للوصول إلى مدينة العشق! و لأجل تلك آلمقدمات, وآلجهل بسِرّ آلأسرار في آلكون و آلخلق بدأ الفيلسوف الكوني الخزرجي .. بالبحث عن فضاآت أرحب للمعرفة و لأطلاق عنان الفكر, لذلك لا بد من التوكل على الله و البدء بآلأسفار شرقاً و غرباً, خصوصا بعد ما عجزت حوزةآلنجف بكل ثقلها العلمي و تأريخها من إرواء ضمئه آلروحي و آلفكري .. حيث لم يجد ضالته فيها خصوصاً بعد إستشهاد أستاذه آلروحي ألعارف ألفيلسوف محمد باقر آلصدر(قدس), فقد بدأ يشعر من بعده بالموت آلبطيئ مع إستمرار البعث آلهجين بفسادهِ في آلحكم لتقرير مصير الشعب العراي الذي عاش و مازال يعيش في أعماق الجهل, فمضي باحثاً عن جواب شافي لقلبه و روحه ألمتلهفة لمعرفة الحقيقة و ما كان يدور حول العالم وفي هذا آلكون من آلألغاز و آلأسرار و آلرموز آلتي أحاطتْ بفكره وسط أمواجٍ و إعتراضات و أسئلةٍ عصيّةٍ على آلمقاومةأباحت حتى دمه! * كانتْ مدينتا (قمّ و طهران) بعد أوربا .. ألمحطة ألسابعة وآلثامنة بعد هجرته الأولى من آلعراق عام1979م, حيث لمس فيهما آلحقيقة كلها تقريباً لوجود أساطين العلم و الفلسفة أمثال المطهري والآملي! فعكف على مطالعة أفكار آلعلماء وآلعرفاء و إلتقاهم شخصيّاً و تباحث معهم لسنين منهم فيلسوف العصر جواد الآملي الذي طمأنني بأني مُؤهل لزعامة الفكر الأنسانيّ - الكوني وإن كان قد خسر عمراً مع أحكام المنطق و الاصول و التقليد الشخصية البالية التي لم تغن و لم تسمن من جوع والتي تعلّمها في النجف, و مؤكّداً بأن الحكمة العملية قد ينالها صاحب القلب السليم فجأة بإذن الله, و كما كان حال السهروردي و السلطان شاه آبادي و الملا صرا و (إبن سينا) الذي قال :[ لقد كان (أبو سعيد أبو الخير) سبباً في تقدّم إيماني 50 عاماً للأمام] كان هذا بعد لقائه و مرافقته للعارف أبو سعيد في نيشابور التي تسمى بخراسان ومدينة(مشهد اليوم)في قصة وحادثة معروفة عرضناها في مباحثنا, لكنّه - اي الفيلسوف الكوني - ترك تلك آلبلاد ألآمنة ألعامرة بآلعرفان و آلعشق و آلأسلام آلأصيل عام1995م بإذن شرعيّ, إلى أقصى آلدّنيا شمال أمريكا(كندا) لتكتمل غربته في هذا آلوجود(الروحية والمادية), حيث إنقطع عن آلأصل والفرع تباعاً, و إنْ إرتاح وإنتعش آلجسم - ببعده المادي قليلاً لكنه بآلمقابل عانى ألم الفراق والبعد عن معشوقي الأزلي وسط غربة مضاعفة أضيفت لغربته الأولى حين أنقطع عن الأصل يوم ولد في هذه الدنيا بكل معنى الكلمة, و رغم كل المعوقات والغربة فقد إنطلق آلفكر و في جولة أخرى وسط مجتمع يختلف كثيراً عن شرقنا, و ما إستقرّت روحه و ما إرتاحت حتى هذه اللحظة.. بل عانى آلكثير حين أدرك محنة حقيقة الأنسان في بلد "آلديمقراطية" بكلّ أبعادها, و أحسّتْ بتفاهة – بل خطورة - ألبعد آلمادي عندما يتجَرّد آلأنسان من بُعدهِ آلرّوحي و آلفكريّ في معركة الحياة مهما كانت تلك البلاد متطورة مادياً و تكنولوجيا, لأنّ آلمادّة لا تُمثّل حقيقتنا الأساسية, بل آلأصل هو قلب آلأنسان و ضميره آلباطن و وجدانهُ - بآلطبع يقصد الحكومات و الأنظمة و ليست الشعوب المغلوبة فيها بسببهم! و رغم هذه آلمأساة .. لكنه لم يستكين و لم يستسلم في آلبحث عن ضآلته! لهذا بقي غريباً بحقّ .. عن آلدّيار و آلآثار و آلأصول و الجذور .. فطباعه الشرقية بقيت هي الأصل الذي يحرّكه! *في تلك البلاد طالع بشغفٍ أسباب محنة آلأنسان و وجهته المعاصرة وسط زبرجة الحياة و صوت التحرر, و قارنها مع قصة آلفلسفة و آلوجود, و أصل آلأفكار و دواعيها, و آلصراع آلأزلي بين الخير و آلشر, و علّة تفنّنْ آلأنسان في آلأستغلال و آلتسلط, و نشأة آلكون و أصل آلوجود, و نظرية ألـ (ألبَك بَنك), و حقيقة المادة ونشأتها و مكونات الذرة و آلزمن .. و سبب "قَسَم" آلله تعالى بـ " آلعصر"؟ و هل يتقدم أم يتأخر مع آلحركــــة؟ يزيدُ أم ينقص مع إســتمرار آلحياة؟ ثم أسرار و مقياس آلجمال في آلوجود! و علاقة آلقلب مع آلعقل, و آلجسم مع آلروح, و رابطة تلك القوى آلمجهولة مع آلنفس! و آلكلّ مع منبع آلفيض آلألهي. و آلحكمة من كل تلك آلألغاز في آلوجود! وهل آلأنسان و كلّ تلك آلألغاز خُلقتْ لغاية عظمى؟ و هل حقاً لنا وجود في آلوجود؟ أم إننا قائمون بوجود أصل حقيقي نجهله؟ و هل نُفنى و يفنى كلّ هذا الوجود .. بعد "آلصّورَتَينْ" ليبقى فقط وجه ربك ذو آلجلال و آلأكرام؟ وإذا كان كذلك؛ فلماذا إذن كل تلك المحن و المكابدة و آلأسفار في آلآفاق و آلأنفس و آلملكوت؟ ماذا وراء تلك آلحِكَمِ ألمكنونة؟ و أين يكمن سرّ آلأسرار؟ و تأسف بل كثيرا ما بكى ولا زال لمحنة أخيه الأنسان و لمحنته و لمحنة"جبران خليل جبران" و"إيلياأبو ماضي" و "أبو سعيد أبو الخير".. لأنه عندما إلتقى بآلعارف أبو الخير .. كان من وراء حجاب في عالم آلبرزخ الذي يتوسط بين الدنيا و الآخرة .. لذلك لم يجديه جواب الفيلسوف على حِمَمِ أسئلتهِ آلكبيرة آلتي تركها بعد ما نثرها على آلعالمين قبل قرنٍ تقريباً.. معلناً "لستُ أدري" .. ومن أين أتيْت؟ و كيف أتيتْ؟ و إلى أين أتيتْ؟ و لِمَ أتيتْ؟ و مع من أتيتْ؟ و إلى أين أرجع؟ أمّا فيلسوفنا القدير فقد علم .. لكنه تأسف من تلك المعلومة و تمنى بان لم يكنْ قد علم!؟ لأنه علم أنه لا يعلم شيئاً من سرّ آلوجود و آلزمن و آلجمال و أصلّ آلشر في آلأنسان .. سوى حقيقة واحدة .. هي حبّه للأنسان رغم كل الذي لاقاه منه, فقد جبلت نفسه عليه مُذ كان صغيراً! ليعيش بين حقائق و تناقضات كثيرة! لأنّ ألصدق في آلحب مع آلناس يعني تدمير النفس, كماآلصدق مع آلذات يعني قتل الذات. و هل هناك أصعب من أن يعيش آلأنسان مُحمّلاً بأثقالٍ عجز عن حملها آلسمواتُ و آلأرض و أشفقن منها!؟ لذلك طالما كان يقول؛ شيّبتني تلك الأمانة آلتي إحتوتني بإختيار و بلا إختيار! فأكتملت محنتي و زاد تواضعي حين أدركتُ آلحقيقة آلكبرى و تلك آلأمانة آلثقيلة .. خصوصاً عندما طالع وصيّة العارف الكبير "إبو سعيد أبو الخير" للعارف آلفيلسوف " أبن سينا" حيث قال له عقب حادثة محيّرة: [عليك يا أبن سينا أن تخرج من آلأسلام آلمجازي و تدخل في آلكفر آلحقيقي], فأعقب آلفيلسوف آلهمام أبن سينا على تلك آلوصية بالقول: [ لقد سبّبتْ لي تلك الجملة تقدميّ في مدارج آلأيمان خمسين عاماً"! * بعد هذا السفر العظيم, بقي الفيلسوف الكوني مهموماً .. كئيباً .. مثقلاً .. أذاب آلصبر على آلمعشوق جسده النحيل وأثقل روحه حتى عاد لا يتحمّله, و ما يُدرينا .. لعله سيبقى لولا رحمتهِ حائراً وحيداً مكتئباً مكسور القلب مغترباً بقية العمر كقدر كونيّ حتى يلقى محبوبه الأولي في يومٍ موعود لا شكّ فيهِ!؟ * و رغم كونه فيلسوفاً كونيا وحيداً بعد ما كان مجرد مهندسا و مدرسا ثم مديراً و متخصصا و أستاذا جامعياً, و حائزاً على دبلوم إختصاص في تكنولوجيا آلتربية, و ماجستير في علم النفس, و متخصص في الفلسفة بالأضافة لدورات علمية عديدة – إلّا أنّ كل ذلك آلخزين آلعلمي و آلمعرفي و آلتجارب آلعملية لا تعادل دُروس آلعرفان و العشق و آلأخلاق ألتي تعلّمها و أخذها مباشرةً من أستاذه ألأنسان بل الآدميّ ألشهيد ألفيلسوف محمد باقر آلصدر(قدس)أثناء زياراته له في آلنجف آلأشرف خلال السبعينات نهاية كل شهر و مناسبة! و لم يترك في وجوده كل تلك الأختصاصات بجانب عشرات آلآلاف من آلأساتذه أثراً يذكر – لكون كل كتاب قرأهُ كان أستاذاً له – لكنها لم ترتقى للقدر الذي تركه ذلك آلأنسان الآدميّ ألشهيد ألكامل من حقائق علّمته كيف السبيل لمعرفة الحقيقة وسط الهرج وآلمرج والنقاق و الكذب الذي يعيشه العالم .. كل العالم! * ترك التنظيمات ألحزبية - آلحركيّةرغم تأسيسه لحركة آلثورة آلأسلامية 1975م, حين رأي بأن آلأطار آلحزبي يُقيّد حركته و حركة آلآخرين و تكاد آلصنمية تطغى على حياة الحزبي - آلحركيّ, رغم أهدافهم آلعالية بآلدعوة للأسلام لإنقاذ الأنسان من شر (المنظمة الأقتصادية العالمية) و تأسيس آلحكومة آلأسلامية العلوية بدلها, هذا على الرغم من مباركة كلّ آلمرجعيات آلدّينية للعمل الأسلامي, لأن الكوني لا يمكن أن يحصر نفسه ضمن تنظيم لمنفعة الرؤوساء و كما هو حال كل التنظيمات العاملة إسلامية و غير إسلامية, بلا جدوى ونتيجة, خصوصاً بعد ما لاحظ عملياًإنقطاع حبل الولاية في مسعاهم و بُعد المتحزب عن محبة الله و الأنسان و التكور حول ذاته ونفسه الأمارة بآلسوء, بسبب دورانهم في حلقات و مدارات آلتنظيم و العمل آلحزبيّ آلمحدود الذي يحجم فكر و روح الأنسان, حيث لم تعد تُناسب حجم و قوة آلأفكار وآلأهداف وآلموضوعات التي كان بصددها خصوصا بعد إنتصار ثورة آلحقّ في آلشرق! * كتب الفيلسوف الكوني مئات آلبحوث و آلاف آلمقالات آلمختلفة و البيانات العامة في آلسياسة و آلفكر و آلأعلام و آلمنهج و آلفلسفة و آلعلوم و آلمناهج, و شارك في ألتمهيد لتأسيس آلمجلس آلأعلى آلعراقي عام1981م, و تأسيس أوّل صحيفة لها بإسم(آلشهادة), وقبلها تأسيس صحيفة آلجهاد بعد ما كانت مجلة شهرية بإسم الجهاد ثم (بيام دعوت) بآلفارسية, و أسّس ألمراكز و آلمواقع و آلمنتديات آلأعلامية و آلفكرية و آلمنابر الثقافية العديدة تباعاً, كان ولا زال تربطه علاقات و صداقة مع الفيلسوف سروش الذي يُعد من أبرز الفلاسفة العشر المعاصرين في العالم, حيث عمل معه لأصدار مجلة سروش ولأعوام و عمل مع كبار المثقفين و السياسيين العراقيين منهم عزّ الدين سليم و أبو محمد العامري حيث كان مستشاراً و منظمماً و مخرجاً لصحيفة(الشهادة)المعروفة و قبلها (الجهاد) و قبل ذلك مجلة (الجهاد) و (رسالة الدعوة) و النشرة الخاصة المحدودة التداول (العيون) والتي كانت توزع على خمسة أشخاص فقط هم: السيد محمد باقر الحكيم و آلشيخ سالك ممثل الأمام الراحل و رئيس قسم المعلومات في المجلس,و كذلك موقع (المنهج الأمثل)وغيره و قصته تطول و تطول نكتفي بهذا ولا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي آلعظيم ألسيد الموسوي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.