أوراق منثوره : بشر او حجر
كثيره هى الحضارات التى قرأنا عنها ومازلنا نقرأ لاشباع فضولنا حتى نعرف كيف كانوا يفكرون وكيف بنيتوماذا كانت الاسس التى اعتمدوها حتى ارتقوا بالمجتمع الى ذاك المستوى رغم شحه الوسائل وقله الادواتوالموارد لبناء تلك الصروح الخالده
ولكون العراق وبشهاده كل علماء الاثار والاجتماع والباحثين هو اساس ومهد الحضارات و كان الرائد لكل بناءوتشريع اذا حضارته ستكون اساس المقال رغم ان بقيه الحضارات مثل الفرعونيه والاغريقية واليونانية والصينيةوالانديز ومايا وغيرها اثرت ولكن فى فروع معينه وليست شامله كما حصل مع حضارات وادى الرافدين المتعددهوالمتنوعة
اذا لنأخذ الحضاره السومرية والبابليه كمثال وكلتاهما اول من ارسى انظمه الرى والزراعه والتشريع الاجتماعىوبناء مؤسسات لخلق هيبه الدوله من خلال تكوين مجتمع محكوم بقوانين وانظمه وتشريعات رغم انها كانت بسيطه(مقارنه بالوقت الحالى ) ولكنها كبيره فى المعنى والمغزى فى ذلك الوقت وخاصه عندما كان اغلب الكون فى ظلمهالتخلف والهجميه الشامله اذا الاستفاده والاستنباط مطلوب فى عصرنا هذا مع كل الاحترام لاختلاف الطرقوالزمان فى وقتنا الحالى
السؤال كيف ارتقوا بالمجتمع البدائى الى هذا المستوى حتى انهم دونوا اغلب ما استطاعوا كما فعل الملك اشوربانيبال (الحضاره الاشورية ) من خلال مكتبته المشهوره (اول توثيق فى تاريخ البشريه)
كانت التشريعات وقوانين الرى والزراعه وقرارت التوطين والتدجين وغيرها من القوانين علامات على وجود رقى وفهمورؤى للمستقبل ورغبه فى بناء مجتمع امن مستقر حاصل على الحقوق وملتزم بالواجبات و على اقل تقدير فىطبقه معينه من الشعب والتى تحدد مسار المستقبل
اذا ان ارتقاء الفكر الانسانى هو اساس بناء مجتمع متقدم وراقى او بمعنى اخر بناء صرح البشر الواعى المتطوراولا يأتى قبل البناء الحجرى (مجازا) من ركائز المجتمع الخدمي
ان دول الغرب اليوم صنعت مجدها الحالى بعد ان بنت الانسان الحضارى الواعى المدرك لحدود الدوله وحدودهوالذى من خلاله خلق المجتمع وصاغ القوانين لحمايه الاخر وبناء الوطن المتقدم المعافى من كل امراض التدميروالتخريب من خلال مدافع عنه وهو المواطن المتحضر المدرك (نفسه)
ان بناء البشر يجب ولا بد ان يكون قبل بناء الحجر وقد يكونا فى ان واحد فاذا كان العكس سيكون البشر دونالفكر والعلم المطلوب حتى يصون البناء وسيأتى يوم سيهدم ما بناه الاولون وما تم بنائه اليوم وهذا هو السقوطوالتراجع فى الدوله والمجتمع وهذا الذى نحن به الان من سقوط وهوان وتخلف ادارى و فكرى يبعث للقلق والخوفمن ان نقع فى نفق النهايه المظلم
و لان الانسان فى اغلب المجتمعات الشرقيه لا يعطوه الأوليه فى الرعايه الاسريه والبناء الثقافى والعلمى وهودائما ياتى بعد الحجر والبناء الفارغ
اذا اردنا ان نبنى مجتمع راقى
يجب ان نعيش ونعمل بثقافة بناءالبشر اولا ثم الحجر اي بناء الانسان (علميا ثقافيا نفسيا ) قبل كل شئ
قد مررنا بفترات كانت الذهبيه فى بناء الانسان رغم انها كانت قصيره و غير كافيه ولكن لم تستمر ولم تثمر لان مابعدها من فترات مسخت كل شئ والحال اليوم فى اسؤ حالته على مدى تاريخ الوطن العزيز لان الوطن الان يمربمرحله السقوط الفكرى والفراغ الثقافى الذى سيدمر كل ما كان جميل فى الوطن ان لم يدمر بعد !!!!!
ان التاريخ واسفاره تجارب تقرأ حتى يقتاد بروائعه لكى تكون حافزا لتطوير المستقبل من خلال الاستفادة مماخلفه الاجداد من ارث غنى حتى تستمر عجله البناء الى الامام
على ان لا تكون مأثر وصروح الاجداد منصه للدعايه والتفاخر بالاباء وننسى المستقبل حتى لا يسقوط الابناء فىبركه التراجع
ان الوطن بحاجه ماسه الى ان ينتفض كل ابنائه واليوم قبل الغد من مفكريه ورواده ومبدعيه وكل النخب من اجلانقاذ المستقبل قبل ان يستفحل الجهل والخراب والتخلف الفكرى وعند ذاك لا ينفع البكاء على حليب سكب بغلطهاو غفله من الزمن
واخر دعوانا للوطن الحبيب الغالى نقول مع كل من يحب الوطن ومخلص لترابه الغالى
يا رب العراق بين يديك فاحفظه من كل مكروه وليكن سلامك مشرقا عليه كل حين حتى يعود بلدٍ ادم الى ما كانعليه امين يا رب
رافع يونان
من ألأخر …؟
١: مقال رائع وراقي كصاحبه لذا نأمل المزيد من أوراقك المنثورة فعساها أن تنير جمجمة مقفرة مهجورة ؟
٢: هل سمعت بعاصفة الصحراء التي هبت علينا في ليلة ظلماء ؟
وتسببت في كل هذا الخراب والدمار والخراب والاستحمار والغباء ؟
حتى صار المرء لا يفرق بين البغل والحمار إذ هم في كل شئ سواء ؟
والدليل حال العراق كحال كل الدول التي إجتاحتها ظلام في ظلام وعواء وصراخ وبكاء ؟
ويبقى السؤال إلى متى يبقى بعير السلاطين باسم الدين يسرح ويمرح والكل في شقاء