أنا عمياء وأحب الغناء

الاديبة السورية سوزان محمد علي

تقولُ لكِ طواحين الهواء:
أنا عمياء وأحب الغناء
كنتُ جدة قبل أن أجدف
أعيش عزلة لا أريدها
لدي أحفاد يقرؤون في الخفاء
لا تصدقي الحركة
لا تخلدي إلى النوم وروحك في بيوت غريبة.
تسندين كتفكِ المر على أعواد القصب
وتنكشين أسنانكِ بعود قش أصفر
والغروب في ألمانيا يجر عنزته في البحيرة
في الصقيع
في دموعكِ.
الساعة الخامسة أو الرابعة
أنتِ لا تعلمين
لا فرق
بين صفير قطار وشرارة قبلة
تتقوس الطرق قبالتكِ
وتخرج يد سوداء ضخمة
وتصفعكِ
هل كانت يد أبيكِ؟
أم يد الفراغ القديم المتآكل
تشمين رائحة زيت الزيتون


تخلعين سترتكِ الزرقاء كي تراكي الطيور
تلوحين في هذا العراء:
هل من أحد هنا؟
مرحبا
السلام عليكم
هل يوجد دماء هنا
حرب
جثث
مسامير
ثم تنامين عارية وسط طواحين الهواء
بعد معركة دامية
بين الوجود وشامة يدك اليسرى
بين الشهب وعواء كلبتكِ البعيدة
الخوف يتمدد
يساعد العلم الألماني في المزرعة
على التمزق
على التشرد
أنتِ ضلع الحقل الآن
استمرار التأوهات
لن تجدكِ البعثات أو الطائرات أو كلاب البوليس
ألمكِ غير مرئي
لن يعثر عليكِ أحد
بعد الآن.

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.