بقلم: رياض الحبيّب، خاصّ- مفكّر حُرّ
…….
نقرأ في تقديم ترجمة الأصحاح الـ14 من سِفر طُوبيّا إلى العربية بقلم الخوري يوسف داود عن كلّ من: قرب زوال طوبيّا الشيخ في سنة ماية واثنتين من عمره. وصيّته لابنه وأولاد ابنه. إنباؤه بخراب نينوى ورجوع أورشليم. أمره لهم أن يهجروا نينوى إذا ما دفنوا أمّهم- زوجة الشيخ. ذهاب طوبيا- الإبن- من نينوى بعد موت أمّه إلى دار حَمَوَيه. موت طوبيّا- الإبن- عن عمر تسع وتسعين سنة
…
وتعليقي: هذا الأصحاح هو الأخير في سِفر طُوبيّا المترجم عن اللاتينية- الڤولغاتا- تليه قريبًا إشارات سِفر يهوديث في سلسلة مقالات جديدة
ـــــــ
إليك نصّ طوبيا\14 عن موقع الأنبا تكلا وعن ترجمة الخوري ما بين قوسَين
١وفرغ طوبيا من كلامه وعاش طوبيا بعدما عاد بصيرًا اثنتين وأربعين سنة، ورأى بني (أولاد) حفدته
٢فتمَّت سنوه (فبلغ عمره) مئة واثنتين ودُفِن بكرامة في نينوى
٣وكان حين ذهب بصره ابن ستّ وخمسين سنة، وعاد يبصر وهو ابن ستين سنة
٤وقضى بقية حياته مسرورا. وإذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة انتقل بسلام
…
نقرأ في “شرح الكتاب المقدس- العهد القديم- الراهب القمّص يوأنّس الأنبا بولا” تحت عنوان- ثبْت تاريخي- ما يأتي: [نجد في هذا الإصحاح ثبتًا تاريخيًا عن حياة طوبيا وابنه. فمهما كانت سنو حياة الإنسان لا بُدَّ له أن يتركها وترجع روحه لمن خلقه (الجامعة12 :7) لأنها لا تجد راحة أو شبعًا إلّا فيه وبه، وإن كانت تعترض حياتنا على الأرض بعض التجارب فهي تختلف في قوّتها وطول مدّتها والوقت الذي تحدث فيه من إنسان إلى آخر؛ فقد تكون عنيفة جدًّا ولكنها لا تستغرق إلّا وقتًا وجيزًا، كما حدث في حياة أبينا إبراهيم أب الآباء عندما طلب منه الله أن يقدم ابنه وحيده حبيبه الذي تحبّه نفسه محرقة على الجبل الذي يريه إيّاه (التكوين22: 1-2) أو تستغرق زمانًا قد تطول مدّته مثلما حدث مع موسى؛ عندما هرب من فرعون بسبب قتله أحد المصريين الذي ضرب رجلًا عبرانيًا، فظل أربعين سنة متغربًا عن أهله وعشيرته في أرض سيناء (الخروج2: 15 وأعمال الرسل7: 28-30) وأيضًا تختلف في وقت حدوثها من إنسان إلى آخر؛ ففي حياة يوسف الصِّدِّيق نجده يتعرض للتجربة وهو شاب لا يتجاوز عمره عشرين عامًا، بينما أيوب البارّ كان رجلًا متزوجًا ولديه من الأولاد سبعة رجال وثلاث بنات. وقد يُجَرَّب الإنسان بأكثر من تجربة في زمن حياته. وقد تكون معًا أو تفصل مدة من الزمن بين الواحدة والأخرى. وعندما تنتهي التجربة ويتزكّى الإنسان أمام الله لا يرى أنها كانت للحزن بل للفرح (عبرانيّين12: 11) وهذا هو ما عبّرت عنه سارة بقولها: {لأنك لا تُسَرّ بهلاكنا فتُلقي السكينة بعد العاصفة وبعد البكاء والنحيب تُفِيضُ التهلل}+ طوبيا3: 22 هذا ما أكّد السيد المسيح له المجد في قوله لتلاميذه عن ذلك: {أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوَّل إلى فرح، المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم}+ يوحنّا16: 20-21 وهذا هو ما حدث مع طوبيا حيث قيل عنه: {وقضى بقية حياته مسرورًا}+ طوبيّا14: 4 وقيل أيضًا عن أيوب: {وبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أكثر من أولاده… ثم مات أيوب شيخًا وشبعانَ الأيام}+ أيوب42: 12 و17] انتهى. ويمكنك على گوگل الاطلاع على تفسير طوبيّا\14 كاملا على عنوان الراهب المذكور
ـــــــ
٥ولمّا حضرته الوفاة دعا ابنه طوبيا وبني ابنه السبعة الفتيان وقال لهم
٦قد دنا دمار نينوى (عمّا قليل يوافي خراب نينوى) لأن كلام الرب لا يذهب باطلا (لا يسقط) وإخوتنا الذين تفرّقوا من أرض إسرائيل يرجعون إليها
…
أشار الخوري بالآية السادسة إلى سِفر عَزرا الأوّل3: 8 على أنّ سِفر نَحَمْيا هو سِفر عزرا الثاني بحسب ترجمة الخوري
ـــــــ
٧وكلّ أرضها المقفرة ستمتلئ- بَشَرًا- وبيت الله الذي أُحرِقَ فيها سيستأنف بناؤه، وسيرجع إلى هناك جميع خائفي الله
٨وستترك الأمم أصنامها وترحل إلى أورشليم فتقيم بها
٩وتفرح فيها ملوك الأرض كافّة ساجدة (ساجدين) لملك إسرائيل
١٠اسمعوا يا بَنيَّ لأبيكم، اعبدوا الرب بحقّ، وابتغوا عمل مرضاته
١١وأوصوا بنيكم بعمل العدل والصدقات، وأن يذكروا الله ويباركوه كلّ حين بالحقّ وبكلّ طاقتهم
١٢اسمعوا لي يا بَنيَّ، لا تقيموا ههنا، بل أي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجِّهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع (واخرجوا من هذه المدينة
١٣فإني أرى أنّ إثمَهُ سيُهلكه (أنّ خطيّتها تُبلِّغها إلى الفناء
١٤فكان (وحدث) أنّ طوبيا- الإبن- بعد موت أمّه، ارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه وبني بنيه، ورجع إلى حمويه
١٥فوجدهما سالِمَين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما، وهو أغمض أعينهما، وأحرز كل ميراث بيت رعوئيل، ورأى بني بنيه إلى الجيل الخامس
١٦وبعد أن استوفى تسعًا وتسعين سنة في مخافة الرب، دُفِن بفرح
١٧ولبث كلّ ذوي قرابته وجميع أعقابه (وأمّا عشيرته وجيله فثبتوا كلّهم) في عيشة صالحة وسيرة مقدسة، وكانوا مَرضيّين لدى الله (فأرضوا الله) والناس وجميع سكّان الأرض
ــــــــــــــ
أمّا بعد فنقرأ على موقع الأنبا تكلا “شرح الكتاب المقدس- العهد القديم- القسّ أنطونيوس فكري” كُلًّا من: [تفسير الآيات 5-9 تتضح النبوة عند طوبيا أيضًا هنا، فهو يتنبأ بخراب نينوى وعودة بني إسرائيل لأرض إسرائيل وتنبأ مرة أخرى عن بيت الله الذي سيُحرَق وبعد ذلك يعود. بل تنبّأ بإيمان الأمم
وترحل إلى أورشليم= أورشليم هنا هي الكنيسة
وتفرح فيها ملوك الأرض كافة= ملوك الأرض لم يسجدوا في أورشليم لكن في الكنيسة. هذه نبوة عن انتشار المسيحية في كل مكان
ـــ
تفسير الآيات 10-13 إنّ الله فتح عَينَي طوبيا الجسديّتَين ثم الداخليّتَين فاستمر يتنبأ بخراب نينوى ولذلك طلب من بنيه أن يغادروا المكان
ـــ
تفسير الآيات 14-17 هنا نرى طوبيا الابن ينفذ وصية أبيه ويغادر المكان
…
الله صانع خيرات
في بعض الأحيان يبدو لنا أنّ لله أحكامًا قاسية لكنها للخير
طوبيا الأب يصيبه العمى… ثمّ يشفى من أمراضه الروحية ويتأدب ويتنقّى. انظر-ي طوبيا11: 17
يفتقر طوبيا فيرسل ابنه الشاب عديم الخبرة ليحصل مالا… يجد زوجة صالحة من عند الرب
سارة؛ يموت لها 7 أزواج… فهُمْ أشرار. لكنّ الله أعدَّ لها الزوج الصالح] انتهى
ـــــــــــــــــــــ
تمّت مساء الخامس من نوڤمبر2018 على التوقيت الاسكندناڤي